العراق: ضبط عمليات تزوير وتلاعب بعقارات الدولة

العراق: ضبط عمليات تزوير وتلاعب بعقارات الدولة

02 ديسمبر 2015
الحرب تغيّر توزّع السكان فتضيع أملاكهم (فرانس برس/GETTY)
+ الخط -


أعلنت هيئة النزاهة العراقية، اليوم الأربعاء، عن ضبط عمليات تزوير وتلاعب كبيرة بعقارات الدولة، والقبض على من وصفتها بـ"المتهمة" الرئيسية في هذه العمليات.

وقالت الهيئة، في بيان اطلعت عليه "العربي الجديد"، إن "الهيئة تمكنت من ضبط عمليات تزوير وتلاعب كبيرة في دائرة التسجيل العقاري ببلدة المدائن، جنوب العاصمة بغداد".

وذكرت أنَّ "التحقيق كشف أنَّ عمليات التلاعب والتزوير كانت تجري من قبل موظفين بدائرة التسجيل العقاري في المدينة، وأسفرت التحريات الدقيقة عن اكتشاف سندات عقارية مزورة جرى التلاعب بها وتغيير ملكية أو نوعية العقارات من ملك للدولة إلى ملك شخصي صرف، أو من زراعي إلى صناعي، وإن كافة السندات المشتبه بها وقّعها معاون مدير التسجيل العقاري في المدائن".

اقرأ أيضاً: شركات احتيال تبيع القروض الوهمية في الأردن

وكشف البيان أنّ "التحريات كشفت عن 153.9 مليار دينار قُدمت كقروض وتسهيلات مالية مصرفية، فيما كان مجموع المبالغ المصروفة 67 مليار دينار، وتم إيقاف صرف 86.9 مليار دينار كان من المزمع صرفها كقروض وتسهيلات مالية للسبب نفسه، كما منعت الهيئة صرف 16 مليار دينار أخرى كانت جاهزة للصرف بعد إنجاز معاملاتها الخاصة".

فيما أعلنت مصادر أمنية أنَّه تم إلقاء القبض على المتهمة "الرئيسية" بعمليات التلاعب والتزوير في مطار بغداد الدولي حين كانت تنوي الهرب إلى خارج البلاد، وتم تقديمها إلى القضاء العراقي.

وتجري عمليات التزوير والتلاعب بالعقارات الحكومية والأهلية منذ 2003 في محيط بغداد وخاصة قضاء المدائن الذي له أهمية خاصة سياحية ودينية وتاريخية، والذي تعرّض أهله لعمليات تصفية منظمة بدوافع طائفية وبدعم إيراني، بحسبهم، كما تعرّض لسلب ونهب العقارات وتزوير سنداتها في تاريخ البلاد بدعم إيراني عبر مليشيات مسلحة، بحسب المراقبين.

وقال الخبير الأمني السابق فاضل الدليمي، إنّ "قضاء المدائن تعرّض لعمليات منظمة شملت تزوير العقارات الحكومية والأهلية وسلب ونهب عقارات أهالي البلدة لأسباب طائفية منذ 2003 بهدف إحداث تغيير ديموغرافي فيها بدعم إيراني".

اقرأ أيضاً: الخوف من المجهول يشل حركة العقارات في العراق

وأضاف الدليمي "المدائن يقع فيها "طاق كسرى التاريخي" المعروف بإيوان كسرى، الذي بناه كسرى أنو شروان بعد الحملة العسكرية على البيزنطيين عام 540 للميلاد، ولذلك تستميت إيران للسيطرة على هذه البلدة عبر مليشياتها المسلحة التي تدعمها بالمال والسلاح، وقامت بتهجير الآلاف من أهلها من الطائفة السنية من أجل ذلك".

ونبّه الدليمي إلى وجوب "الانتباه إلى عمليات التزوير التي تجري بدعم إيراني ليس على مستوى المدائن فحسب بل في كافة المدن والبلدات العراقية، وخاصةً في ما يُعرف بمناطق حزام بغداد".

وقال مصدر في دائرة التسجيل العقاري العامة، رفض الكشف عن اسمه، إنَّ "عمليات تزوير وتلاعب وتغيير نوع العقارات الحكومية والأهلية تجري بشكل مستمر منذ 2003 وحتى اليوم عن طريق الإغراء بالمال أو التهديد، ويشترك فيها سياسيون كبار وقادة أحزاب وكتل سياسية ومليشيات".

ويضيف المصدر لـ"العربي الجديد"، أنَّ "عمليات التلاعب والتزوير تشمل عقارات الحكومة السابقة ومنازل مسؤولين وضباط سابقين ومواطنين وممتلكات عامة وساحات وأراضٍ تابعة للدولة، يتم تحويلها وتسجيلها بأسماء وسطاء أو سياسيين كبار والاستيلاء عليها في ما بعد".

وكان حقوقيون كشفوا مطلع 2015 عن استيلاء سياسيين وقادة مليشيات مسلحة مرتبطة بالحكومة على 70 في المائة من عقارات المسيحيين في بغداد ممن هاجروا لأسباب أمنية، مشيرين إلى أنَّ المسيحيين والمسلمين السُنّة هم المتضررون الرئيسيون من عمليات التلاعب والتزوير المتعلقة بالعقارات والاستيلاء عليها بالقوة أو بالتزوير والتهديد.

اقرأ أيضاً: فضح استيلاء حكوميين عراقيين على ممتلكات المسيحيين

دلالات

المساهمون