العامية المغربية في المناهج الدراسية تثير جدلاً

العامية المغربية في المناهج الدراسية تثير جدلاً

05 سبتمبر 2018
عبارات بالعامية المغربية في المقرر الدراسي (فيسبوك)
+ الخط -

أشعلت عبارات في مناهج دراسية لتلاميذ المستويات الابتدائية باللهجة العامية المغربية، سجالا قويّاً داخل مكونات المجتمع، قبل أن ينتقل إلى قبة البرلمان.

وتحوّل النقاش المحتدم حول إدراج عبارات في نصوص قرائية لمستويات الابتدائي في الموسم الدراسي الجديد بالمغرب، من قبيل "بغرير" (من الفطائر التقليدية)، و"غْريبة" (حلوى شعبية) و"تكشيطة" (لباس نسائي تقليدي)، وأيضا نشيد طفولي بالدارجة (واحد جوج ثلاثة با مشا لسباتة شرا ليا قميجة)، إلى صدام بين فئتين، اعتبرت الأولى توظيف تلك العبارات ضرورة بيداغوجية تربوية، فيما رأت الثانية في ذلك إخلالا بالدستور الذي ينص على التدريس باللغة العربية وباقي اللغات وليس اللهجات.

وأفاد مصدر مسؤول بوزارة التربية الوطنية في تصريح لـ "العربي الجديد"، بأنّ العبارات باللهجة العامية المغربية في مقررات المستوى الابتدائي هي محدودة من حيث العدد، وبأنها أتت في سياقها التربوي ولم تكن نشازا، بل جاءت لتبسيط الصورة وتقريبها من ذهن المتعلم الصغير.

واسترسل المتحدث ذاته بأن "الأمر تم تضخيمه بشكل كبير بدون وجه حق من طرف بعض الجهات التي تحاول إفشال نجاح الدخول المدرسي الذي يبدأ اليوم الأربعاء بشكل رسمي"، مبينا أن الخوض في أهمية توظيف مثل تلك العبارات يتعين أن يكون من طرف المختصين قبل كل شيء.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قد أصدرت أمس بياناً جاء فيه أن "اعتماد أسماء علم لحلويات أو أكلات أو ملابس مغربية في مقرر دراسي بمستوى الابتدائي يعود إلى مبررات بيداغوجية صرفة".

في المقابل، نفت الوزارة صلة صورة يتم ترويجها لوثيقة باللغة الفرنسية تتضمن أنشودة باللغة العامية، مكتوبة بالحرفين العربي واللاتيني، بأي مقرر دراسي مصادق عليه"، رافضة ما سمته "التشويش على الورش الإصلاحية التي تسعى إلى تحسين جودة المنظومة التربوية وتحيين مردوديتها".

وانتقل النقاش سريعا إلى قبة البرلمان من خلال دعوات أحزاب في الحكومة والمعارضة، لانعقاد اجتماع طارئ للجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب، قصد مناقشة موضوع المقررات الدراسية الجديدة التي أقحمت فيها كلمات بالدارجة المغربية.

وراسل نور الدين مضيان، رئيس فريق الاستقلال بالبرلمان، رئيس لجنة التعليم والثقافة والاتصال، معتبرا أن عددا من مضامين هذه المقررات، يخالف المنظومة القيمية والثوابت الجامعة للأمة المغربية، وهو ما يشكل إخلالا صريحا بالمقتضيات الدستورية".

واستطرد مضيان بأن "محاولة اختراق المقررات الدراسية باستعمال العبارات الدارجة، يدخل في سياق الأزمة المفتعلة حول اللغتين العربية والأمازيغية من طرف جهات معلومة، تسوق لاختيارات مجتمعية مضادة لثوابت الأمة، وتحاول جاهدة افتعال أزمات قيمية، حسم دستور المملكة في تفاصيلها".

من جهته، اعتبر فريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، أن إقحام عبارات باللهجة الدارجة في المقررات الدراسية غير مقبول، ويشكل تجاوزا صريحا لمقتضيات دستور المملكة الذي يحدد في فصله الخامس اللغة الرسمية للدولة، وبأن هذا الإقحام يمثل تشويشا غريبا وغير مفهوم على الدخول المدرسي".


ويورد الفصل الخامس من الوثيقة الدستورية بالمملكة، أن "اللغة العربية تظل اللغة الرسمية للدولة، وتعمل الدولة على حمايتها وتطويرها، وتنمية استعمالها. وتعد الأمازيغية أيضا لغة رسمية للدولة، باعتبارها رصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء".