الشهيد الفلسطيني محمد يحيى.. إعدام عسكري خالص

28 ابريل 2015
استهداف محمد يعد استهدافاً لأبناء قريته المجاورة للجدار
+ الخط -

بعد شتاء طويل، وفي يوم دافئ ولطيف، نزل محمد يحيى أمس مع رفاقه لافتتاح الصيف في بساتين قرية العرقة غربي مدينة جنين، شمال الضفة، ولم يخطر في باله أن جنود الاحتلال الإسرائيلي سيفتحون قبره برصاصة دمدم متفجر، أطلقوها عليه من مسافة الصفر.

قبل محمد، قتلت إسرائيل في أقل من أسبوع شابين فلسطينيين آخرين بنفس الطريقة في القدس والخليل، الشابان اتهمتهما قوات الاحتلال بمحاولة طعن جنود، أما محمد يحيى (21 عاما) الذي قُتل في سهول قريته أثناء تجوله، قالت مواقع عسكرية إسرائيلية إنه اقترب من الجدار، ما يعني أن أهالي قرية العرقة سيقتلون جميعهم في الأيام القادمة، لأن حياتهم كلها قرب الجدار وأراضيهم خلفه.

قال مراد يحيى، والد الشهيد محمد، في حديث مع العربي الجديد "ابني لم ير الجنود، قال لي رفاقه إنه سقط فجأة أثناء سيرهم، وقد سمعوا إطلاق نار، فحملوه وركضوا به، وقتها ظهر الجنود وطوقوهم، ظل ينزف، واعتقل الجيش رفيقيه أيمن وأحمد، قبل أن يخلي سراح أيمن".

وتقع قرية العرقة التي ينحدر منها محمد ضمن ما يسمى "قرى الجدار" أو القرى الحدودية، وهي القرى التي سرقت إسرائيل آلاف الدونمات من أراضيها لبناء جدار الفصل العنصري، ويحتاج سكان هذه القرى إلى تصاريح لدخول أراضيهم خلف الجدار، لكل موسم تصريح خاص به، فمثلا تصريح الزيتون يكون لقطف الزيتون فقط.

وعادة ما تكون هذه القرى مهمشة وفقيرة في الخدمات، محمد الذي استشهد فجر اليوم، نُقل بسيارة خاصة إلى المستشفى، لأن سيارة الإسعاف تحتاج وقتا طويلا للوصول إليه في منطقة وعرة.

وكان مراد قد نقل بداية إلى مستشفى جنين الحكومي لتلقي العلاج، وبسبب خطورة إصابته، حوّله الأطباء الى مستشفى العفولة داخل الخط الأخضر، لكن جيش الاحتلال أعاد سيارة الإسعاف التي تقله، ورفض إدخاله لتلقي العلاج في إسرائيل.

يقول حسن العرقاوي، وهو مواطن من قرية العرقة، كان مع الشهيد من بداية إصابته وحتى استشهاده "لم يستطع الأطباء إنقاذ حياته، علمنا بذلك منذ البداية، لأن الجنود أطلقوا عليه رصاصتين من مسافة الصفر، وأصابوه في أماكن حساسة من جسده".
وأضاف "بعدما رفض جيش الاحتلال إدخاله للعلاج في مستشفى العفولة، انطلقنا به إلى مستشفى رفيديا بنابلس، وفيها استشهد".

ويقتحم جنود الاحتلال قرية العرقة وكل قرى جنين التي بني على أرضها الجدار بشكل دوري، ويعتقل مواطنين، ويحقق ميدانيا مع آخرين، لضمان أمنه بتذكير الناس بوجوده، كما يفيد أهالي القرية.

اليوم باستشهاد محمد يحيى في منطقة جنين، تمتد بيوت العزاء من أقصى جنوب الضفة إلى أقصى شمالها حدادا على شهداء اعتادت إسرائيل قصف شبابهم بالجملة.