الصحافة الإسرائيلية: خطاب نتنياهو منفصل عن الواقع

02 أكتوبر 2015
محلل دعا نتنياهو لترك الخطابة والتوجه للخطوات العملية (Getty)
+ الخط -

 

 

وصفت الصحافة الإسرائيلية، اليوم الجمعة، خطاب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بـ"المنفصل عن الواقع"، معتبرة أن لا صلة تربط الخطاب بالراهن، خصوصاً أن غالبيته خصصت للاتفاق النووي مع إيران.

ولم تقتصر الانتقادات على الصحافيين اليساريين أو المناوئين لنتنياهو كما يزعم الأخير عادة، بل شملت كذلك، مقربين أو محسوبين على معسكر اليمين.

فقد اعتبر يوعاز هنديل، الذي شغل في السابق منصب مستشار نتنياهو ومدير ديوانه، أن" الخطاب كان ممتازاً. ولكن ما إن ترجل نتنياهو من منصة الخطابة وحظي بالتصفيق المعهود، حتى عاد إلى واقع لا تحمل فيه كلماته أي وزن أو مفعول".

وأضاف أن "العملية التي وقعت الليلة (قتل مستوطنين) هي أكثر ما يجسد حقيقة القطيعة بين الخطاب وبين ما يحدث على أرض الواقع الذي تعيش فيه إسرائيل في قلب انتفاضة، لكنها لم تقرر بعد ماذا عليها أن تفعل".

ولم يختلف موقف شمعون شيفر، في "يديعوت أحرنوت" إذ دعا نتنياهو إلى "ترك الخطابة والتوجه للخطوات العملية، وأن يسعى بداية إلى مواجهة مظاهر الانتفاضة الشعبية في الضفة الغربية والقدس قبل أن يعمل على إقناع العالم بالخطر الذي تحمله وتمثله إيران".

وأشار شيفر إلى أن "نتنياهو كعادته لم يخف متعته من الخطاب الذي ألقاه أمس، تماماً كما كان حاله عندما ألقى أول خطاب قبل 31 عاما"، موضحاً أن رئيس الوزراء "احتفى عملياً بفشله المدوي والذريع في منع إبرام الاتفاق مع إيران".

من جهتها، علّقت مراسلة "يديعوت أحرونوت" في الولايات المتحدة، أورلي أزولاي، على الخطاب بالقول: أنه "لا يمت للحاضر بصلة فهو يأتي بعد أن تم توقيع الاتفاق النووي، وبعد أن فتح العالم عملياً، عبر الاتفاق، صفحة جديدة، لكن نتنياهو تحدث وكأن شيئاً من هذا لم يحدث".

كذلك، قال براك رابيد، في "هآرتس" إن "مسرحية الصمت الذي لجأ إليه نتنياهو تمثل في واقع الحال اعتماده للصمت كسياسة ونهج بدلا من انتهاج سياسة عملية وواضحة".

وبحسب رابيد فإن "خطاب نتنياهو كان محشواً بالشعارات والكليشهات والرسائل المكررة والمستهلكة".

واعتبر أن "المشكلة الكبرى التي يواجهها نتنياهو هي فقدانه للمصداقية في المجتمع الدولي حيث لا أحد يؤمن بصدق نواياه.

وبطبيعة الحال، فقد كان هناك صوت مؤيد لنتنياهو ومهلل لخطابه، وهو الصحافي والسفير الإسرائيلي السابق في موريتانيا، بوعاز بيسموط، إذ اعتبر أن "المجتمع الدولي يحب صناعة الأوهام أكثر من أي شيء آخر وأن ما فعله نتنياهو في خطابه هو إعادتهم إلى ارض الواقع وشرح حقيقة الواقع الذي تعيشه إسرائيل".

اقرأ أيضاً: نتنياهو يُطلق يد شرطة الاحتلال من دون رادع

 

 

 

 

المساهمون