أطلقت وزارة البيئة والتنمية المستدامة في موريتانيا، أول من أمس الثلاثاء، حملة لتنظيف شاطئ العاصمة نواكشوط، تحت شعار "من أجل شاطئ نظيف ومستدام". وتهدف هذه العملية، التي تدوم شهرين، إلى القيام بجملة من الأنشطة تهدف إلى تنظيف الشريط الواقع ما بين ميناء الصيادين التقليديين وميناء الصداقة من الأوساخ والنفايات وجمعها، لتتولى المجموعة الحضرية لنواكشوط نقلها إلى نقاط معالجة النفايات.
ويشارك في تنفيذ هذه الحملة ولاية العاصمة والاتحاد الأوروبي، بمشاركة عدد من المنظمات غير الحكومية الناشطة في مجال حماية الشاطئ.
وقال محمد عبدالله السالم ولد أحمدو، الأمين العام لوزارة البيئة والتنمية المستدامة، خلال إشرافه على انطلاقة هذه الحملة، إنّ مدينة نواكشوط تقع في منطقة معرضة للفيضانات، فيما بين الشريط الشاطئي والكثبان القارية.
وأوضح أنّ هذا الموقع يجعلها هشة تجاه ظاهرة علو الموج، وارتفاع المستوى المائي الثابت والعواصف الرملية، في منطقة تقع فيها أهم المنشآت الاجتماعية والاقتصادية، ويقطنها أكثر من ثلث السكان، مشيراً إلى أن الشاطئ الموريتاني يعتبر فضاء تنموياً تمارس فيه نشاطات قطاعي الصيد والتصدير عبر الميناء الدولي، إضافة إلى أنشطة صناعية واجتماعية.
وذكر أن قطاع البيئة والتنمية المستدامة قام، في إطار مشروع "تأقلم المدن الشاطئية مع التغيرات المناخية"، بعدة نشاطات تمثلت في سدّ ثلاث ثغرات وتثبيتها ميكانيكياً وبيولوجياً، ورفع مستوى الحاجز الرملي على أزيد من خمسين هكتاراً، ووضع أكياس إسمنتية على خط بطول كيلومترين وأربعة أمتار، إضافة إلى وضع نظام للحراسة ومنظومة مناسبة من الإشارات، من أجل تحسيس السكان بأهمية المحافظة على الشاطئ ودوره في حماية المدينة.
ونبهت آنيكا سلفلد، سفيرة ألمانيا الاتحادية، التي شاركت في افتتاح حملة تنظيم الشاطئ، إلى خطورة إهمال شاطئ العاصمة. وأوضحت أن نواكشوط تبدو كنقطة تلاقي تأثيرات تغير المناخ في موريتانيا، خصوصاً في ما يتعلق بارتفاع مستوى البحر وكثافة مياه الأمطار.
كما لفتت إلى أن المدينة التي شيدت على منخفض "السبخة" تحت مستوى سطح البحر تتعرض، منذ عشرين عاماً، لظاهرة الانجراف، الشيء الذي دفع بالتعاون الألماني إلى دعم عملية "الشاطئ النظيف" لحماية الشريط الحاجز الذي يحمي اليوم نواكشوط.