العراق: اجتماع للقيادات الكردية اليوم للرد على المحكمة الاتحادية

العراق: اجتماع للقيادات الكردية اليوم للرد على المحكمة الاتحادية

21 نوفمبر 2017
نجيرفان البارزاني يؤكّد الاستعداد لبدء حوار مع بغداد (الأناضول)
+ الخط -
من المقرر أن تعقد القيادات السياسية الكردية وأطراف في حكومة إقليم كردستان، اليوم الثلاثاء، اجتماعاً في مصيف صلاح الدين في مدينة أربيل، للرد على الحكم القضائي الذي اكتسب الدرجة القطعية والصادر عن المحكمة الاتحادية العليا في بغداد والقاضي ببطلان الاستفتاء الكردي وما ترتب عليه من نتائج، وفق ما أبلغت مصادر قيادية في التحالف الكردستاني "العربي الجديد".

وأشارت المصادر إلى وجود ضغوط أميركية وأممية على القيادات الكردية للقبول بالحكم القضائي واحترام المحكمة بهدف الانتقال إلى الحوار المفتوح مع بغداد، محذرين من "وجود جهات خارجية تضغط على بغداد لكسر الهدنة الحالية بين الجيش العراقي المرابط على أطراف منطقة فيشخابور الحدودية مع تركيا بهدف الهجوم على مواقع البشمركة وانتزاع المنطقة بالقوة".

وأصدرت المحكمة الاتحادية العليا في العراق، أمس الإثنين، قراراً قضائياً يقضي ببطلان الاستفتاء وعدم دستوريته، وبالتالي إلغاء نتائج الاستفتاء وكل ما ترتب عليه. واعتبر مكتب رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، في بيان صحافي، قرار المحكمة الاتحادية، بأنه "جاء معززاً لموقف الحكومة الدستوري، في بسط السلطة الاتحادية ورفض الاستفتاء وعدم التعامل معه"، داعياً الجميع إلى "احترام الدستور والعمل تحت سقفه في جميع المسائل الخلافية، وتجنّب اتخاذ أي خطوة مخالفة للدستور والقانون".

واعتبرت حكومة إقليم كردستان، من جانبها، حكم المحكمة الاتحادية العراقية، بأنه "قرار أحادي". وقال رئيس حكومة كردستان، نجيرفان البارزاني، في مؤتمر صحافي، إنّ "قرار المحكمة الاتحادية اتخذ بشكل أحادي من دون حضور ممثلي إقليم كردستان"، مؤكداً في الوقت نفسه "احترام القرارات التي تصدرها المحكمة الاتحادية العليا، لكن لا يوجد أي قانون أو سلطة يمكنها إلغاء الاستفتاء".

وأضاف "لم نكن نتجه الى الاستفتاء لو كانت بغداد قد التزمت أصلاً بالدستور"، موضحاً "لو نفّذت بغداد منذ البداية بنود الدستور، فلا مشاكل ولا حديث عنها ولم نكن نحتاج الاستفتاء". وشدّد البارزاني على أنّ "بغداد تتحدث عن الدستور فقط عندما يكون بمصلحتها"، داعياً إلى "تنفيذ الدستور بشكل جدّي، ونحتاج لطرف ثالث يتدخل لأجل حل المشاكل بين بغداد وأربيل". وقال "إنّنا مستعدون لبدء الحوار مع بغداد في أي وقت".

وفي السياق نفسه، قال قيادي بارز في التحالف الكردستاني في السليمانية لـ"العربي الجديد" إنه "من المقرر عقد قيادات كردية مهمة، من بينها مسعود البارزاني، اجتماعاً في وقت لاحق من اليوم الثلاثاء، في مصيف صلاح الدين في أربيل للبحث بكيفية الردّ على قرار المحكمة رسمياً"، منوهاً إلى وجود ضغوط أميركية وأممية على أربيل للقبول بقرار المحكمة بهدف رفع العقوبات المفروضة على كردستان، والبدء بالجلوس على طاولة حوار برعاية الأمم المتحدة". ولفت القيادي إلى أن "تأجيل الرد أو رفضه قد يصب في صالح إيران التي تحاول دفع بغداد لاسترداد فيشخابور بالقوة"، وفقاً لقوله.

من جهته، ذكر حمة أمين، عضو الحزب الديمقراطي، الذي يتزعمه مسعود البارزاني، أن "أربيل تريد ضمانات من بغداد وهو ما لم تحصل عليه حتى الآن. فلا يمكن الإقرار بإلغاء الاستفتاء من دون ضمانات من قبلها، من بينها الموازنة ورواتب الموظفين في الإقليم وقوات البشمركة وترسيم الحدود الإدارية بين الإقليم وبغداد وملف المنافذ الحدودية والمطارات وأمور أخرى"، مشيراً إلى أن "أربيل أبلغت وجهة نظرها لوسطاء من بعثة الأمم المتحدة في بغداد وكذلك السفارة الأميركية"، وفقاً لقوله.

بدوره، قال عضو حركة التغيير الكردية، سيروان خليل، لـ"العربي الجديد"، إن "الاستفتاء خطأ ويجب أن تتحمل أربيل المسؤولية، وتسرع في تعديل هذا الخطأ وتنهي الأزمة كون المتضرر فيها هو المواطن"، معرباً عن خشيته من أن تكون هناك مماطلة وإطالة بالأزمة تقضي على ما تبقّى من قوة السوق في كردستان.

المساهمون