الطاقة الشمسية في قطر: فرص استثمارية واعدة

الطاقة الشمسية في قطر: فرص استثمارية واعدة

21 سبتمبر 2017
مشاريع جديدة في الطاقة البديلة بقطر (العربي الجديد)
+ الخط -

تواصل قطر مسيرتها في صناعة الطاقة الشمسية، والتي تستخدم كطاقة بديلة لتقليل الاعتماد على الطاقة الهيدروكربونية، في حالات الطوارئ والطلب العالي على الكهرباء، وإمداد الطاقة لمنشآت وملاعب مونديال قطر 2022.

وأطلقت قطر العام الحالي، شركة "سراج للطاقة" بهدف توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، وتعود ملكية الشركة إلى كل من قطر للبترول وشركة الكهرباء والماء القطرية "كهرماء"، برأسمال أولي قدره 500 مليون دولار وبقدرة 1000 ميغاوات من الكهرباء، إذ يقوم المشروع على إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بتكلفة أقل من استخدام الغاز والنفط.

وتتطلع "سراج" لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية بتكلفة أقل من التكلفة الطبيعية والتي تتراوح ما بين 6 إلى 7 سنتات أميركية للكيلو واط من الكهرباء.

وتعتزم "كهرماء" من خلال قسم تكنولوجيات الطاقة المتجددة، استخدام تكنولوجيات الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء وتحلية الماء تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030، كما أن "كهرماء" بالتعاون مع لجنة المشـاريع والإرث ستنفذ مشـاريع للطاقة الشمسية لتوليد 100 ميغاوات لإمداد ملاعب المونديال بالكهرباء.

وبحسب المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء" كهرماء"، فإن المرحلة الأولى من مشروع إنشاء محطة "الدحيل" للطاقة الشمسية، شارفت على الانتهاء، وسينتج المشروع الذي تبلغ مساحته 100 ألف متر مربع، 10 ميغاوات من الطاقة خلال المرحلة الأولى، وتعتبر المحطة واحدة من المحطات التي تقوم بإنشائها "كهرماء" في مختلف أنحاء البلاد لتحقيق الهدف المتمثل بإنتاج 200 ميغاوات من الطاقة الشمسية في السنوات الست القادمة، أي ما يكفي لتزويد 66 ألف منزل بالطاقة.

وأعلنت شركة الكهرباء والماء القطرية مؤخراً، عن تخصيص أرض لمشروع "الطاقة الشمسية" بمنطقة الخرسعة، الذي من المقرر أن تنتج المرحلة الأولى منه ما يقارب 500 إلى 1000 ميغاواط من الكهرباء، وتبلغ تكلفته نحو 500 مليون دولار لأول مرحلة كرأس مال مستثمر وذلك في حالة إنتاج 500 ميغاواط.

وكشف المدير العام والعضو المنتدب بشركة الكهرباء والماء القطرية، فهد حمد المهندي، في تصريحات صحافية، عن تأهيل الشركات المستثمرة في المشروع وستدخل فيه شركات عالمية أيضا، بما يدعم الاقتصاد القطري المعتمد على التنوع، معربا عن أمله في الانتهاء من المشروع في موعده المحدد ومتوقعا أن يكون إنتاج الـ500 ميغاواط في منتصف عام 2020.

يقول رئيس جمعية المهندسين القطرية، أحمد جاسم الجولو لـ"العربي الجديد": "لا تزال الطاقة المتجددة في مراحلها الأولى، وكل خيارات الطاقة البديلة مفتوحة أمام دولة قطر"، لافتا إلى أن المناخ القطري لاتغيب عنه الشمس طوال العام، ما يجعل الطاقة الشمسية رخيصة التكاليف على المدى البعيد.

وردا على سؤال حول دور جمعية المهندسين في تشجيع التوجه نحو الطاقة المتجددة، قال الجولو "نحن في الجمعية نبحث دائماً عن الطاقة النظيفة، وقليلة التكلفة، وندعم توجه الدولة نحو ذلك"، مشيراً إلى وجود مزايا عديدة للطاقة الشمسية في قطر، كتحسين نوعية الهواء وتخفيف انبعاثات الغازات الضارة بالغلاف الجوي، إلى جانب زيادة الأمن الغذائي والمائي، في الوقت الذي تحظى فيه البلاد بإمكانات طاقة شمسية هائلة.

من جانبه، قال رئيس رابطة المهندسين السوريين في قطر، ناجي العلي، لـ"العربي الجديد": "تعد الطاقة الشمسية أحد أهم حلول الطاقة النظيفة البديلة على سطح الأرض حتى الآن، لكونها تساهم في توفير استهلاك الطاقة، وهي إحدى التقنيات التي تعمل دولة قطر على استخدامها حالياً"، لافتاً إلى أن السلطات بدأت بالعمل على تطبيقها في إنارة الشوارع والحدائق العامة وتوليد الطاقة في الأبراج ذات المسطحات الزجاجية الكبيرة، و كذلك فِي أنظمة الري وتأمين الكهرباء اللازمة للمزارع النائية.

وأوضح العلي، أن متوسط الإشراق اليومي للشمس في قطر، بحسب الدراسات، يبلغ نحو تسع ساعات ونصف الساعة، مع غطاء متدنّ من السحب، ومساحات متوفرة، الأمر الذي يعزز إقامة المشاريع الصغيرة ومتوسطة الحجم والكبرى للطاقة الشمسية في البلاد.

وبلغ إنتاج شركة الكهرباء والماء القطرية وشركاتها التابعة، أكثر من 8600 ميغاواط من الكهرباء، وسيرتفع هذا الإنتاج إلى حوالي 11 ألف ميغاواط في النصف الأول من عام 2018، وأن الشركة مستمرة في مواكبة الطلب المتنامي في قطاع الكهرباء والماء والعمل على تأمين الأمن المائي والكهربائي للدولة، وتوليد هذين العنصرين الأساسيين وفق أعلى المواصفات العالمية.

ويبلغ إنتاج مشاريع الشركة من المياه عالية الجودة 328 مليون غالون من المياه المحلاة يوميا، يتم ضخها في شبكة "كهرماء"، وسيصل إنتاج الشركة مع النصف الأول من عام 2018 إلى حوالي 530 مليون غالون من المياه مع دخول إنتاج محطة أم الحول لإنتاج الكهرباء والماء في الشبكة.

المساهمون