العراق: معلومات عن دعم أميركي مشروط لحكومة الكاظمي

معلومات عن دعم أميركي مشروط لحكومة الكاظمي ولا إشارة لمغادرة القوات الأميركية من العراق

20 اغسطس 2020
الكاظمي يلتقي ترامب مساء اليوم (تويتر)
+ الخط -

مدد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي زيارته الحالية إلى واشنطن يومين إضافيين، إذ كان من المقرر أن تنتهي مساء اليوم بعد لقاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في السادسة مساء بتوقيت واشنطن.

ويجري الكاظمي، منذ صباح أمس الأربعاء، جولة لقاءات مع مسؤولين أميركيين، ركزت على ملفات مختلفة، وتصدرها الشأن الأمني والاقتصادي في العراق وتعزيز العلاقات.

وكانت لافتة تصريحات وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأميركي مايك بومبيو، حيث وصف الولايات المتحدة بأنها "شريك وحليف قوي للعراق"، وأن "إيران دولة جارة"، متحدثا عن "أهمية سيادة القرار العراقي والبحث عن مصالحه".

وقالت وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن الكاظمي وافق على تمديد فترة زيارته إلى واشنطن بناء على طلب من أعضاء في الكونغرس الأميركي لرغبتهم في لقائه.

ووفقا للوكالة، فإن اللقاءات المستجدة للكاظمي قد تشمل رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي، فضلا عن عدد من المراكز الاقتصادية والبحثية والسياسية.

مصادر ضمن الوفد العراقي المرافق للكاظمي في زيارته إلى واشنطن أكدت أن الأخير أجرى لقاءات جديدة مع مسؤولين أميركيين في وزارتي الدفاع والخارجية، ليلة أمس، ومن المقرر أن يلتقي في الساعة الثانية بتوقيت واشنطن مع مسؤولين في وزارة الخزانة.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن اجتماعا مطولا بين الكاظمي وبومبيو جرى في جانب منه بحضور وزيري الخارجية والمالية، تناول ملفي الوجود الأميركي في العراق وتقديم الدعم للقوات العراقية ومواصلة مساعدة العراق في ضرب بقايا تنظيم "داعش"، والدعم اللازم للعراق في الأزمة الصحية، وكذلك إجراء الانتخابات، كاشفة لـ"العربي الجديد"، عن أن مجموع الدعم المالي الذي وعد الأميركيون به للكاظمي في مجالات مختلفة يتجاوز 200 مليون دولار.

إلى ذلك، تحدث مسؤول آخر من بغداد، قال إنه مطلع على مجريات تحرك الوفد العراقي، لـ"العربي الجديد"، عن أن الكاظمي حصل على دعم أميركي مشروط، وأول الشروط هو إبعاد العراق عن خانة الإملاءات الإيرانية، وتعزيز سلطة القانون والدولة، لافتا إلى أن "ملف الوجود الأميركي لن يشهد تغييرا عما كان عليه، والكاظمي لم يطلب من الأميركيين المغادرة".

وبين المتحدث أن "الزيارة حققت دعما أميركيا للعراق، لكنه سيتوقف على ما سيفعله الكاظمي من إصلاحات، سواء على مستوى الأمن ومواجهة تغول المليشيات، أو النفوذ الإيراني، أو حتى مسألة الانتخابات المبكرة وضمان نزاهتها". 

وعلى هامش الاجتماع، وقع الوفد العراقي اتفاقيات في مجال الطاقة والكهرباء مع شركات أميركية عدة، أبرزها شركة جنرال إلكتريك، وشركة هانيويل يو أو بي، وشركة ستيلار إنيرجي، بالإضافة إلى مذكرات تفاهم مع شيفرون وبيكر هيوز، فضلا عن تعهد أميركي بدعم مشروع ربط العراق بمنظومة الكهرباء لدول مجلس التعاون الخليجي. 

الزيارة حققت دعماً أميركياً للعراق، لكنه سيتوقف على ما سيفعله الكاظمي من إصلاحات، سواء على مستوى الأمن ومواجهة تغول المليشيات، أو النفوذ الإيراني، أو حتى مسألة الانتخابات المبكرة وضمان نزاهتها

في المقابل، أعلن وزير المالية علي عبد الأمير علاوي من واشنطن عن توقيع ثلاث اتفاقيات مع الجانب الأميركي، أولاها مع وكالة التنمية الأميركية USAID لإعادة برامجها في العراق، والثانية مع إحدى المؤسسات الحكومية الأميركية التي تدعم الاستثمارات المباشرة عن طريق أخذ حصص في مؤسسات شركات، بما فيها شركات عراقية، وستكون مصدراً مهماً لتمويل المشاريع الكبيرة، فضلا عن اتفاقية مع شركة جي للتجهيزات الكهربائية لتمويل مشاريع كبرى في قطاع الكهرباء، تستهدف إعادة بناء قطاع الكهرباء وتوليد الطاقة في العراق.

وتابع أن "وكالة التنمية مع المؤسسة الأميركية لدعم الاستثمار ستقدم بحدود خمسة مليارات دولار، وستكون على دفعات، وستوجه نحو مشاريع إنمائية لغرض تطوير الاقتصاد العراقي"، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء العراقية نقلا عن الوزير علاوي.  

في المقابل، شهدت بغداد ردود فعل متباينة بشأن البيان الختامي لجولة الحوار الاستراتيجي الثانية، التي عقدت مساء أمس، الأربعاء، بحضور وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، ونظيره الأميركي مايك بومبيو، والتي تأتي تمهيداً للقاء المرتقب، مساء اليوم الخميس، بين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وقال القيادي في تحالف الفتح سعد السعدي، إن "البيان الختامي لم يأت بأي جديد عن بيان الجولة الأولى، كما أنه لم يكن واضحاً في الملفات المهمة، خصوصاً في ما يتعلق بقضية وجود القوات الأميركية في العراق والخروقات والانتهاكات التي تقوم بها تلك القوات".

وبين السعدي أنه "كان على الوفد التفاوضي العراقي أن يحسم ملف الوجود الأميركي في العراق، وعدم الاكتفاء بإصدار بيانات غير واضحة الأهداف. كان على الوفد أن يضع هذا الملف في أولى مهامه في واشنطن، خصوصاً أن هناك قرارا من البرلمان العراقي يلزم الحكومة العراقية بالإسراع في إخراج كل القوات الأجنبية من كافة الأراضي العراقية".

وشدد على أن "عدم التزام الحكومة العراقية بتطبيق قرار البرلمان سوف يدفع إلى محاسبتها، فهذا الأمر ملزم لها وغير قابل للتفاوض أو المساومة أو تقديم أي تنازلات فيه، فمهما كانت المغريات أو حتى التهديدات فهي مطالبة بتوضيح، لعدم وجود فقرة واضحة تتحدث عن الانسحاب الأميركي من العراق في تفاوضها بالجولة الثانية من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن". 

إلى ذلك، قال القيادي في تحالف القوى العراقية النائب محمد الكربولي، في تغريدة على "تويتر": "اطلعنا على البيان الختامي للجنة التنسيق العراقية الأميركية، ونستغرب عدم الإشارة فيه لإعادة إعمار المحافظات المحررة التي دمرتها العمليات العسكرية ضد داعش".

وأضاف أن "البيان أغفل ذكر النازحين والجرائم التي ارتكبت بحق المغيبين. للأسف لم تكن مطالب مناطقنا من أولويات لجنة التنسيق، لأن ممثلينا فيها لم تكن أصواتهم عالية"، معتبرا أن لجنة التنسيق "مخيبة للآمال".