الشهيد محمود عليان... المقاوم الصلب

الشهيد محمود عليان... المقاوم الصلب

21 نوفمبر 2015
الشهيد محمود عليان
+ الخط -
كان محيط منزل الشهيد محمود عليان ابن الإثنين والعشرين عاماً من بلدة عناتا شمالي شرق القدس المحتلة، يزدحم بأعداد كبيرة من رفاقه وأبناء بلدته الذين ما أن أعلن استشهاده، مساء الخميس، متأثراً بجروح أصيب بها قبل عشرة أيام خلال مواجهات مع الاحتلال، حتى زحفوا نحو بيت الشهيد يهتفون بحياته، ويحيّون والدته وشقيقه واثنتين من شقيقاته الذين فجعوا جميعاً بفقدانه.


اقرأ أيضاً: إضراب عام في أراضي48 احتجاجاً على حظر "الحركة الإسلامية" 

يروي منتصر الرفاعي ابن عم الشهيد محمود، فصلاً من مأساة محمود الذي تربى يتيماً بعدما فقد والده حينما كان طفلاً، إذ انتظر والد محمود نحو أربعين عاماً قبل أن يرزق بأول أبنائه، وكانت فرحة غامرة عمت عائلته، وكذلك أهالي البلدة.

يضيف منتصر: "بعد سنوات قليلة توفي والد محمود، تاركاً عائلة عانت فراق الزوج ورب العائلة، وبعد وفاته لحقت به زوجته الأولى رحمها الله، والتى لم يكن محمود يناديها بغير (أمي)".

كبر محمود وأنهى الثانوية بنجاح، قبل أن يلتحق بكلية التمريض في الكلية العصرية برام الله، وقد أنهى قبل أيام من إصابته القاتلة في الرأس تخصصه العلمي.

في الآونة الأخيرة، كانت الأم تهيئ نفسها لفرحة عمرها، وهي تزويج محمود الذي كبر واشتد عوده، وآن للجميع أن يحتفل بعرسه، بيد أن محمود  كان تفكيره في اتجاه آخر، هو المقاوم الصلب العنيد الذي لم يترك مناسبة أو فعالية إلا وشارك فيها كي يواجه الاحتلال بحجره وصدره العاري.

قبل نحو أسبوع كان حاجز بيت إيل شمالي رام الله يشهد أعنف المواجهات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والشبان الفلسطينيين، وكان محمود في المقدمة مع رفاقه، قبل أن يصاب بعيار ناري بالرأس، دخل بعدها في غيبوبة.

ظل الشاب المقاوم في غيبوبته وسط بكاء أمه ودموعها التي لم تجف إلى أن استشهد مساء الخميس، كما يقول رفاقه الذين أحاطوا بمنزله يحيّون والدته بالهتاف وبالنشيد ويعاهدونها بالسير على درب الشهيد.

في ديوان العائلة ببلدة عناتا شمالي شرق القدس، بدأ أهالي البلدة وبلدات حزما وجبع ومخيم شعفاط يتوافدون إلى هناك، وبدأ الجميع يتهيأ للمشاركة أمس الجمعة، بتشييع جثمان محمود، فيما جهز أصدقاؤه ليومٍ حافل في بلدة عناتا، كما أحب محمود وسار في ركابه على موعد مع ما كان محمود يرغب به لو كان حياً، قالها أحد أصدقائه وهو يذرف الدمع قبل أن يجهش بالبكاء، وقبل أن تصدح حناجر أخرى بالهتاف لروح الشهيد.

اقرأ أيضاً: تشييع الشهيدين أبو العيش ومناصرة في مخيم قلنديا