علّقت الصحف الجزائرية، الصادرة اليوم الأربعاء، على تعيين الرئيس المؤقت عبد القادر بن صالح، معتبرةً أنّه غير مرغوب فيه كرئيس لتسعين يوماً، وأنّ تعيينه من طرف البرلمان الجزائري تجاوز لإرادة الشعب الجزائري.
وتوسّطت الصفحة الأولى لصحيفة "الخبر" الخاصة صورة الرئيس المؤقت مرفقةً بعنوان "العبث"، وقالت في عنوان فرعي "بن صالح رئيساً ضد إرادة الشعب". وانتقدت الصحيفة "عدم احترام بن صالح لأصوات الشارع المدوية التي تطالب طيلة سبع أسابيع برفض توليه الحكم وتنحية كل رموز النظام القديم في هذه المرحلة الانتقالية".
واعتبرت صحيفة "الوطن" الصادرة بالفرنسية أنّ تنصيب بن صالح يعتبر "خيانةً" للشعب، إذ عنونت صفحتها بـ"بن صالح يدير ظهره للإرادة الشعبية". كما جاء في مقال حول الحدث السياسي الأكبر في تاريخ الحراك الشعبي أنّ "بن صالح، رغم إدراكه لمطالب الحراك الشعبي، إلا أنه واصل تجاهله وتغافل عن كل تلك المطالب"، متسائلةً "إلى أين تسير الجزائر؟".
أما جريدة "الشروق اليومي"، فذكرت أنّه "على الرغم من رفض الشارع تولي أحد رموز النظام القديم تسيير المرحلة المقبلة، غير أن عبد القادر بن صالح بات رسمياً رئيساً للدولة، وهذا في جلسة حضرها أكثر من 455 نائباً ظهرت عليهم ملامح الحيرة والخوف من القادم"، خصوصاً مع تزامن عملية التنصيب مع عودة المسيرات في الشارع وخروج الطلبة لقول (لا)" لبن صالح.
وعنونت صحيفة "الحوار" صفحتها بـ"الشعب يرفض بن صالح". إذ كتبت أنّه "مباشرةً عقب إعلانه رئيساً للدولة خرج الآلاف في مسيرات سلمية"، لافتةً إلى عزم العديد من شرائح المجتمع الجزائري على الخروج في مسيرات سلمية في كل الولايات، متبوعة بإضراب عام لمواصلة "مسيرة النضال والمطالبة بالتعجيل في تلبية مطالب الحراك الشعبي".
واعتبرت صحيفة "ليبيرتي" الصادرة باللغة الفرنسية تولي بن صالح أنّه "ثورة مضادة". وجاء في عنوانها الرئيسي "بن صالح والثورة المضادة"، مؤكدة أنّ الرئيس المؤقت أدار ظهره للشعب وتجاوز كل مطالبه. كما لفتت الصحيفة الانتباه إلى موضوع أنّ الثورة المضادة بدأت منذ اللحظة التي تم تعيين الرئيس المؤقت فيها، وهو ما يعني أنّ الحراك الشعبي سيأخذ منحى آخر في تصعيد الموقف والحفاظ على السلمية في المظاهرات والمسيرات.
وعلى عكس الصحف الخاصة، اكتفت الصحف الحكومية، كـ"الشعب" و"المجاهد" و"المساء"، بنقل حيثيات تنصيب الرئيس المؤقت بن صالح ومختلف التعهدات والوعود التي جاءت في خطابه، مبرزةً خصوصاً مسألة وضع "هيئة وطنية سيدة لتنظيم الانتخابات الرئاسية".
وركزت صحيفة "المجاهد" العمومية والناطقة بالفرنسية على خطاب الرئيس المؤقت كاملاً، لافتةً إلى أهم الوعود التي أطلقها بن صالح أيضاً. فيما جاءت رسالة رئيس الأركان أحمد قايد صالح حول ضرورة الاستجابة للشعب الجزائري الموضوع الثاني الأبرز لديها.