العثور على جثة داعم رئيسي لـ"الخوذ البيضاء" قرب منزله في إسطنبول
جابر عمر ــ إسطنبول
تضاربت الأنباء حول سبب مقتل الداعم الرئيسي لـ"الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء)، جيمس غوستاف إدوارد لوميسورييه، الذي وجد اليوم الاثنين، ميتاً بالقرب من منزله في إسطنبول.

وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن جثّة لوميسورييه وجدت قرب مسجد علي باشا في حي بيه أوغلو الشهير، وأبلغ مواطنون عن الجثّة في فترة صلاة الفجر، وتحرّكت الشرطة للتحرّي عن الحادثة.

ووفقًا لمعلومات الشرطة التركية، فإنّه تم تحديد هوّية لوميسورييه والتأكّد من أنّها تعود إليه بالتعاون مع فريق من الشرطة البريطانية، في حين أعلنت ولاية إسطنبول أنّها تقوم بالتحقيقات القضائية والإدارية.

وفي الوقت الذي ذهبت فيه وسائل إعلام تركية إلى القول إنه "لم يمت موتة طبيعية وإنه قتل"، ذكرت وكالة "الأناضول" الرسمية للأنباء، أن زوجة البريطاني قالت خلال التحقيقات إنه خرج وحده وكان يتعاطى أدوية للنوم، فيما لم يدخل إلى المنزل أي غريب.

ولاحقا أعلنت ولاية إسطنبول في بيان رسمي أن "تحقيقات موسعة إدارية وقضائية بدأت في قضية وفاة المواطن البريطاني جيمس غوساتف إدوارد لوميسرييه، في منطقة بي أوغلو صباح اليوم"، من دون إضافة أي تفاصيل أخرى.

وانتشر الخبر عندما عثر مصلون متوجهون لأداء صلاة الفجر، على جثة لوميسورييه في منطقة بي أوغلو في إسطنبول ممددة في أحد الأزقة، فأبلغوا السلطات الأمنية التي استدعت سيارة إسعاف نقلت الجثة، وبدأ البحث عن هوية الضحية.

وتمكنت الشرطة التركية من تحديد هويته، لتذهب بعدها إلى منزله وتستمع لشهادة زوجته التي قالت إن زوجها كان يتعاطى أدوية من أجل النوم، ووقعت الحادثة صباحاً، حيث لم يدخل أحد إلى المنزل، وهو ما تم التأكد منه عبر كاميرات المراقبة في المبنى، ليتم بعدها مواصلة التحقيق على اعتبار أنه سقوط من المنزل.


وإزاء هذه الرواية التي نقلتها "الأناضول"، قالت صحيفة "سوزجو" المعارضة، وفقاً للمصادر التي لديها في مديرية الأمن، إن المعلومات تشير إلى أن السلطات الأمنية عثرت على جثته مقتولاً في منزل بمنطقة بي أوغلو، على عكس ما نقل بأنه أقدم على الانتحار.

ووصفت الصحيفة الرجل البريطاني بأنه مؤسس "الخوذ البيضاء". في المقابل، تؤكد "الخوذ البيضاء" أنه من الداعمين الرئيسيين لها، لكنه ليس من المؤسسين.

وفي السياق، نفى المدير العام لـ"الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) رائد الصالح، في حديث مع "العربي الجديد" أن يكون لوميسورييه مؤسساً للدفاع المدني أو حتى عضواً فيه موضحاً أنه داعم أساسي للدفاع المدني من خلال منظمة "ماي دي ريسكيو" التي أسسها ويرأسها. وأضاف الصالح أن منظمة "ماي دي ريسكيو" كانت تتلقى الدعم من خلال المساندين الأساسيين وتقدمه للدفاع المدني كمنظمة داعمة وسيطة، أما كلمة "مؤسس" فهي صفة يطلقها الروس على لوميسورييه.

 



ولوميسورييه أخصائي أمن بريطاني، وضابط سابق في المخابرات العسكرية البريطانية، التحق بالأكاديمية العسكرية الملكية، وتخرج بتفوّق، وحصل على وسام الملكة، وخدم لاحقًا في الجيش البريطاني في مناطق عدّة.

ولا يوجد معلومات مفصلة عن حياته، غير أنه متزوّج وزوجته كانت في إسطنبول معه خلال وقوع الحادث فجر اليوم.
ويعمل جيمس مديراً لمنظّمة (ماي داي/Mayday)، وهي المنظمة الرئيسية التي تدعم منظمة الدفاع المدني السوري/الخوذ البيضاء.
وخلال السنوات الماضية، تعرّض لوميسورييه لهجومٍ عنيف من وسائل الإعلام المقرّبة من روسيا، وكذلك من النظام السوري، إذ لم تتوقّف روسيا عن مهاجمة منظّمة "الخوذ البيضاء".
وقبل ثلاث أيام فقط من مقتله، خرجت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا وطالبت بريطانيا بتوضيح ما وصفته بالعلاقة المشبوهة التي تربط لوميسورييه بتنظيم "القاعدة". وقالت زاخاروفا: "دعونا نرى من كان في بدايات ظهور هذه المنظمة… من المعروف بشكل مؤكد أن أحد مؤسسي الخوذ البيضاء هو جيمس لوميسورييه الضابط السابق في المخابرات البريطانية وتحديدا في "إم آي 6" ويصعب التصديق بأن ذلك مجرد صدفة".

وشارك  لوميسورييه بدعم منظّمة "الدفاع المدني السوري" في مارس/ آذار من عام 2013 والتي كان لها دور أساسي في إنقاذ أرواح آلاف المدنيين في سورية.

وتأسست فرق الخوذ البيضاء في أواخر 2012 ومطلع 2013، وترافق ذلك مع تصعيد النظام ضرباته على المدنيين واستخدامه القصف الجوي، وكانت البداية بمجموعات تطوعية ظهرت أولا في حلب ودوما والباب، وتلاها تشكيل مراكز وتجمعات في بقية المدن والمحافظات، وبدأت في التواصل باعتبار أنها تقوم بالعمل نفسه.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2014، عقد اللقاء السنوي العام الأول للفرق، واجتمع ممثلون من كل سورية، واتفقوا على تشكيل منظمة رسمية لها رسالة مشتركة وقيادة وطنية، وبعدها زاد عدد المراكز إلى 120 مركزاً تضم ما يزيد على 3200 متطوع منتشرة في المناطق السورية الخارجة عن سيطرة النظام.