العملية التركية شمالي العراق: الكردستاني يتكبد خسائر جديدة

العملية التركية شمالي العراق: الكردستاني يتكبد خسائر جديدة

25 يونيو 2020
مقتل عدد من مسلحي "الكردستاني" وتدمير مقرات (أوزكان بيلجين/الأناضول)
+ الخط -
 
 
 

تتواصل العمليات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية الحدودية شمالي البلاد، ضمن إقليم كردستان، لليوم الثامن على التوالي منذ انطلاقتها في الـ17 من الشهر الحالي، مسجلة بذلك أطول عملية عسكرية للقوات التركية منذ مطلع العام الحالي لملاحقة مسلحي حزب "العمال الكردستاني" في معاقله التقليدية داخل العراق، والتي يتخذها منطلقا له في تنفيذ اعتداءات متكررة داخل الأراضي التركية.

واليوم الخميس، قال مسؤول محلي في قضاء زاخو على الحدود مع تركيا، لـ"العربي الجديد"، إن المدفعية التركية قصفت أهدافا مفترضة لمسلحي "الكردستاني" في قرى مهجورة من السكان بمحيط منطقتي قنديل وزاخو، أسفرت عن مقتل عدد من مسلحي الحزب وتدمير مقرات لهم، لافتا إلى أنه منذ ليلة أمس شهدت عدة مناطق حدودية عراقية مع تركيا تحليقا مكثفا للمروحيات وقصفا مدفعيا متفرقا على جيوب مفترضة لحزب "العمال الكردستاني".

وأكد مصدر محلي بمنطقة حفتانين شمالي أربيل، التي تستهدفها القوات التركية بعملية "مخلب النمر"، أنها دمرت مقرين لحزب "العمال الكردستاني" وأجبرته على الانسحاب من جبل كوش وقرية مهجورة من سكانها.

وبحسب المصدر ذاته، فإن الجيش التركي يواصل عملياته تحت غطاء من مروحيات ومقاتلات أميركية حلقت خلال الساعات الماضية على علو منخفض. 

ومنذ انطلاق العملية التركية، تراجع مسلحو حزب "العمال الكردستاني" عن مواقع كانوا يسيطرون عليها في منطقة حفتانين شمالي أربيل وقرى زاخو، إثر ضربات جوية ومدفعية تركية تعرضوا لها. 

وأكد مراقبون ومختصون أمنيون في إقليم كردستان العراق أن مسار عمليات القوات التركية يشير إلى أنها تسعى لفرض منطقة آمنة على حدودها مع العراق، تمنع تسلل مسلحي حزب "العمال الكردستاني" إلى داخل الأراضي التركية وتنفيذ اعتداءات، مع تواصل الضربات الجوية لمعاقل الحزب البعيدة عن الحدود التي تؤوي قيادات وعناصر بارزة، خاصة منطقة سلسلة جبال قنديل وسنجار. 

في المقابل، قال مدير بلدة دكار شمال قضاء زاخو بمحافظة دهوك الحدودية مع تركيا، زيرفان موسى، إن "الطائرات الحربية والمدفعية التركية قصفت أمس الأربعاء، مواقع جديدة في قرى بمحيط البلدة"، مبينا، في تصريح صحافي، أن "القصف استهدف جبل شاقولي المطل على قرية بوصلي شمال البلدة، ما تسبب بحدوث حرائق في الغابات والمزارع في المنطقة، وأن "فرق الإطفاء لا تستطيع الوصول الى الحرائق بسبب استمرار القصف".

ويحمل مسؤولون أكراد الحكومة العراقية مسؤولية وضع حد للتوغل الكردي داخل الأراضي العراقية الذي ينتهك سيادة البلاد.

وقال قائممقام سنجار، محما خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "العملية التركية متواصلة برا وجوا، وعلى الحكومة العراقية أن تتدخل لوضع حلول أمنية دائمة بالمناطق الحدودية مع تركيا"، مؤكدا أن "الدستور العراقي يمنع وجود المنظمات الإرهابية في البلاد، ما يحتم على الحكومة أن تعمل على إخراج حزب "العمال الكردستاني"، كما يجب عليها منع تركيا من انتهاك سيادة البلاد".

 

وأشار إلى أن "حكومة مصطفى الكاظمي تستخدم حاليا الأدوات الناعمة تجاه تركيا، من خلال اللجوء إلى مجلس الأمن والاعتماد على العلاقات الخاصة مع تركيا، من أجل وقف العملية"، مشددا على "أهمية حسم الملف بشكل عاجل لمنع استمرار التوغل التركي وما ينتج عنه من حالة رعب للسكان وانتهاك للأراضي العراقية".

من جهته، دعا عضو تحالف القوى العراقية، أثيل النجيفي، إلى "إخراج عناصر حزب "العمال الكردستاني" من البلاد، لإنهاء أي مبرر للتدخل التركي"، وقال، في منشور على صفحته في فيسبوك، إن "سنجار بنواحيها سنوني وخانصور وبلدة القحطانية التابعة لبعاج يسيطر عليها حزب "العمال الكردستاني" وأذرعه المختلفة، وفيها إدارات محلية لا يربطها بالدولة العراقية أي رابط إداري، لا بمحافظة نينوى ولا بإقليم كردستان، وإن أمنهم وعلاقاتهم، كلها مع أجنحة حزب العمال في سورية، وهذا الوضع من أهم أسباب تعذر عودة النازحين لتلك المنطقة".

وشدد النجيفي: "على الجيش العراقي أن يطرد هذه الفصائل من سنجار ويعيد ارتباطها بنينوى. ولن يبق بعد ذلك أي مبرر للتدخل التركي".