العالم يبحث عن بدائل النفط...ماذا تعرف عن الطاقة الشمسية؟

العالم يبحث عن بدائل النفط... ماذا تعرف عن الطاقة الشمسية؟

الدوحة

العربي الجديد

العربي الجديد
05 يوليو 2018
+ الخط -
يهدف العالم إلى أن يعتمد بشكل أكبر على الطاقة النظيفة أو المتجددة وبشكل خاص على الطاقة الشمسية التي شهدت خلال العامين الأخيرين توسعاً كبيراً في غالبية دول العالم، ومن بينها دول عربية وغربية معروفة تاريخياً باعتمادها على الوقود الأحفوري.

وتشهد الطاقة المتجددة إقبالاً لافتاً خلال السنوات الأخيرة، فقد بلغت قيمة الاستثمارات العالمية في هذا المجال نحو 264 مليار دولار خلال فترة قياسية، وهو ما يعد قفزة هائلة بحسب تقرير حديث صادر عن شبكة سياسة الطاقة المتجددة (منظمة دولية).

وأشارت الشبكة إلى أن هذه المبالغ الهائلة استثمرت خلال فترة قصيرة من نهاية العام 2016 وحتى أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أي خلال مدة لا تزيد على 10 أشهر.

ولفت التقرير إلى أن تكلفة الطاقة المتجددة في مختلف القطاعات آخذة بالانخفاض، مبيناً أن الاهتمام بتكنولوجيا الاستفادة من الطاقة الشمسية كان الأكثر شيوعاً خلال العام الماضي.

ارتفاع حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة

وتوقع حمد الحميدي الخبير في قطاع الطاقة الكويتي خلال حديث سابق لـ"العربي الجديد"، ارتفاع حجم الاستثمار في الطاقة المتجددة عالمياً بنحو 900 مليار دولار سنوياً حتى 2030، مشيراً إلى أن نسبة التطور السنوي في قيمة الاستثمار في الدول الناشئة بلغت نحو 19% خلال 2016.
وتتعدد المنظمات والمؤسسات الدولية التي تشجع على هذا التوجه، من بينها "التحالف الدولي للطاقة الشمسية" والذي انطلق بعضوية 45 دولة وهو الآن يضم 60 دولة تتعاون في مجال التكنولوجيا والموارد بهدف التحول إلى الطاقة الشمسية.

بدوره، قال وزير الطاقة التونسي الأسبق والخبير الدولي، منجي مرزوق، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، إنه بين عامي 2005 و2015، ارتفعت حصة الطاقة المتجددة في الاستهلاك النهائي للطاقة في الاتحاد الأوروبي من 9% إلى 16.7%. وأكد أن الدول الأعضاء تهدف إلى زيادة هذا المعدل إلى 20% ثم إلى 27%على الأقل بحلول عامي 2020 و2030.

الموقع الرابع

وفقا لتقرير شركة بريتش بتروليوم BP لسنة 2018 عن مستقبل الطاقة في العالم حتى 2040، فإن الطاقات المتجددة ستتقدم بمجموعها بمعدل تزايد سنوي قدره 7%، لتحتل الموقع الرابع، بعد تزايد إنتاجها ليصبح 503% سنة 2040 عما كان عليه سنة 2016، وستشكل 14% من مصادر الطاقة في العالم. وستنمو الطاقة الشمسية بنحو 150% مما كانت عليه سنة 2015، وستتراجع كلفة إنتاجها لتصبح في منتصف القرن الحادي والعشرين منافسة في السوق لمصادر الطاقة الأخرى، من دون حاجة للدعم، وستكون الزيادة الأكبر في إنتاجها في الصين والهند.
كذلك، نشر موقع قمة المناخ في بون دراسة مفادها، أن حجم الألواح الشمسية في إنتاج الكهرباء العالمي سيرتفع من 37% في عام 2030 إلى 69% في عام 2050، وبالتالي فإنه سيؤمن أكثر من ربع الحاجة العالمية من الكهرباء.

