العلاقة الاجتماعية بين الطيور والإنسان

العلاقة الاجتماعية بين الطيور والإنسان

17 مايو 2015
البومة إلهة الحكمة لدى اليونانيين (Getty)
+ الخط -
أثّرت الطيور بالإنسان، كما أثّر الإنسان بالطيور على مدى آلاف السنين. ففي كهوف العصر الحجري رسومات للطيور في فرنسا وإسبانيا وأفريقيا وغيرها. كل ذلك يشير إلى اهتمام الإنسان بالطيور منذ 22 ألف سنة على الأقل.

كان اهتمام الإنسان القديم يتركز على الطيور كقيمة غذائية. ثم اهتم بها كقوة سحرية قادرة على الطيران، وكأعجوبة لكونها تظهر وتختفي أثناء الهجرة. وأثارت ألوانها الإهتمام وكذلك تصرفاتها وتغريدها. ودخلت عالم القصص واللوحات والنحت والقصائد والغناء.

وفي مجال العلوم استخدمت الطيور في تجارب التشريح والتكاثر والسلوك واللغة والطيران والهجرة والتصنيف. كما طورت دراسة ملاريا الطيور فهم ملاريا الإنسان. وساعدت الدراسات على تطوير عدة لقاحات كالجدري والحمى الصفراء وعلى التخفيف من مضاعفات الإيدز من خلال فيروس زكام الطيور. أما بيض الفري فيستخدم لمعالجة الربو.

وفي مجال المعتقدات، فإنّ بعض القبائل تعتقد أنّ روح الإنسان تسكن في الطيور، وأنه إذا مات الطير فإن رديفه الإنسان يموت. وفي اليابان يعتقدون أنّه إذا أكل أحدهم قلباً طازجاً لطائر الأوزال فإنه يصبح حكيماً وفصيحاً. بينما يعتقد البدائيون في شمال الهند أنّه إذا أكل أحدهم عين البومة فإنه يصبح مثلها يرى في الليل. في المقابل، لا يأكل أبناء بعض قبائل المغرب قلوب الدجاج خوفاً من أن يتملكهم الخجل. فيما تطعم القبائل التركية الأولاد الصغار الذين يتأخرون بالكلام ألسنة الطيور.

من جهتهم، يعتقد الأوروبيون أنّ البومة تجلب الحظ، بينما يؤمن العرب والشرقيون أنّها نذير شؤم أو موت، وفي اليونان تمثل إلهة الحكمة. ويمثل جسم الإنسان برأس الصقر عند الفراعنة إله الشمس، وبرأس أبو منجل إله القمر والسحر. وفي الديانة المسيحية تمثل الحمامة الروح القدس، والديك لدى القديس بطرس يمثل النباهة والتيقظ. وترمز العقاب (مؤنث) إلى القوة والحرب وتتخذ شعاراً للدول وتطبع صورها على العملة والبيارق. وعند الصينيين يمثل الرهو طول الحياة، والبط الإخلاص الزوجي. أما النسر الأقرع فهو الطائر الوطني لأميركا. والأردن لها العصفور القرمزي، والسودان العقاب آكل الأفاعي.

كذلك، استخدم الإنسان الطيور للتنبؤ بالطقس (النورس واللقلاق)، وكأداة للمراسلة (الحمام الزاجل)، والصيد (الصقور والعقبان والباز والباشق)، ومؤشر بيئي يدل على تلوث الموائل أو صحة الأنظمة البيئية. وفي أواخر القرن الماضي بدأ الإنسان يستخدم الطيور من أجل درّ الأموال، من خلال إقامة رحلات لمراقبتها على طرق هجرتها عبر عملية تُسمى مراقبة الطيور.

*اختصاصي في علم الطيور البريّة

إقرأ أيضاً: العلاقة الاقتصادية بين الطيور والإنسان

دلالات

المساهمون