العالم يحصي خسائره الاقتصادية من أزمة كورونا

العالم يحصي خسائره الاقتصادية من أزمة كورونا

27 مايو 2020
المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية متراجعة جداً بغالبية الدول(فرانس برس)
+ الخط -
تبدو آسيا على الطريق الصحيح للخروج من الأزمة الناجمة عن انتشار فيروس كورونا الجديد، فيما تسرع أوروبا إجراءات رفع العزل، وتتزايد الإصابات في أميركا اللاتينية، لكن في كل أنحاء العالم يتبين أن الكلفة الاجتماعية والاقتصادية للوباء التي تضاف إلى الكلفة البشرية العالية، خارجة عن المألوف.

وفيما تجاوزت حصيلة الوفيات 350 ألفاً في العالم حتى اليوم الأربعاء، يكشف الاتحاد الأوروبي عن خطة النهوض الاقتصادي البالغة قيمتها ألف مليار يورو في محاولة لإنعاش اقتصادات الدول الأعضاء الـ 27.

وحتى في الدول التي قاومت أنظمتها الصحية الأزمة، فإن المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية تبدو متراجعة جداً.

وقالت جاكلين الفاريز (42 عاماً) في مدريد وهي تحمل كيس مساعدات غذائية في حي شعبي "أنا أغطي وجهي لأنني أشعر بالخجل صراحة، لم أطلب أبداً في السابق مساعدات غذائية".

وتقف في الصف مع حوالى 700 شخص آخرين أمام جمعية في الحي حولت إلى بنك غذائي.

في اسبانيا تتزايد معدلات الفقر بشكل أسرع مما كانت عليه خلال الأزمة المالية في 2008 لكن العالم بأسره يعاني.

التسول يتزايد

بحسب منظمة اوكسفام غير الحكومية، فإن الأزمة الصحية يمكن أن تدفع 500 مليون شخص الى الفقر، ففي البرازيل، يتوقع الخبراء هبوط إجمالي الناتج الداخلي هذه السنة بنسبة 6 الى 10% وارتفاع معدل البطالة البالغ حالياً 12.2% إلى أكثر من 18%.

وفي فرنسا، ومع تراجع إجمالي الناتج الداخلي بمعدل 20% في الفصل الثاني، يراهن الخبراء على تراجع بأكثر من 8% كمعدل سنوي، وقال المعهد الوطني للإحصاء "إنه أكبر انكماش منذ إنشاء الحسابات الوطنية في 1948".

وبعد الأرجنتين ولبنان اللذين أعلنا التخلف عن سداد الديون، يخشى خبراء مجموعة الدول العشرين أن يتسبب الوباء قبل نهاية السنة بعدوى التخلف عن الدفع لدى الدول الناشئة غير القادرة على احترام التزامات تسديد ديونها.

وفي جنوب افريقيا، زاد الوباء من البؤس وأغرق عدداً كبيراً من حوالى أربعة ملايين أجنبي غالبيتهم يقيمون بشكل غير شرعي، في العوز.

وقال الفرد دجانغا الناطق باسم العائلات اللاجئة في حي مايفير في جوهانسبورغ "هنا كثير من الناس يعانون بسبب العزل. غالبيتهم مهاجرون أو لاجئون ولا يمكنهم العمل".

وتابع هذا المحامي البالغ من العمر 50 عاماً "أنهم في السابق كانوا يعملون في متاجر أو يبيعون في الشارع، لكن لم يعد لهم الحق في ذلك. بدون أوراق لم يعد لديهم من خيار سوى التسول".

تسبب انتشار فيروس كورونا الجديد بضرر كبير للاقتصاد والأنظمة الاجتماعية والصحية في العالم أجمع، لكنه ترك أيضاً أثراً كبيراً على المعالجين الطبيين الذين يتعرضون منذ بداية السنة لضغط كبير في العمل وإجهاد استثنائي.

وأظهرت دراسة أجريت في مطلع أيار/مايو على 3300 معالج طبي في بلجيكا أن 15% منهم يفكرون في التخلي عن هذه المهنة مقابل 6% في الأوقات العادية.

وفي إسبانيا، أظهرت دراسة أجرتها جامعة مدريد أن 51% من 1200 معالج طبي شملتهم الأسئلة بدت عليهم عوارض "اكتئاب" وأن 53% يعانون من مؤشرات يمكن تصنيفها في خانة "إجهاد ما بعد الصدمة".

وفي أميركا اللاتينية، فإن الدول لا تزال في حالة تعبئة لمواجهة الوباء والتداعيات التي يخلفها على المجتمعات والأنظمة الصحية الهشة.

بؤرة جديدة

تجاوز العدد اليوميّ للإصابات الجديدة أعداد الإصابات في أوروبا والولايات المتحدة، ممّا جعل أميركا اللاتينيّة "من دون أدنى شكّ" البؤرة الجديدة للوباء، بحسب منظّمة الصحّة للبلدان الأميركيّة.

وقالت كاريسا إتيان "بالنسبة إلى معظم دول الأميركيّتَين، الوقت ليس مناسباً الآن لتخفيف القيود أو الحدّ من استراتيجيّات الوقاية".

وفي نيويورك، المدينة الأكثر تضرراً بالوباء حيث أعلن إغلاق الشركات حتى حزيران/يونيو على الأقل، عاد ثمانون وسيطاً نيويوركياً الى قاعة المداولات في وول ستريت للمرة الأولى منذ 23 آذار/مارس.

ولم تكن البورصة المكان الرمزي الوحيد الذي أعاد فتح أبوابه وإنما مواقع أخرى في العالم مثل كنيسة المهد في بيت لحم وموقع بومبيي في إيطاليا.

وسيكون دور البازار الكبير في اسطنبول لكي يبدأ باستقبال الزوار خلال بضعة أيام. وهي المرة الأولى التي يبقى فيها هذا السوق المسقوف، أحد أكبر أسواق أوروبا، مغلقاً لمثل هذه الفترة الطويلة منذ إنشائه قبل ستة عقود.

في المقابل، لا يزال يجب انتظار الأول من حزيران/ يونيو للدخول الى الكولوسيوم، الموقع الذي يزوره أكبر عدد من السياح في ايطاليا، وكشف المسؤولون عن هذا الصرح التاريخي في روما أن "الأشهر الماضية كانت صعبة جداً مع صمت سوريالي يصعب قبوله".

(فرانس برس)

المساهمون