وبينت الدراسة أن 31% من الكهرباء التي يحتاجها العالم في عام 2050 ستتم تغطيتها من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. وبنيت هذه الدراسة على فرضية أن عدد سكان العالم سيبلغ في عام 2050 نحو 9.7 مليارات نسمة، كما افترضت أن يتضاعف استهلاك العالم للكهرباء في العام 2050 مقارنة بحجمه الحالي. كما تعتقد الدراسة أن الطاقة المتجددة ستخفض تكاليف إنتاج الكهرباء بحوالي 25%.

مكاسب اقتصادية للتحول للطاقة المتججدة والطاقة الشمسية

وفقاً للوكالة الدولية للطاقة المتجددة، فإن التحول العالمي في الطاقة يمكن أن يساهم بنحو 19 تريليون دولار من المكاسب الاقتصادية بحلول عام 2050، وكانت الوكالة قد توقعت أن تصبح الطاقة الشمسية أكبر مصدر للطاقة في العالم بحلول عام 2050 نظراً لانخفاض التكلفة واستخدامها العملي.
في غضون ذلك، يرى البنك الدولي في التحول إلى الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية أمرا لا مفر منه، حيث إن أكثر من مليار شخص بلا كهرباء، ويعتمد ثلاثة مليارات آخرون على أنواع الوقود الملوث كالحطب أو غيره من أنواع الكتلة الحيوية في الطهو والتدفئة، وهو ما يؤدي إلى تلوث الهواء داخل المنازل وخارجها مما يتسبب في نحو 4.3 ملايين وفاة كل عام.

ويعد البنك الدولي حاليا واحدا من أكبر مقدمي التمويل لمشاريع الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في البلدان النامية والبلدان متوسطة الدخل، وفيما بين السنتين الماليتين 2014 و2017، قدم البنك الدولي أكثر من 9.5 مليارات دولار لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، واستفادت عدة دول من هذه الضمانات والقروض من بينها الأرجنتين وإندونيسيا ومصر ودول جنوب الصحراء الأفريقية.

توسع عالمي نحو مشاريع الطاقة الشمسية

إلى ذلك، توقع تقرير أميركي صدر عن مؤسسة "غرينت تك ميديا" في سبتمبر/ أيلول الماضي، أنه بناء على التسارع الكبير في وتيرة التوسع في استخدامات الطاقة الشمسية خلال الأعوام الماضية، فإن الطاقة المستمدة من الشمس قد تصل إلى 871 غيغاواط بحلول عام 2022.

ووفقا للبنك الدولي، فإن الأرجنتين تستهدف إنتاج 20% من طاقتها الكهربائية من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2025، بينما تخطط إندونيسيا زيادة حصة الطاقة الجديدة والمتجددة في مزيج الطاقة الأساسي لديها إلى 23٪ بحلول عام 2025، بما في ذلك إضافة ما إجماليه 5.8 غيغاواط من الطاقة الحرارية الأرضية كبديل نظيف لجيل الطاقة التي تعمل بالفحم في بلد لا يزال 30 مليون شخص فيه يفتقرون إلى إمكانية الوصول إلى الكهرباء الحديثة التي يمكن الاعتماد عليها.
وفي الهند، يعد مطار كوجن أول مطار يعمل بالطاقة الشمسية في العالم، كما تعهدت الهند بتحمل نفقات تحويل مبنى الأمم المتحدة للعمل بالطاقة الشمسية.

إقبال عربي على الطاقة الشمسية

عربيا، بدأت الكثير من الدول التوجه نحو الطاقة الشمسية حتى تلك التي تنتج الطاقة من مصادر الوقود التقليدية كالنفط والغاز، ففي السعودية التي تعد المصدر الأكبر للنفط في العالم، قام ولي العهد محمد بن سلمان في مارس/ آذار الماضي أثناء زيارته للولايات المتحدة بتوقيع، صفقة قيمتها 200 مليار دولار مع الرئيس التنفيذي لمصرف "سوفت بانك"، ماسايوشي صن، لإنشاء "حديقة شمسية" لتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس في السعودية. وهو مشروع في حال تنفيذه سيكون الأضخم في العالم.

