العروض الجاذبة تشجع المصريين للرحلات الخارجية

العروض الجاذبة تشجع المصريين للرحلات الخارجية

16 اغسطس 2015
أحد المنتجعات السياحية في مصر (أرشيف/Getty))
+ الخط -

خلال فصل الصيف تنشط السياحة الخارجة من مصر إلى شواطئ شمال وشرق المتوسط، ليس فقط لمشاهدة أماكن وثقافات جديدة، ولكن لانخفاض أسعار الإقامة بهذه الدول، مقارنة بأسعارها في المناطق الساحلية الداخلية سواء في شرم الشيخ شمال شرق مصر أو بالغردقة على البحر الأحمر شرق البلاد.

محمد علواني، موظف في قسم الحجوزات بإحدى الشركات المنظمة للرحلات خارج مصر، قال "لم يعد من يقومون بالرحلات الخارجية هم الأغنياء فقط، بل الأسر المتوسطة والشباب الذي يبحث عن المغامرة ومشاهدة ثقافة جديدة".

وأضاف علواني لـ"العربي الجديد"، "لأجل أن تذهب في رحلة إلى شرم الشيخ لمدة 4 أيام شاملة تذكرة الطائرة والطعام عليك أن تدفع أكثر من 5 آلاف جنيه (639 دولاراً) للإقامة في فندق يوفر خدمات سياحية ذات جودة مناسبة، بينما الرحلة الخارجية لبعض الدول تصل إلى 6 آلاف جنيه (766 دولارا) شاملة تذكرة الطائرة وأسعار المزارات والجولات". وبحسب علواني، فإن الطلب يتزايد على تركيا واليونان والمغرب وإيطاليا وفرنسا وماليزيا، مضيفا أن رحلات الطيران لهذه الدول متوفرة طوال الأسبوع.
ورغم الإجراءات الحكومية لتشجيع السياحة الداخلية في الفترة الأخيرة، إلا أن عاملين في القطاع يتوقعون أن يتجاوز عدد السائحين المصريين بالخارج 500 ألف سائح هذا العام.

ويقول هاني الشاعر، نائب رئيس غرفة الفنادق السابق، إن السياحة المصرية في الخارج لم تعد تقتصر على الأغنياء فقط، ولكن مع أسعار برامج سياحية تعلن عنها الشركات، سواء في إسبانيا أو المغرب أو تونس أو تركيا، فإن هناك نمواً في أعداد المصريين القاصدين تلك البلدان للسياحة.

وأضاف أن الأمر لا يتوقف فقط على الخدمات السياحية مرتفعة الكفاءة داخل الفنادق، ولكن السائح يحصل على جودة عالية في البضائع بمراكز التسوق ربما لا يجدها في مصر أو يكون هناك مبالغة في الأسعار عند شرائه لها.

اقرأ أيضاً: مصر ترحب بالسياح الإيرانيين رغم الرفض في عهد مرسي

وعزا الشاعر ارتفاع أسعار الرحلات الداخلية للمصريين داخل وطنهم إلى أنهم يحجزون خلال اللحظات الأخيرة، خلافا لما تقوم بها الشركات الأجنبية حيث تحجز الغرفة وتسدد سعر الإقامة قبل فترة كبيرة ولمدة طويلة، سواء كانت الغرفة مشغولة أو شاغرة.

وقال إنه لا يمكن أن تكون أسعار الإقامة بالدول الأخرى أقل من مصر، حيث إن مصر تأتي كأكبر الدول رخصا في الخدمات السياحية، مضيفا "علينا التفرقة بين أن تحصل على إقامة شاملة كل الخدمات بأسعار محددة مقابل أن تحصل على رحلة تقتصر على تذكرة الطائرة ووجبة الافطار.. الفرق كبير".

وبحسب أحمد بلبع، رئيس لجنة السياحة في جمعية رجال الأعمال المصريين، فإن ارتفاع أسعار تذاكر الرحلات الداخلية لشركة مصر للطيران، يعد أحد أسباب خروج المصريين للسياحة فى الخارج، بدلا من بلدهم فى الوقت الحالي وفي ظل أزمة نقص الاحتياطي الأجنبي.
 
وانخفض الدخل السياحي لمصر خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 2.7 مليار دولار، مقابل 3.2 مليارات دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. وتأمل وزارة السياحة المصرية جذب 11 مليون سائح بزيادة مليون سائح عن العام الماضي.

وقال مسؤول بارز في وزارة السياحة "لا يمكن التعامل مع ملف السياحة الداخلية بنفس الفكر الذي كنا نتبعه في نهاية القرن الماضي، السياحة الداخلية قادرة على إنعاش السياحة المصرية، خاصة خلال الفترة الحالية وتهاوي الدخل السياحي المصري على مدار السنوات الأربع الماضية".

وأضاف المسؤول أن هناك تزايدا في الرحلات الخارجية للطبقة المتوسطة إلى بلدان الساحل الشمالي للمتوسط، خاصة تركيا والمغرب واليونان.

وتابع "ليس كل من يخرج للسياحة إلى البلدان الأوروبية رجل أعمال، هناك نمو في عدد الطبقة المتوسطة التي تبحث عن مقصد سياحي يوفر خدمة جيدة لها".

وكانت وزارة السياحة قد أطلقت العام الماضي حملة لتشجيع السياحة الداخلية بعنوان "مصر في قلوبنا"، وقالت الوزارة حينها إنه تم طرح برامج سياحية بأسعار مخفضة لتنشيط السياحة الثقافية لمدينتي الأقصر وأسوان جنوب البلاد، وذلك بالتعاون المشترك مع شركة مصر للطيران الناقل الجوي الرسمي للبلاد والعديد من الفنادق والشركات السياحية العاملة في مجال السياحة الداخلية.
ش