الغاز المسيل للدموع وجبة السحور في مخيم العروب الفلسطيني

الغاز المسيل للدموع وجبة السحور في مخيم العروب الفلسطيني

18 يوليو 2014
متظاهرون في مخيم العروب (حازم بدر/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

غيرت الأحداث الأخيرة الجارية في الضفة الغربية المحتلة، وعمليات جيش الاحتلال العسكرية من ملامح وطقوس شهر رمضان المبارك، في العديد من المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وفرضت عليها واقعاً مريراً لا يرغب أي أحد في العالم أن يعيش فيه.

وأصبحت رائحة الغاز المسيل للدموع، وأصوات الانفجارات الناجمة عن القنابل الصوتية التي يطلقها جنود الاحتلال بشكل يومي، على منازل سكان مخيم العروب للاجئين الفلسطينيين، شمالي مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، طقساً من طقوس شهر رمضان المبارك يرافق وجبة السحور وربما الإفطار.

ويعيش المخيم أجواء المواجهات منذ بدء العملية العسكرية التي نفذها جيش الاحتلال بدعوى البحث عن المستوطنين الثلاثة الذين ادعى انهم اختطفوا على يد مقاومين فلسطينيين في الثاني عشر من يونيو/حزيران المنصرم. وازدادت تلك المواجهات تدريجياً مع الحرب التي يشنها الاحتلال على قطاع غزة، الأمر الذي دفع الشبان داخل المخيم إلى التظاهر والتضامن مع أهالي غزة.

يومياً، تبدأ المواجهات مع جنود الاحتلال المتمركزين على البرج العسكري عند المدخل الرئيسي للمخيم، وكذلك المدخل الشرقي، وتستمر إلى حين موعد السحور، وقد يطول الأمر إلى ساعات الفجر الأولى بحسب طبيعة ونوع تلك المواجهات.

ويقول أحد سكان المخيم، بلال العجالين، لـ"العربي الجديد"، إن "جنود الاحتلال الموجودين على مدخل المخيم الرئيس بشكل دائم يطلقون الغاز بكثافة باتجاه وسط المخيم، بالرغم من أن مركز المواجهات يكون عند البرج العسكري ومحيطه، إلا أن الجنود يتعمدون امطار المنازل بالغاز المسيل للدموع، كعقاب جماعي بحق الأهالي وللضغط عليهم كخطوة لمنع الشبان من التجمهر عند نقاط التماس والاحتكاك".

ويشير العجالين إلى أن "قوات الاحتلال تتعمد إطلاق قنابل الغاز على سكان المخيم، وأحياناً من دون أن تكون هنالك أي مواجهات أو تجمعات للشباب. ويوضح أن "الجنود المتمركزين على البرج العسكري همهم التنغيص على سكان المخيم وقتل أجواء رمضان المميزة التي يعيشها الأهالي".

ومع بداية رمضان تزينت حارات المخيم الوسطى والعليا ومنها حارات الجوابرة والعجالين، بفوانيس وزينة الشهر المبارك، وكان الأهالي يستعدون لإحياء الأجواء الرمضانية التي تعيشها المخيمات الفلسطينية، إلا أن اعتداءات قوات الاحتلال خلال الأيام الأخيرة بتكثيف إطلاق الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع، نحو المنازل حالت دون اضاءة تلك الفوانيس، أو إحياء تلك الأجواء.

ويلفت العجالين إلى أن "جنود الاحتلال قتلوا كل مظاهر شهر رمضان، وحوّلوا المخيم إلى ما يشبه مدينة للأشباح، والأطفال الذين كانوا عادة ما يحيون المخيم حتى ساعات السحور، باتوا اليوم لا يغادرون منازلهم خشية رصاص وقنابل الاحتلال".

زيد البالغ من العمر عامين، ويافا ثلاثة أعوام، يقطنان مع والديهما في مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهما من المخيم، اعتادوا زيارته في المناسبات، والإقامة فيه مع حلول شهر رمضان الذي يتسم بالزيارات العائلية وجمعة الأهل.

لكن قنابل الصوت ورائحة الغاز، زرعت الذعر والخوف في قلوبهم، لتجعلهم يصرخون ويبكون كلما سمعوا صوت الرصاص والقنابل عند اندلاع المواجهات مع جنود الاحتلال، مما دفع والديهما إلى قطع زياراتهم مع العائلة.

الاختناق، والخوف، إلى جانب الغاز المسيل للدموع، هي الطقوس التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي على الآلاف من سكان المخيم في شهر رمضان. والحال ذاته لا يختلف كثيراً عن باقي المدن الفلسطينية التي هي على تماس مع نقاط العسكرية للاحتلال أو المستوطنات، في الضفة الغربية.