العراق: مساجد وكنائس "مراكز" لإيواء النازحين

العراق: مساجد وكنائس "مراكز" لإيواء النازحين

23 مارس 2016
دور العبادة تفتح أبوابها للنازحين (العربي الجديد)
+ الخط -
تحولت العديد من دور العبادة، في العاصمة العراقية بغداد، إلى أماكن لإيواء النازحين الفارين من جحيم الحرب في المناطق الساخنة، التي تجري فيها عمليات عسكرية ومعارك، بين القوات العراقية وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش".

ووجد ناشطون ومنظمات إنسانية أنفسهم أمام ضرورة إيواء النازحين، مع تدفق أعداد كبيرة منهم، خلال معارك الأنبار بشكل خاص، طيلة الأشهر الماضية، ولعدم توفر ما يكفي من المخيمات لإيوائهم، استقبلتهم دور العبادة في بغداد.

وقال الناشط المدني علي الحيالي إن "تدفق عشرات الآلاف فارين من جحيم المعارك في الأنبار، ومناطق أخرى قريبة من العاصمة بغداد، أسفر عن حدوث حركة كبيرة، ما جعل الضرورة تقتضي فتح دور العبادة أمام النازحين لاستيعابهم وإيوائهم".

وأضاف الحيالي لـ"العربي الجديد" أن "المساجد استقبلت النازحين الفارين من معارك الأنبار، فيما استقبلت الكنائس الأسر المسيحية التي نزحت من مدينة الموصل شمال البلاد".

وأوضح "كان فتح دور العبادة أمام النازحين ضرورة لا بد منها، لعدم توفر ما يكفي من المخيمات والمستلزمات الحياتية لهم، في وقت تتواصل فيه موجات النزوح مع انطلاق كل عملية عسكرية جديدة".

وفتح ديوان الوقف "السني" في العراق، عدداً من مساجد العاصمة أمام النازحين، تزامناً مع موجة نزوح كبيرة من محافظة الأنبار، نحو جسر بزيبز حيث حاول نحو 150 ألف نازح عبوره نحو العاصمة بغداد. وأعلن الوقف في إبريل/نيسان 2015 فتح عدد من مساجد بغداد، أمام النازحين وتوفير أماكن لإيوائهم في تلك المساجد.

كما شرعت كنائس العاصمة بغداد في استقبال الأسر المسيحية النازحة من مدينة الموصل، بعد سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على المدينة في العاشر من يونيو/حزيران 2014.

وكان رئيس البرلمان العراقي، سليم الجبوري، قد طالب خلال جلسة للبرلمان عُقدت في أكتوبر/ تشرين الأول 2015، المرجعيات الدينية كافة، بإصدار فتوى تسمح بتحويل دور العبادة في العاصمة بغداد، إلى مراكز لاستقبال وإيواء النازحين.

واعتبر الجبوري حينها، أن هذه الفتوى مهمة للغاية، مفضلاً أن تكتفي المساجد برفع الآذان دون صلاة، لتفريغ المساجد للنازحين، محملاً الحكومة العراقية ومؤسسات الدولة كافة، مسؤولية عدم اتخاذ الإجراءات الاستباقية لتقليل الضرر الذي لحق بالأسر النازحة.

وفي هذا الصدد، قال الناشط المدني عمر الدليمي إن "الظروف التي رافقت العمليات العسكرية، أجبرت عشرات الآلاف على ترك مدنهم والتوجه نحو العاصمة بغداد، وخاصة المناطق القريبة منها في الأنبار وصلاح الدين وحزام العاصمة".

وبين الدليمي لـ"العربي الجديد" أن "هناك إهمالا حكوميا واضحا للنازحين، وعدم توفير ما يكفي من الأماكن الملائمة لإيوائهم، ما اضطر المساجد والكنائس لفتح أبوابها لاستقبالهم"، متابعاً "استمرت دور العبادة في بغداد في استقبال النازحين، في مواسم الأمطار التي أسفرت عن غرق العديد من مخيمات النازحين وتشريدهم مرة أخرى".

وكانت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أعلنت منتصف 2015، أن نحو ثلاثة ملايين عراقي نزحوا من مناطقهم في الأنبار وصلاح الدين وديالى والموصل، وتوجه معظمهم إلى كردستان شمال البلاد.

وتُعاني مخيمات النزوح من شح الغذاء والدواء والمرافق الصحية، أسفر عن انتشار الأمراض والأوبئة خاصة بين الأطفال، ووفاة العديد من كبار السن المصابين بالأمراض المزمنة.

اقرأ أيضاً: سكان الفلوجة المحاصرون يطالبون بمساعدات إغاثية جوية

المساهمون