الغلاء والبطالة يفاقمان معاناة النازحين إلى الشمال السوري

الغلاء والبطالة يفاقمان معاناة النازحين إلى الشمال السوري

05 يونيو 2018
أجواء رمضان في مدينة الباب السورية (فيسبوك)
+ الخط -

يعاني النازحون من ريف دمشق إلى الشمال السوري من أوضاع المعيشة الصعبة، حتى أصبح تأمين احتياجاتهم اليومية يقارن بتوفير أجرة المنازل التي تبدأ بمائة دولار أميركي، لا تملكها الغالبية العظمى منهم، في ظل رفض البقاء في المخيمات لصعوبة الحياة فيها.


ويصف ياسر أبو زيد، النازح من جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد"، المخيمات بأنها "يستحيل العيش فيها"، ويقول إنه يعيش هو وزوجته الحامل في مدينة الباب منذ مغادرته مخيمات اللجوء التي لا توفر مقومات الحياة الأساسية.

ويوضح "قرّرنا استئجار منزل في منطقة الباب، فتوجهنا إلى مكاتب العقار للبحث عما يناسبنا، وبعد أن وجدنا منزلاً صغيراً بمبلغ مائة دولار أميركي، فوجئنا بأننا مجبرون على استئجار المنزل لمدة ثلاثة أشهر، وعلينا دفع الأجرة نقداً، ويطلب المكتب العقاري مائة دولار، ويقوم بطلبها كلما قمنا بتجديد العقد، أي أننا مطالبون فوراً بدفع 400 دولار".

ويشرح معاناته في تعبئة المياه للمنزل، موضحاً أن سعر التعبئة ألفا ليرة سورية للعشرة براميل، واحتياج العائلة المتوسطة في الشهر الواحد يتجاوز 60 برميلاً، في ظل غيابٍ كامل للكهرباء والماء عن المدينة، وكذلك عن أغلب مناطق ريف حلب الشمالي.

وحول المساعدات الإنسانية، يقول عز الدين (38 سنة)، النازح من بلدة يلدا، لـ"العربي الجديد": "لم تقدم لنا أي من المؤسسات الإغاثية مساعدات إنسانية إلى اليوم، ولم نحصل على معونة منذ خروجنا من المخيمات، ولا توجد إلى الآن مكاتب مخصصة لدعم النازحين سوى مكتب واحد وسط منطقة الباب لا يكفي لاستيعاب الجميع".
ويضيف "تنتشر ظاهرة البطالة بين صفوف المهجرين بشكل كبير، فبعد وصول آلاف النازحين من دمشق وريفها إلى الشمال، اكتظّت المنطقة بالسكان، وظهرت البطالة بسبب توقف المصانع بعد هروب المستثمرين والتجار واستقرارهم خارج البلاد".

ويشرح مصعب الأحمد، العامل في مجال التمريض والصيدلة، معاناته في البحث عن فرصة عمل قائلاً "أبحث عن عمل منذ وصلت إلى منطقة الباب. توجّهت إلى المكتب الطبي في المنطقة، وقدمت طلب توظيف، لكن طلبي رفض لكثرة المتقدمين، الذين تجاوز عددهم 2300 ممرض وممرضة".

وبين معاناة نزوحها وارتفاع الأسعار، توضح ياسمين الدمشقي، لـ"العربي الجديد"، أن "الآلاف وجدو أنفسهم مضطرين لمغادرة بلداتهم وأرضهم، بعد عيش ويلات الحرب والدمار هرباً من الموت، ليجدوا أنفسهم أمام معاناة جديدة".

وتشير إلى المأساة التي يعيشها الناس في الشمال السوري، حيث أصبحت العلاقات تقوم على التعامل المادي فقط، قائلة إن "القليل من الأهل ما زال يحتفظ بروح المودة لمن خرج نازحاً تاركاً كل شيء من خلفه".

المساهمون