الصحافة الفرنسية تلوك رواية المالكي للحدث العراقي

الصحافة الفرنسية تلوك رواية المالكي للحدث العراقي

14 يونيو 2014
الصحف الفرنسية تركز على صراع طائفي (حيدر حمداني/فرانس برس)
+ الخط -

تعاني الصحافة الفرنسية من صعوبات في رؤية (أو قِصَر النظر) قراءة الأحداث الدائرة، حالياً، في العراق ومستجداتها المتسارعة؛ فهي لا تقرأ الأمور إلا من زاوية أن النظام العراقي، الذي اتفق على إرسائه الحلفاء الأعداء الإيرانيون والأميركيون، يتعرض لحالة من العدوان من قوى "جهادية" تارة، و"إرهابية" تارة أخرى، تتطلب التصدّي لها قبل فوات الأوان، أي قبل وصول التهديد إلى عُقر دار أوروبا.

لم يقرأ الغرب، إلاّ في النادر، حالة الإقصاء التي يتعرض لها مُكوّن أساسي من مكونات العراق، وهو المكوّن السني. إقصاء عمل عليه نوري المالكي، بحجة "اجتثاث البعث" ومحاربة أنصار الرئيس السابق. ولم يكن مستغرباً، وفق هذا التفكير الغربي، أن تُكرِّس صحيفة "ليبراسيون" 7 صفحات في عددها ليومي السبت والأحد، للحالة في العراق تحت عنوان: بن لادن الجديد.

بدورها، رأت صحيفة "لاكَرْوا" المحافظة أنّ المتمردين الذين استولوا على مدينة الموصل محاربون سُنّة ينتمون إلى "الدولة الإسلامية في العراق والشام". غير أنها سرعان ما تناقضت مع نفسها، حين كتبت "تضمّ قوتها بعض قدماء أعضاء استخبارات صدام حسين، حسب خبراء عسكريين". قبل أن تقفز إلى الخلاصة التالية: "وقد اعتبر الخبراء الأميركيون هذه المنظمة واحدة من أخطر المنظمات في العالم". تماماً كما كان الأميركيون والغربيون ينظرون إلى الجيش العراقي أيام صدام حسين، باعتباره واحداً من أقوى الجيوش في العالم. وتذهب الصحيفة إلى القول: إن عديد هذه المنظمة يبلغ 10 آلاف مقاتل سني في شمال العراق. ولكنّها تشير إلى أن خطاب هذا الفصيل "له صدى لدى السنة في وسط البلاد".

أما صحيفة "لومانيتيه"، لسان حال الحزب الشيوعي الفرنسي، فعنونت في عددها لأيام الجمعة والسبت والأحد: الفوضى الجهادية، الإرث الرهيب لحرب بوش في العراق. وركّزت على أن "داعش" لم تكتفِ بدعوة قواتها للزحف إلى بغداد، بل ودعتهم الى التوجه جنوباً نحو المدينتين الشيعيتين المقدستين كربلاء والنجف.

وتساءلت الصحيفة الشيوعية إن كانت ستنشأ "مقاومة" لهذا "الزحف". وما يدل على سطحية وقلة خبرة ونقص المعلومات في تغطية الحدث العراقي، وجدت الصحيفة نفسها أن سامراء مدينة ذات غالبية شيعية، قبل أن تتابع شرحها مهللة لتصميم البشمركة على الدفاع عن مدينة كركوك حتى النهاية، كاتبةً "لن يدخل المدينةَ رجلٌ واحد من (داعش)".

وفي الصفحة الداخلية من الجريدة يتحول "الجهاديون" إلى "ظلاميين" يهددون العاصمة، بغداد. لكنها تقرّ أن "سياسة رئيس الوزراء نوري المالكي، عاشها الآلاف من السنّة كسياسة تهميش، ومتناقضة مع الوعود التي قدّمها". وتضيف أنه "بعد مرور 11 عاماً على التدخل الأميركي في العراق، لم يستَعِدِ البلد استقراره، وأصبح متأثراً بكل التوترات الإقليمية"، وهو ما جعل وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، يسخر من "الفشل الكلي للمغامرة الأميركية والبريطانية".

ولا تبتعد صحيفة "لوموند" كثيراً عن قراءة بقية الصحف الفرنسية، إذ ترى أن القوى الرافضة لحكومة المالكي عناصر جهادية.

أما صحيفة "لوفيغارو" اليمينية، فكتبت عن "الغزو الجهادي المتسارع في شمال العراق". وقرأت الوضع العراقي من زاوية دينية وطائفية، وتحدثت عن "شيعة عراقيين ينظمون أنفسهم للدفاع عن أنفسهم"، بعد فتوى المرجع الديني علي السيستاني. كما أكدت "نشر إيران لحرسها الثوري في الأراضي العراقية".

المساهمون