العراقيون حقل تجارب لقنابل جديدة للتحالف

العراقيون حقل تجارب لقنابل جديدة للتحالف

11 ديسمبر 2015
ناشطون ضدّ الحرب خلال مسيرة في لندن(جاستين تاليز/فرانس برس)
+ الخط -

تكشف تسريبات عراقية، من وزارة الدفاع في بغداد، عن استخدام عدد من الدول المشاركة ضمن التحالف الدولي للحرب على تنظيم "الدولة الإسلامية"، (داعش)، قنابل وصواريخ جديدة على سبيل التجربة في العراق، سببت آثاراً بيئية واضحة في تكريت وبيجي وسنجار المحررة حديثاً من سيطرة (داعش).

اقرأ أيضاً: واشنطن تؤكد استعدادها لحسم معركة الرمادي ضد "داعش"

وقال مسؤول عراقي في وزارة الدفاع، لـ"العربي الجديد"، إن "طائرات التحالف التابعة لعدد من الدول (لم يسمها) استخدمت قنابل وصواريخ لتجربتها في عملياتها الجوية ضدّ تنظيم (داعش) في العراق، وتشير المعلومات الى أنها سببت آثاراً بيئية على المواطنين والحيوانات والمزروعات في تلك المناطق".

وأضاف المسؤول العراقي، وهو برتبة عقيد في مديرية الاستخبارات العسكرية، أن "ثلاثة تقارير وردت إلينا، واحد ميداني من وحدات عسكرية، واثنان من منظمات (رصد) المحلية المستقلة، تتحدث عن آثار قنابل وصواريخ لقوات التحالف في عدد من المدن، منها تكريت وسنجار وبيجي".

وبيّن المصدر نفسه أنّ "التقارير تتحدث عن تفحم جثث وعمليات اختناق بغازات سامة تنبعث من القنابل بعد انفجارها، وتؤدي الى اختناق الحيوانات وتيبس النباتات أيضاً، فضلاً عن قنابل صوتية تحدث اختلالاً في المنطقة، تؤدي الى انفجار في الأوعية الدموية، وحدوث نزيف دماغي، لكل من يتواجد في دائرة قطرها نحو ألف متر"، على حدّ تعبيره.

ولفت الى أنّ "أحد التقارير يؤكد استخدام الولايات المتحدة وفرنسا تلك القنابل، لكن ليس لدينا الإمكانية اللازمة لمواصلة التحقيق ومعرفة دقة هذه الإصابات، وهي تتطلب وجود أجهزة وخبراء مختصين وهو ما نفتقر إليه حالياً".

بدوره، طالب رئيس منظمة "السلم" العراقية، حسين الكاظمي، الحكومة، بالسماح بالدخول إلى تلك المناطق للتأكد من دقة تلك المعلومات.

وأضاف الكاظمي في حديث مع "العربي الجديد": "حالياً، لا يمكننا الجزم، وكل ما لدينا تسريبات وشائعات، تتناقلها بعض المصادر العسكرية أو المدنية في الشارع، وهذا لا يمكن البناء عليه، لذا يجب على الجيش والقوات المسؤولة السماح لخبراء بزيارة المدن ورصد ما يحصل".

لكن القيادي في "اتحاد القوى" والنائب بالبرلمان العراقي، أحمد المساري، قال في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إنه غير مطلع على هذه المعلومات ويجب التأكد من جهة عسكرية رسمية.

وأوضح  أنه" على الرغم من أننا نريد هزيمة (داعش)، ونريد دعماً دوليّاً لذلك، لكن لا يجوز القبول باستخدام قنابل محرمة أو تجريب ما يؤدي الى الإضرار بالمدنيين". وأضاف أن "(داعش) يتخذ المدنيين في المدن كمخطوفين لديه. وأعتقد أنه على الجهات التي تقاتل (داعش) أن تتوخى الدقة في الاستهداف، حرصاً على المدنيين. وعليها ألا تستخدم أي نوع من الأسلحة المحرمة أو غير التقليدية، التي تؤدي الى سقوط ضحايا مدنيين".

وشدّد النائب نفسه على "ضرورة محاربة (داعش) مع الحرص على حياة المدنيين في المدن التي تشهد قتالاً".

وتعذر الحصول على أي تصريح من السفارة الأميركية لدى بغداد، بسبب الإجراءات الأمنية التي تحيط بالمنطقة الخضراء في العاصمة العراقية، منذ أيام، ومنع دخول الصحافيين إليها إلا بتصريح مسبق من القوات المكلفة بحماية المنطقة الخضراء، التي تضم السفارة الأميركية وعدداً من السفارات الغربية الأخرى .

غير أن عضواً في التحالف الوطني الحاكم، رأى أن تلك التقارير غير دقيقة وهدفها التشويش على جهود الحرب على الإرهاب.

وقال عضو التحالف، محمد الموسوي، إن "الخلاص من (داعش) أولوية، والحديث عن استخدام قنابل على سبيل التجربة بالعراق وأخرى محرمة هدفه التشويش. وإن صحت، فلا ضرر من ذلك، ما دامت تخلصنا من الإرهاب وتعيد الأمن للعراق، لكن بشرط ألا تترك آثاراً جانبية على المدن تؤدي فيما بعد الى مشاكل بيئية وصحية"، على حدّ تعبيره.

اقرأ أيضاً: "أربعاء داعش الأسود": عشرات القتلى بالرمادي والقوات العراقية تتقدّم