الضباب الدخاني يلوّث هواء لاهور ويهدّد سكّانها بأمراض تنفسية

الضباب الدخاني يلوّث هواء لاهور الباكستانية ويهدّد سكّانها بأمراض تنفسية

22 نوفمبر 2019
ضباب كثيف يخيم على المنطقة (فرانس برس/Getty)
+ الخط -
قالت منظمة العفو الدولية، اليوم الجمعة، إنّ عشرات الآلاف من الأشخاص في مدينة لاهور شرق باكستان معرضون لخطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي بسبب الضباب الدخاني الكثيف الذي يخيم على المنطقة.


ودعت المنظمة الدولية إلى "اتخاذ إجراءات عاجلة" لحماية سكان لاهور، في محاولة لحشد المؤيدين في جميع أنحاء العالم للقيام بحملات لصالحهم بسبب الضباب الدخاني الذي اجتاح المدينة التي يقطنها أكثر من 10 ملايين شخص خلال الأسبوع الماضي.

وقالت العفو الدولية، إن استجابة المسؤولين الباكستانيين غير الكافية للضباب الدخاني تثير مخاوف كبيرة بشأن حقوق الإنسان.

وفي السياق قالت ريميل محي الدين، من حملة جنوب آسيا في المنظمة: إن ارتفاع نسبة التلوث في الهواء يعرض حق الجميع في الصحة للخطر. إن القضية خطيرة للغاية لدرجة أننا ندعو أعضاءنا في جميع أنحاء العالم إلى الكتابة إلى السلطات الباكستانية ليطلبوا منهم التوقف عن التقليل من الأزمة واتخاذ إجراءات عاجلة لحماية صحة المواطنين وحياتهم".

وتعد لاهور، التي كانت تُعرف سابقًا باسم "مدينة الحدائق"، واحدة من أكثر المدن تلوثًا في العالم، حيث أجبر العديد من السكان على البقاء في منازلهم. وأشارت محيي الدين إلى أن جودة الهواء منذ شهر نوفمبر/ تشرين الثاني، تم تصنيفها على أنها "خطرة" من خلال مراقبي جودة الهواء من طرف الولايات المتحدة في لاهور والمبادرة الباكستانية لجودة الهواء. وقالت إن مواطني لاهور لم يستنشقوا هواء صحيا ولو ليوم واحد هذا العام، وإن جودة الهواء تدهورت إلى مستويات "خطرة" في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وتنصح أنظمة قياس جودة الهواء الأفراد بتجنب أي نشاط خارجي، عند حدوث ذلك. وأوضحت أن ما يطلق عليه "موسم الضباب الدخاني"، الذي يمتد من أكتوبر/ تشرين الأول إلى فبراير/ شباط، والذي يحدث نتيجة لرداءة نوعية الوقود والانبعاثات غير المنضبطة وحرق المحاصيل، يزيد من تراجع جودة الهواء في مقاطعة البنجاب، حيث العاصمة لاهور.

وطلبت السلطات في لاهور وأماكن أخرى من الإقليم من الآباء عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة يوم الجمعة، لتجنب الجو السيئ.

وكثيراً ما تلوم باكستان المزارعين في الهند على حرق النفايات من محاصيلهم، في حقول المزارع المفتوحة. وقال نسيم الرحمن شاه، الذي يرأس دائرة حماية البيئة في إقليم البنجاب: "حملت الرياح القوية الضباب الدخاني الكثيف من الهند إلى لاهور. ينبغي على المجتمع الدولي الضغط على الهند، لاتخاذ تدابير للسيطرة على تلوث الهواء لأنه يؤثر علينا أيضًا".

ومن الممارسات الشائعة بين المزارعين الفقراء في باكستان والهند، إشعال النار في بقايا محصول الموسم السابق قبل إعداد أراضيهم للزراعة. وقال عبد الرحمن إن آلاف الأشخاص تلقوا العلاج هذا الأسبوع في المستشفيات والعيادات الخاصة من الأمراض المرتبطة بالجهاز التنفسي، بما في ذلك الربو والإنفلونزا والحمى والسعال. وأضاف: "يجب ألا يعرض الناس أنفسهم للضباب الدخاني لأنه ضار. نحن نتخذ أيضًا خطوات للسيطرة على تلوث الهواء في البنجاب، "لكن العديد من سكان لاهور يلومون الحكومة لعدم اتخاذ التدابير المناسبة لاحتواء تلوث الهواء.

وقال محمد عبد الله، البالغ من العمر 23 عاما، طالب جامعي، والذي يتلقى العلاج في مستشفى مايو بعد معاناته من مشكلات في التنفس: "أستطيع أن أريك عدة مصانع تطلق الدخان في قلب لاهور. أستطيع أن أريكم أفران الطوب على مشارف لاهور، ويمكنك رؤية المركبات التي ينبعث منها الدخان في كل مكان". كما اشتكت أوزما تارين، 56 عامًا، من اضطرارها إلى الحضور إلى المستشفى على دراجة نارية، لأنها لا تستطيع دفع أجرة التاكسي. وقالت: "يقول الأطباء إن الضباب الدخاني سينتهي عند هطول الأمطار، لذا أدعو الله أن ينزل المطر. لا أتوقع أي إجراء من جانب الحكومة للسيطرة على الهواء السام".

وفي نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2017، نقل نحو 15 ألف شخص إلى المستشفيات في لاهور ومناطق واقعة حولها، بعد أن طوق ستار كثيف من الهواء الرمادي والملوثات مدينة لاهور الواقعة في شرق باكستان وعدة مناطق بمدن أخرى، وأعلن مسؤولون باكستانيون أن الضباب الدخاني الكثيف أدى إلى تعطيل الحياة العادية في مناطق بباكستان، مع إلغاء رحلات جوية وارتفاع معدل حوادث الطرق.

ولا تزال مستويات التلوث المرتفعة تدق ناقوس الخطر، في الكثير من أرجاء العالم. وتوضح آخر البيانات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية، أن 9 من أصل 10 أشخاص يستنشقون هواءً يعج بالملوثات. كما تكشف أحدث التقديرات عن ارتفاع مخيف في عدد الوفيات، بفعل تلوث كل من المحيط (الخارجي) والمنزلي (الداخلي)، والتي بلغت 7 ملايين نسمة سنوياً. ويتجاوز عدد لا بأس به من المدن الضخمة المعدلات الاسترشادية لجودة الهواء التي وضعتها منظمة الصحة العالمية بما يفوق خمسة أضعافها، وهو الأمر الذي يشكل خطراً كبيراً على صحة الناس.

(أسوشييتد برس، العربي الجديد)

المساهمون