حيدر العبادي يعلن رسميّاً تحرير الموصل من "داعش"
عثمان المختار
حيدر العبادي يقضي يومه الثاني بالموصل(مكتب رئيس الوزراء العراقي)
 أعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، مساء الإثنين في بيان، عن تحرير مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، بشكل كامل من تنظيم "داعش" بشكل كامل، وذلك بعد تسعة أشهر من القتال المتواصل في أكبر حملة عسكرية يشهدها العراق منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.

وتلا العبادي البيان من داخل مقر قيادة القوات العراقية المشتركة في الموصل، وذلك في ثاني أيامه في المدينة.

وخاطب العبادي العراقيين: "أيها العراقيون، نعلن انتصارنا في الموصل، أيها العراقيون، انتصارنا، اليوم، هو انتصارنا على الظلام والوحشية والإرهاب، وأعلن من هنا انتهاء وفشل وانهيار دولة الخرافة والإرهاب الداعشي الذي أعلنه "داعش" من هنا".

وقال إن "الشهداء والجرحى هم من صنع النصر، ولن ننسى هذا الدين وتحية للعوائل المضحية".

وتابع: "أيها العراقيون من حقكم أن تفتخروا بهذا النصر، وإن هذا الإنجاز عراقي ولن يشارك به أحد والعراقيون هم من صنع النصر ومن حقهم أن يفتخروا"، على حد قوله.

كما أعرب عن شكره كل من ساند العراق في هذه المعركة سواء جواً أو بالتدريب أو السلاح.

ووصل  حيدر العبادي إلى الموصل، مساء أمس الأحد، على متن طائرة شحن عسكرية مرتديا زي جهاز مكافحة الإرهاب العراقي الذي كان له دور كبير في حسم المعارك، وكان في استقبال العبادي عدد من القادة العسكريين العراقيين.

في غضون ذلك، قالت مصادر عسكرية عراقية لـ"العربي الجديد" إن وحدات خاصة عراقية تمكنت خلال الساعات الماضية من القضاء على غالبية الجيوب المسلحة التابعة لتنظيم "داعش"، وتقوم حاليا بعمليات تمشيط بحثا عن عناصر أخرى. بينما تراقب طائرات مروحية عراقية وأميركية ضفاف دجلة ومفترقات طرق محور غرب الموصل تحسبا لانسحاب من تبقى في المدينة من مسلحي التنظيم إلى خارجها.

العبادي يعلن استعادة الموصل بالكامل (مكتب رئيس الوزاء العراقي) 





وانطلقت العمليات العسكرية يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول  2016، بقوة مشتركة من 109 آلاف عنصر من الجيش العراقي وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية وقوات التدخل السريع وقوات سوات والفرقة الذهبية والشرطة المحلية وقوات البشمركة ومليشيات "الحشد الشعبي" ترافقها وحدات من الحرس الثوري والباسيج الإيرانيين وقوات العشائر وقوات حرس نينوى وفصيل الضياغم التابع لعشيرة شمر.

ودعم من التحالف الدولي، ممثلا بسلاح الأميركي والكندي والبريطاني والفرنسي والعراقي وثلاث وحدات برية من الكوماندوز ووحدة فرنسية خاصة ووحدة كندية خاصة وسرب طائرات أباتشي أميركية وثلاث بطاريات مدفعية أميركية وبريطانية وفرنسية.

وشنت خلالها قوات التحالف الدولي أكثر من 20 ألف طلعة جوية خلال المعركة عدا الطيران العراقي.

وبلغ عدد القتلى المدنيين في الموصل، بحسب تقارير طبية عراقية وأخرى ألمانية، أكثر من 16 ألف قتيل ونحو 30 ألف جريح يشكل الأطفال والنساء منهم 61% أعلن كردستان  العراق عن استقبال مستشفياته معظمهم، وسط توقعات بوجود ضحايا آخرين تحت أنقاض المنازل.

بينما بلغ عددالنازحين ثلاثة ملايين و100 ألف نسمة، من بينهم مليون و230 ألفا يسكنون الخيام موزعين على 42 مخيماً والآخرون وجدوا منازل نظامية في بغداد وكردستان قاموا باستئجارها على نفقتهم الخاصة.

كما بلغت خسائر الموصل، وفقا لحكومتها المحلية، 41 مليار دولار أميركي بواقع نسبة تدمير بلغت 80 في المائة شملت مستشفيات ومدارس وجامعات وجسوراً ومحطات كهرباء وماء ومصارف ومصانع كبيرة ودور عبادة و15 منطقة أثرية تعود أغلبها لعصور ما قبل الإسلام عدا عن أكثر من 18 ألف منزل.
العبادي يعلن استعادة الموصل بالكامل (مكتب رئيس الوزاء العراقي)