ويوفر مشروع الطاقة الشمسية في السعودية طاقة كهربائية في حال إنشائه، تقدر بنحو 200 غيغاواط، يمكن أن تكفي حاجة الطاقة الكهربائية لأكثر من 150 مليون منزل، أو ما يعادل أربعة أضعاف احتياجات السعودية من الكهرباء.

مشاريع الطاقة الشمسية في الكويت

وفي الكويت، كشفت وثيقة صادرة عن المجلس الأعلى للتخطيط يناير/كانون الثاني الماضي، عن توجه الحكومة لتنفيذ مشروع استثماري ضخم للطاقة الشمسية المتجددة تقدر قيمته بنحو 12 مليار دولار، بهدف تزويد البلاد بنحو 30 مليون كيلوواط في الساعة من الكهرباء.

ومن المتوقع أن يوفر المشروع على الدولة سنوياً ما يقارب نصف مليار دولار، كما يستهدف توفير نحو 30% من الكهرباء بحلول عام 2030، وذلك ضمن رؤية الكويت الاقتصادية 2035، والبحث عن بدائل غير نفطية واستخدامات الطاقة النظيفة.

مشاريع الطاقة الشمسية في قطر

وفي قطر، أكبر مصدري الغاز الطبيعي المسال في العالم ، تم إطلاق شركة "سراج للطاقة" في العام 2017 بهدف توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتعود ملكية الشركة إلى كل من قطر للبترول وشركة الكهرباء والماء القطرية "كهرماء"، برأسمال أولي قدره 500 مليون دولار وبقدرة 1000 ميغاواط من الكهرباء.

وتعتزم "كهرماء" من خلال قسم تكنولوجيات الطاقة المتجددة، استخدام تكنولوجيات الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحلية الماء تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، كما أن "كهرماء" بالتعاون مع لجنة المشـاريع والإرث ستنفذ مشـاريع للطاقة الشمسية لتوليد 100 ميغاواط لإمداد ملاعب المونديال بالكهرباء.

كما استحوذت قطر في أغسطس/ آب الماضي على 49% من شركة "سولار وورلد" الألمانية. وتعد الأخيرة من أكبر الشركات لصناعة تكنولوجيا الألواح الشمسية في العالم.

مشاريع الطاقة الشمسية في الأردن

ودشن الأردن في إبريل/ نيسان الماضي محطة القويرة للطاقة الشمسية، وهي من أكبر المحطات للطاقة الكهروضوئية، بحسب وكالة الأنباء الأردنية "بترا"، بقدرة 103 ميغاواط وبكلفة 120 مليون دولار ممولة بمنحة من صندوق أبوظبي للتنمية، ويضاف المشروع إلى مشاريع أخرى للطاقة الشمسية في الأردن عاملة حالياً وتولد نحو 700 ميغاواط وتساهم بنحو 8% من مجمل الطاقة الكهربائية الموجودة، على أن تصل إلى 20% من مجمل الطاقة المتجددة في المملكة بحلول عام 2020.

وتتميز مشاريع الطاقة المتجددة في الأردن بانها استثمارات للقطاع الخاص وتقدر قيمة الاستثمارات فيها بنحو مليارَي دولار.

كما نفذت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي مشروعا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في في مخيم الزعتري والذي رفع ساعات وصول الكهرباء إلى مساكن اللاجئين من 8 إلى 14 ساعة يومياً.

مشاريع الطاقة الشمسية في فلسطين

واتجهت فلسطين للتوسع في استخدام الطاقة الشمسية، حيث وقعت وزارة التربية اتفاقية مع صندوق الاستثمار الفلسطيني في يناير الماضي، لتطوير وتركيب أنظمة توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية على أسطح 500 مدرسة حكومية في محافظات الضفة الغربية فقط، بقدرة إجمالية ستصل 35 ميغاواط، وحجم استثماري من الصندوق يتوقع أن يصل إلى 35 مليون دولار على مدار 4 سنوات.

مشاريع الطاقة الشمسية في مصر

وفي مصر، أعلن محمد العصار وزير الإنتاج الحربي في يونيو/ حزيران الماضي توقيع عقود نهائية مع الجانب الصيني لإنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج ألواح الطاقة الشمسية خلال شهرين في مصر.

