الغارات تُشعل أسعار الوقود في سورية

الغارات تُشعل أسعار الوقود في سورية

27 سبتمبر 2014
ارتفاع أسعار الوقود بعد الضربات الجوية (getty)
+ الخط -

رفعت غارات التحالف على المواقع النفطية التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" أسعار المشتقات النفطية بين 20 و60% في المناطق السورية.
أوقفت الغارات الجوية التي استهدفت موقع حقل التنك شرق دير الزور ومصافي تكرير النفط في بلدات العشارة وبقرص في ريف دير الزور شمالي شرق سورية، إمدادات النفط إلى المناطق المحررة وزادت من "العامل النفسي" لدى المستهلكين، ما خلق بداية احتكار ورفعاً للأسعار.
وقال أحد المواطنين من "سرمين" في ريف ادلب، إن أسعار المشتقات النفطية ارتفعت بشكل لافت، فيما انخفضت نسبة معروضها في الأسواق بعد ضرب المصافي ومواقع الآبار النفطية، حيث وصل سعر ليتر البنزين إلى 310 ليرات في حين لم يزد منذ أسبوع "قبل القصف" عن 225 ليرة، وارتفع سعر ليتر المازوت من 120 إلى 160 ليرة، وارتفع سعر "أسطوانة الغاز المنزلي إلى نحو 5500 ليرة".
من جهة أخرى لفت المحلل أحمد الحسن إلى أن الندرة وعدم توفر السلع النفطية من سمة الأسواق في دمشق، حيث ارتفع سعر ليتر المازوت من 150 إلى 250 ليرة في السوق السوداء، وساهمت الطوابير الطويلة أمام محطات الوقود في قتل أي أمل للحصول على ليتر واحد ولو بعد أسبوع، ما انعكس على وسائط النقل وكثرة الازدحام، كما زادت أسعار اسطوانة الغاز المنزلي من 1600 إلى 3000 ليرة وزاد سعر صفيحة البنزين بين 600 حتى 1000 ليرة سورية.
وقال الحسن لمراسل "العربي الجديد": شهدت أسعار السلع والمواد الغذائية واللحوم في دمشق ارتفاعات كبيرة، بنسبة لا تقل عن 40% خلال أيام قليلة، وارتفعت أسعار الزيوت النباتية بنسبة 30%.
أما الخبير الاقتصادي، حسين الابراهيم، فقد اعتبر أنه وبصرف النظر عن آليات ضرب "التحالف الدولي" لمواقع تنظيم الدولة داعش، هناك سوريون يتهجرون وآخرون لا يستطيعون الهروب، كونهم محكومين لفقرهم ولظروفهم الأسرية والجغرافية، متسائلاً "هل من المعقول ألا يتوازى القصف مع عمل منظمات إغاثية وإنسانية لانتشال السوريين الذين يفيضون عن الموت جراء قصف التحالف أو براميل الأسد، من الموت جوعاً؟".
وقال الابراهيم لمراسل "العربي الجديد": بعد سيطرة "داعش" وبعض التنظيمات الكردية على مواقع النفط في منطقة الحسكة ودير الزور، وكان الإنتاج يتم في معظمه بشكل يدوي، ولا يزيد عن 50 ألف برميل يومياً، في حين كان إنتاج تلك الآبار قبل الثورة عام 2011 يزيد عن 250 ألف برميل.
وبعد توقف الإنتاج وإمداد المناطق المحررة، زادت معاناة السوريين في الداخل بعد الحرب على داعش، لأن معظم من هم بالداخل السوري بلا دخل يذكر بعد فصل نظام الأسد الموظفين، فكيف يمكن أن يتدبروا أمورهم بعد الحرب على داعش وارتفاع أسعار حوامل الطاقة، والمعروف أنها سلع تحريضية ستؤدي إلى ارتفاع الكثير من السلع ابتداء بأجور النقل وصولا للخبز"، ويذكر ان سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية يصل إلى 159.

المساهمون