العنف المدرسي في المغرب يعود إلى الواجهة مجدداً

العنف المدرسي في المغرب يعود إلى الواجهة مجدداً

08 يناير 2019
مطالبات بالقضاء على العنف المدرسي (Getty)
+ الخط -
عاد موضوع العنف المدرسي داخل الأقسام إلى واجهة الحدث التربوي والتعليمي في المغرب، بعد واقعة تصوير أستاذ داخل الفصل في شجار مع تلميذة بإحدى المؤسسات الحكومية بمدينة قلعة السراغنة، قبل أن يقلب عليها الطاولة التي تجلس عليها، ويعلو الضجيج داخل الفصل.

ووصفت مديرية التعليم بمدينة قلعة السراغنة، التابعة لوزارة التربية الوطنية، سلوك الأستاذ بغير المسؤول، موضحة في بيان لها على خلفية هذا الحادث أن "تطور نقاش بين أستاذ وتلميذة داخل فصل بثانوية تأهيلية تابعة للمديرية الإقليمية بقلعة السراغنة، يوم 2 يناير/كانون الثاني الجاري، إلى تصرف غير تربوي من قبل الأستاذ في حق تلميذتين"، مضيفة أن لجنة زارت مطلع هذا الأسبوع المؤسسة التعليمية لإجراء بحث معمق في الموضوع، يترتب عنه اتخاذ الإجراءات الإدارية والتربوية اللازمة.


وهذه ليست الحالة الأولى التي تحدث في مدارس المغرب، إذ سبقتها حالات أخرى منها حالة طفل في ضواحي الرباط، تعرض للتعنيف من طرف مدرّسته بالصفع لأنه لم يحسن الجواب على سؤال اعتبرته هي بسيطا، وهو ما كشفت عنه السيدة سمية والدة التلميذ وليد التي قالت إن ابنها عاد إلى البيت أكثر من مرة يبكي ويتذمر.

وتضيف السيدة لـ"العربي الجديد"، عندما كنت أسأله عن آثار الصفع على وجهه، كان يجيب بأنه تشاجر مع بعض زملائه في القسم، خشية أن أقوم بالاحتجاج داخل المدرسة، لكن تكرر الوضع دفعها إلى الضغط على ولدها ليعترف لها بأنه يتعرض دائما لتعنيف أستاذته بسبب أو بدون سبب، لتقرر تقديم شكوى إلى المدرسة وأكاديمية التعليم التي تتبع لها المدرسة.

وفي حالة عنف مدرسي من نوع آخر تقول والدة تلميذ في الابتدائي لـ"العربي الجديد"، إن معلمة كانت تقوم بإهانة ابنها أمام زملائه بأن تضع خلف ظهره ورقة كُتب عليها "أنا كسول"، لعقابه على عدم قيامه بواجباته المدرسية، وهو ما جعلها تدخل في مشادات مع المعلمة، وتقرر بعدها نقله إلى مؤسسة تعليمية أخرى.

وللتصدي لحالات العنف التي تبرز بين الفينة والأخرى في الأقسام والمدارس، يشدد الخبير التربوي محمد الصدوقي على ضرورة "سن قوانين انضباطية وتأديبية داخلية صارمة للمؤسسة وميثاق للقسم، يساهم فيها المتعلمون، وأيضا تركيز المناهج التربية أكثر على تربية المتعلم على القيم الإيجابية والفاضلة، خاصة المسؤولية والانضباط وحب العلم واحترام الآخر، والحوار ونبذ العنف".

ودعا الصدوقي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى "خلق نواد تربوية يستثمر فيها المتعلمون، من أجل إثبات الذات، وتفريغ الطاقات السلبية، وتوجيهها لما هو إيجابي، فضلا على تكوين المدرسين في بعض قضايا علم النفس وعلم الاجتماع المتعلقة بالمراهقين خاصة وتدبير الجماعات".

واقترح المتحدث إحداث نقطة للسلوك، شرط أن يكون عدم الحصول على المعدل فيها موجبا للرسوب؛ مع ضرورة إشراك الأسرة وترسيخ العلاقة المتينة والدائمة بينها وبين المدرسة لمراقبة ومواكبة المتعلمين؛ ثم خلق خلايا للإنصات وإعادة التأهيل والإدماج؛ وإحداث منصب المساعد النفسي والاجتماعي داخل المؤسسات التربوية".


ولم يفت الصدوقي مطالبة الدولة ومؤسساتها المعنية بضرورة الانكباب على "معالجة كل الأسباب عير المدرسية للعنف، التربوية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والإعلامية التي تهم المواطنين عامة، أسرا وأطفالا وشبابا وموظفين" على حد تعبيره.

دلالات