الشرطة الألمانية تخشى تطرّف اللاجئين القصّر غير المصحوبين بذويهم

الشرطة الألمانية تخشى تطرّف اللاجئين القصّر غير المصحوبين بذويهم

02 نوفمبر 2017
ألمانيا تخشى من اللاجئين القصّر (Getty)
+ الخط -
عاد ملف اللاجئين غير المصحوبين بذويهم في ألمانيا إلى الواجهة مجددا، عقب اعتقال الأجهزة الأمنية، مطلع الأسبوع، في مدينة شفارين (شمال شرق)، اللاجئ السوري "يامن.أ" (19 سنة)، والذي وصل إلى البلاد قبل عامين.

ووجّه الادعاء العام الألماني للاجئ الشاب تهمة التخطيط لهجوم إرهابي، وتم استصدار مذكرة اعتقال بحقه، أمس الأربعاء، بعدما تبيّن للسلطات أنه طلب شراء كميات من الكيماويات، وجهاز لاسلكي، وبطارية هاتف محمول، عبر الإنترنت، وكلها يمكن استخدامها في تصنيع متفجرات وتفجيرها عن بُعد.

وأوردت الشرطة الألمانية في ولاية مكلنبورغ فوربومرن، أن المشتبه به وصل إلى ألمانيا من ضمن آلاف من القصّر غير المصحوبين بذويهم، والذين عبروا بشكل غير قانوني مع مجموعة من اللاجئين عام 2015، وحصل على حق الحماية الثانوية.

وتواجه السلطات الألمانية مشكلات في تحديد عمر اللاجئين غير المصحوبين بذويهم، وتقوم بإجراء فحص عادي داخل مراكز رعاية الشباب، على الرغم من أن هناك تشكيكا دائما في عمر هؤلاء الذين يطلبون الحماية للاستفادة من امتيازات، منها السكن والرعاية.

ولا يتم الاعتماد على الفحص الإشعاعي والنضج الدماغي إلا في حالات استثنائية، رغم أن الجمعية الألمانية للطب الشرعي وضعت معايير للتشخيص معترفا بها دوليا، إلا أن الفحص بالأشعة السينية المستخدم ظل محل جدل، لاعتباره مضرا بالسلامة البدنية.

من جهة أخرى، فإن التأخر الحاصل في إجراءات لم شمل عائلات اللاجئين بقي مثار جدل في البلاد، منذ تم تعديل قوانين اللجوء عام 2016، وحصل أغلبية اللاجئين على الحماية الثانوية لمدة عام قابلة للتجديد، بحيث بات لا يحق لهم لمّ شمل عائلاتهم إلا بعد عامين، مما زاد معاناة القصّر منهم، وجعل تنظيمات متطرفة تستغل أوضاعهم للمشاركة في هجمات دموية.

وبينت أرقام نشرتها صحيفة "دي فيلت"، اليوم الخميس، نقلا عن تقارير لوزارة الداخلية الألمانية، أنه منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015، تم الإبلاغ عن أكثر من 340 حالة، حاول فيها متشددون الاتصال بلاجئين، خاصة القصّر غير المصحوبين بذويهم.

وذكر التقرير أن ألمانيا عانت من هذا النوع من الحالات عدة مرات، خلال السنتين الماضيتين، وتم توقيف بعضهم عن طريق المراقبة الاستباقية، حيث دللت مؤشرات على أن هؤلاء الأشخاص كانوا على اتصال بمجموعات متطرفة، وأنهم يريدون القيام بهجمات انتحارية في عدة مدن ألمانية.

وصدر حكم أخيرا عن محكمة مدينة هالي، على أحد اللاجئين القصر (16 سنة)، بتهمة التواصل مع تنظيم داعش للتحضير لأعمال عنف تضر بالدولة، على غرار القاصر الذي هاجم بفأس، أربعة مسافرين العام الماضي، داخل قطار كان متوجها إلى مدينة فورتسبورغ.

وأوردت صحيفة "بيلد" الألمانية، اليوم الخميس، أن 30 ألفا من اللاجئين اختفوا بعد أن رفضت طلبات لجوئهم. وأفاد متحدث باسم الداخلية، الصحيفة، بأنه ليس من المستبعد أن يكون هؤلاء الأشخاص قد غادروا البلاد، وربما مازالوا يعيشون متخفين داخل ألمانيا من دون علم السلطات المسؤولة عن الأجانب.

وأضاف المسؤول الأمني أن عدد المختفين المذكور جاء بعد احتساب الفارق بين عدد الأجانب المرفوضة طلبات لجوئهم والمطلوب مغادرتهم البلاد، وآخرين حصلوا على حق اللجوء ويستفيدون من المعونات الاجتماعية التي تقدمها الدولة.



المساهمون