الصحافي المصري المعتقل حسن القباني: "طفلتَاي أمانة في رقبتكم"

الصحافي المصري المعتقل حسن القباني: "طفلتَاي أمانة في رقبتكم"

06 ديسمبر 2019
الصحافيان آية حسني وحسن القباني معتقلان (تويتر)
+ الخط -
"بناتي أمانة في رقبتكم، حافظوا عليهن لحد ما أخرج أنا وأمهم من السجن، وربنا يرفع عنا هذا الظلم"، كلمات أوصلها الصحافي المعتقل حسن القباني للرأي العام، عبر المحامي البارز خالد علي، في جلسة تجديد حبسه الأخيرة على ذمه القضية 1480، بعد اختفاء قسري دام 67 يوماً. 

ظهر القباني في 26 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي في نيابة أمن الدولة العليا، منذ القبض عليه يوم 18 سبتمبر/أيلول الماضي، أثناء حضوره جلسة تجديد التدابير الاحترازية، وانقطعت كافة المعلومات عن مكان احتجازه.

جاء اعتقال القباني بعد 3 أشهر من اعتقال زوجته الصحافية آية علاء، لاتهامها بنشر أخبار كاذبة على خلفية دفاعها عن زوجها خلال فترة اعتقاله. وكان يراعي ابنتيهما، همس وهيا، في ظل اعتقال زوجته.

آية علاء حسني كانت قد ظهرت في نيابة أمن الدولة يوم 29 يونيو/حزيران الماضي، على ذمة القضية رقم 640 لسنة 2018، حيث قال الصحافي المصري المعتقل حسن القباني: "طفلتَاي أمانة في رقبتكم" لاتهامها بالتواصل مع قنوات إخبارية على خلفية الحديث عن قضيتي أثناء اعتقالي في "سجن العقرب". 

وجاء ظهور آية حسني بعد اختفاء 12 يوماً منذ توقيفها أثناء ذهابها لتأدية واجب العزاء لأسرة الرئيس الراحل محمد مرسي، في مدينة الشيخ زايد. وتقرر حبسها 15 يوماً على ذمة القضية. 

القباني يدرك أن طفلتيه، همس (9 سنوات) وهيا (6 سنوات)، أصغر كثيراً من إدراك محنة اعتقال والديهما، فكانت وصيته مراعاتهما والاهتمام بهما. 

مرت الطفلتان بوضع مشابه سابقًا لكنه أقل حدة كثيراً، عندما غاب والدهما لأول مرة عام 2015 لمدة أكثر من عام، وكانت والدتهما آية تحاول جاهدة أن تعوض غيابه وتهون على طفلتيها المحنة. 

كان الصحافي حسن القباني اعتقل في يناير/كانون الثاني عام 2015، قبل إخلاء سبيله بتدابير احترازية في نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، حين أفرجت السلطات المصرية عنه في 30 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2017، بعد انتهاء مدة حبسه الاحتياطي في يناير/كانون الثاني عام 2017، عقب مرور عامين تقريباً على حبسه في" سجن العقرب"، بتهم "الاشتراك في جريمة التخابر مع من يعملون لمصلحة دولة أجنبية، والانقلاب على الدستور والنظام الجمهوري والانضمام إلى جماعة أسست على خلاف القانون".

القباني سبق اختفاؤه قسرياً لأيام بعد اعتقاله، وعُذّب في مقرات أمن الدولة قبل إيداعه في "سجن العقرب" شديد الحراسة، هو صحافي متخصص في الشأن القضائي وعضو نقابة الصحافيين المصرية.

في حوار سابق مع آية حسني، بشأن فترة اعتقال زوجها الأولى، قالت "يوم إخلاء سبيله، ذهبت للمدرسة كي أخبر طفلتي، فقلت لهما: فيه مفاجأة، فردت همس: إيه يا ماما قولي لي. فقالت آية: لا فكري أنت، فردت همس: بابا سيخرج".

ولكن عام 2019، انقلب الوضع وتبدلت الأدوار، فكان الأب هذه المرة هو من يحاول التخفيف ورسم البسمة على وجهي طفلتيه في غياب والدتهما. حتى يوم 17 سبتمبر/أيلول الماضي، حين قبض عليه هو الآخر، وبدأت أسئلة الطفلتين تلح "هنروح لماما ولا بابا؟ هنروح لمين الأول؟".

هكذا كُتب على همس وهيا قضاء طفولتهما جيئة وذهاباً من "سجن القناطر" إلى "سجن طرة"، في طوابير الانتظار وسخافة أجواء التفتيش، وغلظة السجانين، وتمحورت حياتهما خلف قضبان حديدية يريان من خلالها والديهما.

الصحافيان آية حسني وحسن القباني وخمس سنوات من الركض في النيابات والمحاكم، أحدهما يحمل الطفلتين همس وهيا بحثًا عن الآخر، والآن الأب والأم في الزنزانة وهمس وآية في انتظار طلوع شمس الحرية.

ورغم إلغاء التدابير الاحترازية في القضية الأولى وتأكيد إخلاء سبيل حسن القباني منها، فهو لا يزال محبوسا احتياطاً على ذمة القضية الثانية.

يقول حسين القباني، شقيق الصحافي حسن القباني، عبر حسابه على موقع "فيسبوك": "اتركوا حسن وآية لهمس وهيا... لا يزال مطلبنا الإنساني البسيط المتفق مع القانون ولا خروج عنه... وقيادات صحافية بعضها مسؤول بجهات رسمية على علم بتفاصيل ما نحن فيه ويطمئنوننا ولكن وماذا بعد".

ويضيف "أمي تسال باستمرار متي يخرج؟ زوجة حسن المظلومة أيضاً. همس وهيا تسألان إمتى ماما وبابا نشوفهم في البيت... أسئلة بلا إجابة وتنتظر عقلاء ينهون الأزمة ولا داعي لتفاقمها. ولكم أن تتخيلوا أن أسرة يقبع عائلها الصحافي حسن القباني في سنوات عدة بين حبس احتياطي في قضية بلا حكم ابتدائي ولا نهائي، وزوجته تضم إلى قضية لا ناقة فيها ولا جمل مرتبطة بدعمها السابق لزوجها الصحافي كما نعتقد، ومهما قيل لنا حق أن نعترض على تهم لا علاقة لنا بها، مهما كانت المسميات". 

ويتابع "ما زلت أطلب تقديم كل دعم إيجابي لأزمة الصحافي حسن القباني وزوجته وطفلتيه همس وهيا، من دون مساس بمصر ومكانتها، فلا ذنب لمصر والصحافة ليست جريمة، ولا ذنب لأسرة أن تشرد على هذا النحو. كرامتنا وكرامة حسن وكل مصري من كرامة مصر، والعكس، وأعتقد أن الدولة الوطنية التي يتحدث عنها الجميع لا تقبل بظلم من هذا النوع يمس مصر وسمعتها خارجيا".

المساهمون