العراق.. سقوط أجزاء من مبنى "القشلة" التاريخي في كركوك

العراق.. سقوط أجزاء من مبنى "القشلة" التاريخي في كركوك

09 فبراير 2016
القشلة قيمة معمارية نادرة في العالم (العربي الجديد)
+ الخط -


أعلنت السلطات المحلية في محافظة كركوك شمال العراق 238 كم شمال العاصمة بغداد، أمس الثلاثاء، أن أجزاء من أقدم معلم تاريخي في المدينة، سقطت بسبب توقف أعمال الصيانة، وعدم استماع الحكومة إلى المناشدات التي دعت إليها السلطات المحلية في المدينة قبل الحادثة بأيام، وأن المعلم قد ينهار بشكل كامل.

وقال مدير دائرة آثار كركوك، إياد طارق، في تصريح لـ" العربي الجديد": "إن أجزاء من أقدم موقع تاريخي في محافظة كركوك تساقطت بعد توقف أعمال الصيانة وعدم وجود تخصيص مالي لغرض إجراء الصيانة على مبنى "القشلة" التاريخي، والذي يعتبر واحداً من أبرز المعالم الحضارية القديمة في كركوك".

وبيّن طارق أن القشلة تقع في منطقة المحاكم، وفيها مبنى مفتشية آثار كركوك، ومتحف يحوي أجزاء تاريخية للحضارات السومرية والآشورية، وغيرها من الحقب التي مرت على المدينة. مضيفاً " أن الجزء الغربي من "القشلة" والذي يحوي بحدود 7 غرف قديمة، انهار تماماً، وأن باقي أجزاء المبنى مهددة بالانهيار، وتعتبر القشلة أثراً تاريخياً، وهي بناية تشبه السجن المحصن أنشأته الدولة العثمانية كمعسكر ومقر قيادة للجيش العثماني آنذاك، ويجب أن نتدارك الأمر لحماية باقي أجزاء المبنى التاريخي المتبقية من السقوط ".

وطالب طارق منظمة "يونسكو" للثقافة والآثار والتراث بالتدخل السريع، والوقوف على أهمية ما جرى في "قشلة" كركوك التاريخية، لأنها جزء مهم من تاريخ العراق.

من جانبه قال محافظ كركوك، نجم الدين كريم، في تصريح صحافي: "إن تقادم البناء وعدم وجود صيانة، والأمطار الغزيرة التي هطلت على المدينة، تسببت في انهيار جزء من مبنى القشلة التاريخي". وأوضح كريم: "لا توجد لدينا سيولة مالية، وحتى الآن لم تصرف الحكومة المركزية مستحقات محافظة كركوك المالية، ما أثر سلباً على العديد من المشاريع والأعمال المتعلقة بالمدينة، وأصبحت المدينة مهددة بفقدان آثارها التاريخية لهذا السبب".

العربي الجديد


وفي سياق متصل اعتبر أستاذ التاريخ في جامعة كركوك، علي شاكر، في تصريح لـ" العربي الجديد" أن سقوط أجزاء من مبنى القشلة التاريخي يعد نكسة للحضارة العراقية في المدينة، وهناك موقع آخر يعرف بـ"القلعة"، والذي يعتبر واحداً من أهم المواقع التاريخية، معرض للسقوط كذلك، والحكومة لم تعمل على صيانة تلك المواقع الأثرية أو الحفاظ عليها.

العربي الجديد


وبنيت قشلة كركوك في سنة 1863 وسط المدينة على أرض مساحتها (15000 متر مربع)، واحتلت مساحة البناء (6000 متر مربع)، وشيدت في عهد الوالي العثماني محمد نامق باشا، عندما كان والياً على بغداد، لتكون مقراً للجيش في كركوك، وتمثل قيمة معمارية نادرة في العالم وفريدة في العراق بشهادة المختصين في الفن المعماري. وتتكون واجهتها الأمامية من إيوانين يتوسطهما المدخل الرئيس الذي يفضي إلى رواق طويل على جانبيه غرف كبيرة عدة ذات أقواس دائرية قائمة على ثمانية أعمدة حجرية إسطوانية.

وتبلغ مساحة فناء القشلة (29000 متر مربع)، وهي بطابقيها مستطيلة الشكل مبنية بمادتي الحجر والجص (مادة بديلة للإسمنت في ذلك الوقت)، وتحتوي على 24 قاعة فسيحة، إضافة إلى اثنتي عشرة غرفة هيكلها أعمدة وأقواس وقباب، ذات أعمدة مربعة في الطابق السفلي، وأسطوانية في الطابق العلوي، وتمتاز أقواسها بأنها مدببة ومتعانقة.


العربي الجديد


اقرأ أيضاً: انتشال جندي حي بعد بقائه مدفوناً 6أيام تحت الجليد

دلالات

المساهمون