وقالت مؤسسة التمويل الدولية، عضو مجموعة البنك الدولي، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إنها أكملت حزمة قرض قيمتها 653 مليون دولار لتمويل بناء 13 محطة كهرباء بالطاقة الشمسية قرب أسوان بجنوب مصر، من المقرر أن تكون جزءا من أكبر مزرعة للطاقة الشمسية في العالم.

ويستهدف برنامج "شموس النوبة" الذي يموله البنك توليد 752 ميغاواط من الطاقة الشمسية، لإمداد أكثر من 350 ألفا من السكان بالكهرباء وتوفير ما يصل إلى ستة آلاف فرصة عمل خلال أعمال البناء.

مشاريع الطاقة الشمسية في تونس والجزائر

وأعلنت تونس في أبريل الماضي، الاستعداد لتنفيذ أحد أكبر برامج الطاقة التي عرفتها البلاد منذ استقلالها، عبر ضخ مليار دولار، لتوسعة مشاريع الطاقات البديلة، من بينها بناء محطات كهربائية تعمل بطاقتي الشمس والرياح المتجددة.

وتتطلع الجزائر إلى توفير نحو 22 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية في أفق 2035، وكخطوة أولى أطلقت الحكومة في 2017 مناقصة لإقامة محطات لإنتاج وتوزيع 4 آلاف ميغاواط، لتمكين البلاد من إنتاج 27% من طاقتها الكهربائية بالطاقة الشمسية.

وفي المغرب، قال وزير الطاقة عزيز رباح، في تصريحات سابقة إن الاستثمارات التي يريد المغرب إنجازها في عام 2030، تصل قيمتها إلى 40 مليار دولار، منها 30 مليار دولار للطاقات المتجددة والتنمية المستدامة.

مشاريع الطاقة الشمسية في المغرب

وأكد رباح في كلمة بالمؤتمر الدولي للتبريد وتكييف الهواء بالدار البيضاء في فبراير/ شباط الماضي، على أن التحول الطاقي في المملكة، أفضى إلى رفع حصة الرياح والطاقة الشمسية في الطاقة الكهربائية إلى 13% في 2016، من 2% في 2009.

ويحتضن المغرب أكبر مشروع لإنتاج الطاقة الشمسية في العالم، حيث يتضمن مركب ورزازات، أربع محطات قدرت الاستثمارات التي تستدعيها بنحو 9 مليارات دولار، حيث إن عمل تلك المحطات سيتيح إنتاج 580 ميغاواط في العام، وهو ما سيحتاجه مليون منزل من الطاقة.

ذات صلة

الصورة
صندوق من فاكهة الرمان (Getty)

مجتمع

أفاد تحقيق صحافي عراقي بأنّ بغداد تلقّت شحنة رمّان من بيروت تبيّن أنّها محشوّة مخدّرات، علماً أنّ هذه الشحنة جزء من سداد قيمة مستحقّات النفط العراقي المخصّص لبيروت.
الصورة
GettyImages-1568839509.jpg

رياضة

أمسى السباح التونسي البطل، أحمد أيوب الحفناوي، أحد أبرز الرياضيين من الجيل الحالي في بلاده، بفضل ما حققه من نجاحات كبيرة، وآخرها التتويج بميداليتين ذهبيتين وأخرى فضية في بطولة العالم التي أقيمت في اليابان.

الصورة

اقتصاد

قال البنك الدولي، اليوم الجمعة، إن الزلازل التي ضربت تركيا وسورية الشهر الماضي تسببت في أضرار مادية مباشرة تقدر بنحو 5.1 مليارات دولار في سورية، ما فاقم الدمار في بلد أنهكته بالفعل سنوات من الحرب.
الصورة

منوعات

جولة على أبرز الأخبار الزائفة المتداولة في المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي خلال الأسبوع الحالي. كل الأخبار المذكورة أدناه غير حقيقية رغم انتشارها على نطاق واسع. وقد تحقق منها فريق "العربي الجديد".

المساهمون