الضغط القوي والسرعة القاتلة.. درس اليوم الأول من الأبطال

05 نوفمبر 2014
اليوم الأول من الأبطال (العربي الجديد)
+ الخط -

انتهى أول يوم من الجولة الرابعة لمجموعات دوري الأبطال، وكالعادة المتعة حاضرة حتى الدقائق الأخيرة، حيث تنفرد ذات الأذنين بأنها البطولة الوحيدة التي يتساوى فيها الجميع، ويكون الملعب فقط هو الفيصل، بين أباطرة تريد اللقب وفرق شجاعة تتحدى أعتى المنافسين، في سباق الوصول إلى أغلى البطولات على الإطلاق. ومن النتائج والأهداف إلى أبرز الملامح التكتيكية التي فرضت نفسها بقوة على الساحة الأوروبية لهذا الأسبوع.


مباراة الضغط العالي
رغم عدم الاهتمام الإعلامي الكبير بمباراة زينيت وليفركوزن في المجموعة الثالثة، إلا أن المواجهة كانت رائعة بامتياز حتى الدقائق الأخيرة، وذلك بفضل الصراع التكتيكي المثير بين الثنائي الشاب روجر شميدت مدرب الفريق الألماني، وفيلاس بواش قائد النادي الروسي، وحقق باير العلامة الكاملة وخطف الثلاث نقاط، بفضل النجاعة التهديفية لنجم المباراة هيونج مين سون، الكوري الجنوبي الذي خطف الأضواء من الجميع رغم أنف برودة موسكو القاسية.

لعب الفريقان بالخطة الأشهر على الإطلاق خلال السنوات الأخيرة، 4-2-3-1، الطريقة التي أوجدت صدى هائلا في كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، بطولة التكتيك الواحد. وخلال النهائي بين إسبانيا وهولندا، الفرص كانت قليلة واللعب أكثر في الوسط مع عرض تكتيكي مغلق إلى أبعد درجة ممكنة. إسبانيا لعبت بثنائي ارتكاز هما بوسكيتس وألونسو بينما هولندا بدأت بيونج وفان بوميل، محاور ساهمت كثيراً في فرض مزيد من الأمان لمدربي الفريقين.

يقول ديل بوسكي في حوار قديم مع الصحافي جراهام هانتر حول هذا التكتيك، "إن المنطقة الموجودة بين الدفاع والوسط تعتبر مقدسة لأي مدير فني، لأن إغلاق كافة المنافذ والطرق أمام الرباعي الخلفي يساعد في وصول الفريق إلى بر الأمان، لذلك كانت الحاجة إلى ثنائي محوري ضرورية في كرة القدم الحديثة".

والسر في فوز ليفركوزن على زينيت يكمن حول قوة الثنائي بيندر وكالهانجولو، وتمركزهما المثالي أمام رباعي الدفاع، فظهر هجوم الروس بشكل ضعيف، ولم يفلت ثنائي الأطراف هالك وشاتوف من الرقابة معظم فترات اللعب. نجاح باير المحوري قابله اندفاع واضح في صفوف زينيت خصوصاً في الشوط الثاني، بسبب عدم التفاهم بين ويستيل وجارسيا، فالبلجيكي يهاجم كثيراً للأمام ويترك الإسباني وحيداً أمام الدفاع.

وكالعادة، الجناح القوي السريع الذي ينطلق على الخط ثم يقطع في عمق الملعب بذكاء، هو العنوان الرئيسي في كرة القدم الحديثة، سون يسدد من بعيد، ويقطع من العمق إلى داخل منطقة الجزاء، لذلك تحرك اللاعب في كل مكان بالثلث الأخير، ووجد الفراغ في عمق دفاعات زينيت، فسجل هدفين ووضع فريقه في صدارة السباق نحو الصعود إلى الأدوار الإقصائية.

متلازمة آرسنال
يستمر آرسنال في إزعاج جماهيره، ويواصل فصوله الباردة، فبعد التقدم السهل أمام أندرلخت، ومن التقدم بالثلاثة إلى تعادل إيجابي بنهاية المباراة، ليبتعد الفريق اللندني أكثر عن دورتموند، ويقترب فعلياً من الصعود كثاني المجموعة خلف أسود الفيستفالين ورفاق يورجن كلوب، الذين استمروا في لعب دور البطل بعد شغل مركز "الكومبارس" بالدوري المحلي الألماني.

