في السادس من نوفمبر/تشرين الثاني من عام 1986 كانت البداية.. كانت بداية كتابة أولى صفحات التاريخ، كانت بداية حقبة تدريبية وأسطورة كبيرة اسمها لن يُمحى من ذاكرة كرة القدم ببساطة وسهولة.. رجل أسطوري أحدث ثورة في كرة بريطانيا كلها وقدّر عمله كل العالم، حتى أصبح أحد أعظم رجال التاريخ في مجاله وعراب البريمييرليج الأول.
بدأ مشواره مع الفريق الأحمر بـمؤتمر وكلمات ضحك عليها الكُل.. فإذا به يضحك هو على الكُل بعد سنوات عظيمة قضاها في مسرح أحلامه ومعقل بطولاته.. هو من قضى على زعامة ليفربول، وأطفأ نار أرسنال، وصمد أمام طموح تشيلسي، وقاوم بل تغلب على أموال السيتي.
أتى اليوم الذي يترجل الفارس عن فرسه والمحبوب عن حبيبته في مشهد لم يحسب له المحبون أي حساب.. التاسع عشر من مايو/أيار لعام 2013 هنا بدأت معه ذكرى عظيم قد رحل، ومستقبل مظلم غامض بعده قد أتى.. "السير أليكس فيرجسون" ليس مجرد مدرب وحسب لمانشستر وجمهوره.
ذكرت هذه المقدمة ليستشعر البعض وحتى بعض أنصار ومحبي مانشستر صعوبة المرحلة بعد اعتزال السير.. مهما كان اسم المدرب الذي سيأتي بعد مسيرة عظيمة قد رحلت، مهما كان حجمه وقيمته واسمه ومكانته.. لا بد من الصبر عليه حتى وإن أُثقل الفريق بالخسائر والنكسات.. فان جال يا شياطين لا يملك عصا سحرية ليحول لاعبين أغلبهم مهزوزون في ثقتهم في أنفسهم ومرتبكون في تعاملهم مع مجريات المباراة.. فان جال أتى وأتى معه الميركاتو المحترم الذي يليق بعودة فريق كبير للواجهة من جديد.. فان أتى وأتى معه بفلسفة فكر وطريقة ومنهجية لعب واضحة سيتعود عليها اللاعبون وستتحسن النتائج مع مرور الوقت.
فان جال مهمته الأولى والتي أراها الأصعب، هي كيفية تحويل أغلب لاعبيه من لاعبين مرتبكين ومهزوزين وغير واثقين في أنفسهم كما في عهد مويس "الذي لا يلام بشكل كبير جداً".. إلى لاعبين يعرفون واجباتهم تماماً ويعطون كل ما لديهم حتى وإن كانوا ليسوا جيدين فنياً.
على جمهور اليونايتد هذا الموسم أن تكون طموحاتهم وفق إمكانات فريقهم وأسماء لاعبيه.. هم ليسوا كأسماء تشيلسي وخبرة مدربه في البريمييرليج، وليسوا حتى كالسيتي ونجومه واستقراره جهازه الفني من الموسم الماضي.. فقط عليهم أن يطمحوا في كل مباراة على حدة، ولا يطمحوا لنقاط كل شيء لأنهم في هذه الحالة سيضيعون كل شيء.
ليس الشقاء أن تكون أعمى بل الشقاء أن تعجز عن احتمال العمى.. ولي بهذا المثل لجمهور اليونايتد في كل مكان.
لمتابعة الكاتب ..https://twitter.com/ITALY_00