العالمية.. حلم اللبنانيين الأعظم!

العالمية.. حلم اللبنانيين الأعظم!

08 فبراير 2015
كتاب غينيس، كونه عالمياً، بات هدفاً يطوعه اللبنانيون لصالحهم
+ الخط -
يهوى اللبناني كلمة "العالمية". الصحافة اللبنانية كرّست هذا الهوى بلغتها. يتخطى البلد الصغير حجمه باستمرار لرفع رأسه في الخارج. "رفع رأس لبنان" يشكّل هاجساً حقيقياً للصحف والمواقع الإلكترونية اللبنانية.

الكلّ يسعى لرفع ذاك الرأس، ولو تطلب الأمر نكش أصول أميركي هنا أو فرنسي هناك لإثبات هويته الأصلية. وإذا صودف أنّ أصول ذاك الذي يعيش ويعمل وينجز في الخارج لبنانية، فإن البلاد ستغلي إعلامياً بالتأكيد.

كتاب غينيس، كونه عالمياً، بات هدفاً يطوعه اللبنانيون لصالحهم. جرّبوه في كلّ شيء، في مأكولاتهم كالحمص والفلافل والليموناضة وحتى التبّولة. رقم لبناني في غينيس! ذاك خبر "دسم" للصحافة. سطور من التقدير والثناء مع بهجة أصحاب الإنجاز تنتهي مفاعيلها بعد أيام.

جرّب اللبنانيون برامج المواهب العالمية. ألين لحود وهبة طوجي، أو حتى مجرد وجود مشترك أوروبي أو أميركي من أصل لبناني سيفي بالغرض. إنّها العالمية، الحلم اللبناني الأعظم!.

اسألوا الفنانات المتنافسات بضراوة على ألقاب عالمية كـ "وارلد ميوزيك أوورد" أو سواها...
هناك لبنانيان من أصل ستة في لائحة أثرى الرجال في العالم. تصدّرا عناوين الصحف، وضجّت وسائل الإعلام اللبنانية بأخبارهما.

جوزيف صفرا الذي يملك 11 مليار دولار، وتوفي أبو خاطر الذي يملك ستة مليارات وأكثر. الأخير فلسطيني الأصل أساساً، ولكن لا يهمّ. المهم أن نتباهى بوجودهما في القائمة العالمية للأثرياء. لم يلمس أحد تأثير ذلك إيجاباً على الوطن الأمّ في اقتصاده والمشاريع التي تؤمّن فرص عمل للشباب.

إنها العالمية، مفردة شهية، مغرية، يحبّها اللبنانيون، وتحبّهم. تأتيهم بزواج أمل علم الدين بكلوني وتحية شاكيرا للجالية اللبنانية في أميركا، وربما تأتيهم بالحمص وبسيخ "مشاوي". يشعرون بالزهو ويتداولونها لأيام من دون أن يتغير أي شيء في واقعهم الطبي والفني والاقتصادي.

لا يتغيّر أي شيء في واقع ضحل لا يعترف بمبدعيه في الداخل، ويحصد إنجازات مواطنيه في الخارج. إنه وطن يحبنا خارجه فقط.

دلالات

المساهمون