كشف مصدر مطلع في الحكومة العراقية لـ"العربي الجديد" عن نية رئيس الوزراء حيدر العبادي، خلال زيارته المقررة إلى واشنطن، طرح موضوع دخول القوات الأميركية إلى العراق بشكل محدود للمساعدة في تحرير المدن الرئيسية الكبرى التي يسيطر عليها "داعش" وهي الموصل والفلوجة وتكريت.
ويتوجه العبادي إلى الولايات المتحدة، بناءً على دعوة رسمية من الرئيس الأميركي باراك أوباما، تلقاها خلال الزيارة التي يقوم بها قائد القيادة الوسطى الأميركية، الجنرال لويد أوستن، إلى بغداد، والتي بدأت يوم الأحد الماضي بلقاء رئيس الوزراء وعدد من قادة الجيش العراقي.
اقرأ أيضاً: فرنسا تُشرك حاملة طائراتها في العمليات ضد "داعش" بالعراق
وأفاد المصدر، الذي يشغل منصباً استشارياً في الحكومة العراقية طالباً عدم الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد" بأن العبادي قرر أن "يتوجه إلى واشنطن برفقة وفد وزاري وعسكري رفيع المستوى سيرسم ملامح وطبيعة القوات البرية التي ستشارك في العراق بالحرب ضد داعش".
وأوضح المصدر أنّ قادة عسكريين أشاروا على العبادي، الذي يتولى منصب القائد العام للقوات المسلحة، باستحالة تحرير المدن الخاضعة لسيطرة "داعش" من دون "دعم بري أميركي، وعلى الأقل تلقي دعم صنف (لواء) الدروع الأميركي المعروف باسم "الفرقة المجوقلة 101"، الذي خدم في العراق بالقاطع الشمالي من البلاد بين العامين 2005 و2007".
ولفت المصدر إلى أن العبادي سيجري مباحثات مغلقة حول هذا الأمر مع قادة الكتل السياسية الشيعية قبل زيارته إلى الولايات المتحدة التي يسعى خلالها إلى إبلاغ الأميركيين بأهمية حسم الوضع الأمني قبل نهاية العام الحالي.
وكان العبادي، أوضح في بيان أصدره، أنه "استقبل في مكتبه الرسمي، الأحد، قائد القيادة الوسطى للقوات الأميركية الجنرال لويد اوستن والوفد المرافق له بحضور السفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز والسفير بريت مكورك"، مبيناً أن "السفير الأميركي نقل دعوة من الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى حيدر العبادي لزيارة الولايات المتحدة، ووعد رئيس الوزراء بتلبيتها في الوقت المناسب". ونقل البيان عن العبادي قوله إن "العراق يخوض حرباً شرسة ضد تنظيم داعش الإرهابي الذي يستخدم جميع الأساليب لإرهاب المواطنين، مما يتطلب المزيد من الدعم للعراق في حربه ضد الإرهاب"، لافتاً الى أن "الدعم الدولي للعراق تحسن خلال الأيام الماضية ونأمل بالمزيد للتخلص من تنظيم داعش".
كما نقل البيان عن الجنرال أوستن قوله إن "الأوضاع الأمنية حالياً أفضل مما كانت عليه قبل ستة أشهر، اذ أن هناك تقدماً أمنياً في المعركة ضد التنظيمات الإرهابية"، مؤكداً "استمرار دعم الولايات المتحدة للعراق في حربه ضد تنظيم داعش الارهابي".
ويوضح أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، سلمان المعيني، لـ"العربي الجديد" أن الدستور العراقي منح رئيس الوزراء صلاحيات كاملة تخوله عقد معاهدات أو طلب دخول قوات أجنبية إذا تعرض أمن البلاد للخطر. وفيما لفت إلى أن جميع السلطات التنفيذية والقرارات الأمنية والعسكرية بيد رئيس الوزراء حصراً، شدد المعيني على أن "اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة تتيح للعبادي هذا الطلب. كما توجب على واشنطن حماية أمن العراق والحفاظ على استقراره".
اقرأ أيضاً: العراق: حكومة العبادي مهدّدة بسحب الثقة