وبعيداً عن النتيجة السيئة للمدفعجية، فإن النجم الشيلي أليكسيس سانشيز يقدم أفضل مستوى ممكن له مع الفريق خلال الآونة الأخيرة، ويعتبر بمثابة المفاجأة الأجمل على الإطلاق لكتيبة المدرب أرسين فينجر، الذي بدأ المباراة بطريقة لعب 4-4-1-1، ووضع سانشيز في المكان الذي يرتاح له اللاعب اللاتيني، حيث يتحرك بحرية أمام خط الوسط وخلف المهاجم الصريح، لذلك وجد الرقم 17 نفسه داخل بيئة تسمح بالنجاح والتألق.

لعب سانشيز مع البارسا كجناح صريح وأحياناً كمهاجم، وحاول فتح الفراغات وخلق المساحات أمام خصوم لا تهاجم أبداً أمام العملاق الكتالوني، لكن في لندن الأمور مختلفة، لأن آرسنال يعتمد أكثر على اللعب المباشر والتركيبات الهجومية الخاطفة، لذلك ينطلق دائماً أليكسيس في الأماكن المتاحة بين دفاع الخصوم وخط وسطهم، فيسجل أهدافا بالجملة ويصنع مثلها، ليتمنى زملاؤه اللعب بجانبه دائماً، كما أكد الإنجليزي داني ويلباك في أكثر من مقابلة سابقة.

وعلى طريقة الرجل الذي يفعل كل شيء، وبسبب المستويات المنخفضة لأكثر من نجم آرسنالي، وبالطبع الإصابات التي لا تنتهي، فإن سانشيز يحمل النادي اللندني على عاتقه، وذلك لأنه وجد "الفراغ" الذي افتقده في برشلونة وأنقذه مع المدفعجية.

قمة اليوم
والختام مع الأشهر، قمة ريال مدريد وليفربول في البرنابيو، والتي انتهت بفوز متوقع للميرينجي على أرضه ووسط جماهيره. لكن حاول رودجرز إنقاذ ما يمكن إنقاذه، باللعب بتشكيلة مغايرة تماماً وتكتيك متوازن إلى حد كبير، حينما دفع بالبرازيلي لوكاس في الارتكاز مع دعم ومعاونة حقيقية من كل من إيمري كان وجوي ألين، وذلك لتكوين حائط صد أولي أمام خط الدفاع، بينما حافظ كارلو أنشيلوتي على نفس أسلوبه الذي فاز به في الكلاسيكو الأخير أمام برشلونة.

السرعة قاتلة، مميزة، مهمة، لا غنى عنها، ومهما تطورت الخطط وتعددت الأساليب الفنية، فإن عنصر "السرعة" لا غنى عنه في كرة القدم، وهذه الكلمة هي الفارق الرئيسي بين الريال والريدز في المباراة، لأن هجوم الملكي يمتاز بالتنوع الكبير وبالقدرة على الاختراق الطولي والعرضي، بينما البطء الشديد هو السمة الأساسية لدفاعات الفريق القادم من مقاطعة ميرسيسايد.

وهدف المباراة يلخص هذه المعادلة، فكريم بنزيما قطع في الزاوية البعيدة، بينما فشل كولو توريه في اللحاق به أو إيقاف الكرة قبل أن تصل إلى أقدام المهاجم الفرنسي، الذي وضعها بسهولة في شباك الحارس مينوليه. ورغم الهزيمة إلا أن المدرب الإيرلندي يحتاج إلى الاستمرار في الاعتماد على الثنائي "كان-ألين" في منطقة الوسط، لأنهما القادران على إضافة التوازن إلى توليفة الحُمر، ودعم الفريق أثناء التحولات خصوصاً من الهجوم إلى الدفاع.

أما ريال مدريد فاستمر في طريقه دون هوادة، ويبدو أن الإيطالي وجد ضالته بالاعتماد على المجموعة الحالية رفقة الرائع إيسكو والعائد من الإصابة بيل، وتبقى هناك مشكلة واحدة، ألا وهي المساحات الواضحة بدون الكرة بين خطي الوسط والدفاع، لكن حتى الآن هجوم بطل أوروبا قادر على طمس أي سلبية، والانطلاق بقطار الريال إلى القمة.