الشرطة الهولندية تكشف عن مخططات إجرامية للخطف والتعذيب

الشرطة الهولندية
07 يوليو 2020
+ الخط -

أعلن، اليوم الثلاثاء، عن أن حاويات التعذيب، التي كشفت عنها الشرطة الهولندية يوم 22 يونيو/حزيران الماضي، كانت مخصصة للقيام بعمليات خطف وتعذيب في بيئة عالم الجريمة الخفية.
ووفقاً لـ"تلغراف" الهولندية، وغيرها من صحف ووسائل إعلام في البلد وبلجيكا، فإن حملة أمنية قامت بها الشرطة الهولندية، تزامناً مع حملة شهدتها ألمانيا، بعد فك رموز شيفرة تخاطب رجال عصابات، أدت إلى اعتقال 6 أشخاص مشتبه بهم في التخطيط لخطف رهائن منافسين لهم في الجرائم المنظمة.

وخلال الحملة، وجدت الشرطة الهولندية أن حاويات الشحن (لنقل بضائع عبر البحار) جهز بعضها ليصبح "غرفةَ تعذيب"، رغم أن المشتبه بهم كانوا يسمونها خلال تواصلهم بـ"غرفة علاج".
ونشر عدد من المواقع الهولندية والبلجيكية، اليوم الثلاثاء، صورا تظهر الحاوية التي جرى تحضيرها لوسائل حجز حرية مختطفين وتعذيبهم.

وبحسب التقارير الإعلامية، فإن وحدة مكافحة الجرائم المنظمة عملت على القضية منذ شهر إبريل/ نيسان الماضي، من خلال متابعة أحد المشتبه بهم البالغ 40 سنة والمقيم في لاهاي. وشاركت في تفكيك رموز ما كان يحضر له وحدة متخصصة في مكافحة جرائم تهريب واتجار بالمخدرات، وعناصر من وحدة مكافحة غسيل الأموال والجرائم المالية.

وبتتبع هذا الرجل، الذي كان يملك ما يشبه غرفة معدات في إحدى المزارع في منطقة بساتين فوفسي، جنوبي هولندا وقرب الحدود البلجيكية، خطط فيها لعمليات تصفية جسدية لمنافسين من عصابات إجرامية أخرى، وكما جرى في ألمانيا تزامنا مع تفكيك شيفرة التواصل بين أفراد العصابات، وخصوصاً على موقع "إينكرو شات"، ظل رجال الشرطة يتابعون مجريات تجهيز العصابة لاستهداف البعض.

ورغم أن الأمن الهولندي رفض الأسبوع الماضي الإفصاح عن مجريات ما يحقق فيه، إلا أن بعض الوقائع التي تتكشف تشير إلى جدية الخطر الذي شكلته بيئة الإجرام في البلد والدول المجاورة، حيث لم تستبعد أيضا شرطة ألمانيا، خلال الأسبوع المنصرم، وجود تخطيط بين العصابات في دول أوروبية.
ووفقا لما كشف النقاب عنه اليوم الثلاثاء، نتيجة التنصت والمراقبة، فإن غرفة التعذيب في إحدى الحاويات أعدت بشكل متقن،  واحتوت على ما يشبه كرسي طب الأسنان وسلاسل ربط المختطف.
 وكشفت المراقبة وتفكيك الرموز قول أحد أفراد العصابة "لو جاء إلى الكرسي (في إشارة إلى المراد تعذيبه) لحصلنا على المزيد، لكننا لا نزال نفتقد الكلب". وأثناء التنصت كشفت الشرطة الهولندية حقيقة الحاوية، التي كان المتهمون يسمونها "غرفة العلاج" و"المستودع" في بساتين فوسفي، في أنها مكان آمن احتياطي.

