الصوت الصحيح في الانتخابات المصرية

فشلت الانتخابات الرئاسية المصرية، بلا عودة، بعد أن أسقطها من خرجوا في 25 يناير 2011، ليعلنوا أنهم قوة لا يستهان بها، وأنهم المواطنون الأصليون في مصر الجريحة.
على الرغم من لجوء قادة الانقلاب لحلول، أرادوا بها تكييف وضع المصريين بمد فترة الانتخابات للتاسعة بدلاً من السابعة، وأخرى بجعل اليوم الثاني عطلة رسمية، لعل وعسى أن يترك المواطن المصري مقعده الوثير وريموت تلفازه وينزل، وأخيراً بمد الانتخابات الرئاسية المحسومة مسبقاً يوماً ثالثاً، من دون جدوى من عزوف الشعب على المسرحية الهزلية الأحادية، المحسومة سلفاً نتائجها.
الغريب ما دعا إليه اللواء أركان حرب، أسامة الجندي، قائد القوات البحرية في حكومة الانقلاب العسكري، وطالب فيها أفراد جماعة الإخوان المسلمين بالمشاركة في مسرحية انتخابات رئاسة الانقلاب الدموي، ما أثار الضحك والشفقة من أعضاء الجماعة، كيف تتهموننا بالإرهابيين، ومن ثم تدعونا للنزول في الانتخابات.
بين الرقص في الانتخابات وعزوف الناخبين، نجد أن إفيهات المصريين لم تخل من الأمر حتى يخرجوا منها بشيء، ما قابله أحد المواطنين المقاطعين للانتخابات بإحدى الناخبات زارته، لتقول له أنها أدلت بصوتها، حتى فاجأها برد قاس، رقصتي في الانتخابات، فأجابته: لا، فأخبرها أن صوتها باطل. فتتمة الإدلاء في الانتخابات يجب عمل وصلة رقص أمام القاضي وإثنين شهود من الحضور، حتى يصح صوتك، وعلى الرغم من أن أصل القصة ليس جاداً، بل من باب الضحك على الهم، إلا أن زوجة السيدة التي لم ترقص جاء إليه ووبخه، ثم عرف الحقيقة وأخبره "ما عندناش ستات بترقص قدام حد".
خلاصة الأمر، أن المصريين نجحوا في فضح وهم ال30 مليون الذين خرجوا في 30 يونيو 2013 بكاميرات المخرج، خالد يوسف، وأحرجوه بمشاهد سجلت أروع النماذج في فراغ اللجان الانتخابية الوهمية بين قائد الانقلاب ومن ارتضى بدور "المضروب" في أفلام فريد شوقي ومحمود المليجي، وبات السؤال عمن يتعمد إفشال السيسي في الانتخابات، وعلى مرأى ومسمع العالم أجمع، على الرغم من حشد الكنيسة واستئجار الحالات الفقيرة، ونزول عواجيز الفرح من مقابرهم، ليدلوا بأصواتهم في آخر انتخابات لهم على ما أعتقد. هنا، يجب طرح سؤال أخير؟ هل هناك من هو أقوى من المشير عبد الفتاح السيسي، بيده نجاح أو فشل دائرة الصراع في مصر. الإجابة بالطبع ستعرف في الفترة المقبلة.