وبتبادل المجرمين لبعض الدردشة، استطاع الأمن الكشف عن أن "غرفة التعذيب" ستكون جاهزة للاستخدام خلال أسابيع قليلة (منذ الـ22 من الشهر الماضي). وجهزت في الحاويات "زنازين" وسلاسل لتوثيق المخطوفين.
ومن الواضح أن عالم الجريمة يخطط بشكل دقيق لاختطاف وتعذيب منافسين لانتزاع معلومات أو تصفية حسابات، حيث كشف عن وجود أكثر من فريق خطف ومراقبة"، هذا إلى جانب الإعداد الجيد للتسلح وارتداء واقيات رصاص والتنكر بلباس الشرطة وإشارة توقيف السيارات كما تفعل الشرطة، وتجهيز سيارات نقل بضائع لنقل المخطوفين، وسيارات بأضواء تشبه تلك التي تحتويها سيارات الشرطة المدنية.

وكشف النقاب عن أنه جرى عزل الحاوية بشكل جيد لكتم أصوات المخطوفين أثناء التعذيب. ونصبت في الحاويات كاميرا تصوير ومراقبة للمختطفين المفترضين، وعملية التعذيب.
ومنذ شهر إبريل/نيسان، راقبت الشرطة عمل رجال العصابات على تجهيز الحاوية البحرية بشكل يومي. وعند اعتقال أحد المشتبه بهم الرئيسيين، 44 سنة، من منطقة نيويجين، توصلت بشكل سريع إلى اعتقال مشتبه بهم من منطقة لاهاي وروتردام، وأغلبهم في الأربعينات، وكانوا يتواصلون عبر شبكة إنكروشات التي اخترقتها الشرطتان الهولندية والألمانية، وفككت رموز التخاطب فيها بعد جهود مضنية منذ أشهر طويلة.
وتطلب اختراق شبكات الجريمة مثابرة من الأمن الهولندي والأمن الألماني منذ العام الماضي 2019. وأعلنت الشرطة الألمانية، قبل أيام، أنها أنقذت حياة عشرات الأشخاص الذين كانت العصابات تنوي خطفهم وتصفيتهم جسديا، وإخفاء منافسيها تحت الأرض، حيث جرى اعتقال حوالي 67 شخصا ممن سمتهم قادة "عتاة الجريمة الذين ظنوا أنفسهم أنهم ليسوا في متناول القانون".

وأعلنت أيضا الشرطة الهولندية أنها حين اكتشفت المستهدفين بالخطف والتعذيب قامت بتحذيرهم ونقلهم إلى مناطق آمنة. ووفقا لوسائل الإعلام الهولندية، اليوم الثلاثاء، فإنها بهذه العملية "أنقذت من خلال 13 عملية مداهمة وتوقيف، في 22 يونيو الماضي، أرواح كثيرين من هؤلاء الذين كانت العصابة الإجرامية تنوي اختطافهم وتعذيبهم"، وينحدر معظم الموقوفين من لاهاي وروتردام وسبيكينيس وأتريخت ونيويجيين وليكسموند.

واحتوت حاوية التعذيب على أكياس فيها معدات تعذيب تثير الصدمة. فمن أجل انتزاع معلومات، كان يتم استخدام مقصات أصابع وكماشة وأصفاد وأشرطة لاصقة وأكياس تغطية رأس الضحايا. وخلال مداهمة أحد المنازل في روتردام، عثرت الشرطة على نحو 24 كيلوغراماً من مادة إم دي إم إيه المخدرة. ووجدت الشرطة في حملتها سيارات مسروقة، وبعضها مجهز للخطف واستلقاء الضحايا أثناء نقلهم. هذا بالإضافة إلى عثورها على كمية من الأسلحة والذخائر، بما فيها سلاح رشاش كلاشينكوف.
ووافق قاضي التحقيق على الحبس الاحتياطي للرجال الستة لمدة 90 يوما، بدءا من أمس الاثنين. ويواجه هؤلاء تهما خطيرة بينها شبهة تحضير الخطف وأخذ رهائن وابتزاز وانتهاكات خطيرة أخرى، من بينها المشاركة في حيازة أسلحة والانضواء في منظمة إجرامية.

المساهمون