الشباب وخطر التطرف

الشباب وخطر التطرف

04 يوليو 2017
+ الخط -
ما هي الدوافع التي تقود الشباب ليقعوا ضحية للفكر المتطرف؟ وما الذى يقنع شاباً في مقتبل العمر، ويدفعه إلى الانضمام لتنظيم إرهابى؟ من يقف وراء تجنيد هؤلاء؟ بأي أسلوب يتم إقناع شباب منفتحين ومتعلمين بذلك، وهم يعيشون فى رغد من العيش، وأهلهم يلبون لهم كل احتياجاتهم؟ وما الذي يجعلك تؤمن بأنّ تفجيرك نفسك وسط أناسٍ مدنيين أمر محمود، بل وتستحق عليه الثواب؟
هل هو فراغ روحي يعيشه هذا الجيل فى زمن الماديات وفقدان الدفء العاطفي بين أفراد الأسرة؟ كيف لا يلاحِظ أبٌ أو أم سلوك ابنهم أو بنتهم وحركتهم مع أصدقائهم وغيابهم عن المنزل؟ لأنّه لا يعقل أن يكون التجنيد عن مصادفة، وعن غير قناعة راسخة، لأننا نرى أنّ أصحاب هذا الفكر مستعدون للموت في سبيله! إذاً، لا يمكن إعطاء هذه الجرعة الفكرية القوية مرة واحدة، إنما تحتاج لتمهيد وجلسات حوار ومناقشات، ثم اجتماعات مغلقة بعد الإقناع، ومن ثم التخطيط لكيفية الإلتحاق بالتنظيم. يا ترى، ما هي هذه الجرعة التي تقنع مثل هؤلاء الشباب الميسورين بترك كل هذه النعم ودعة العيش وسلوك طريق المخاطر وبذل النفس والتضحية والكفاح وشظف العيش؟
والعجيب أنّ التجنيد مازال مستمراً، والاستقطاب يستهدف الضحايا على الرغم من كل الجهود المبذولة للحد من تمدّد هذا الفكر والتضييق عليه، وادعاء محاربته من الجميع.
إنّنا أمام معضلةٍ سيكون لها أثرها البالغ في المجتمع، إن لم نكترث لأبعادها وتبعاتها من المصائب، هل سنقف مكتوفي الأيدي وندع أصحاب هذه الأفكار يبثون سمومهم في أوصال مجتمعاتنا المتسامحة؟
اليوم، قد لا تكون المعركة خارج وطنك، ما يضطر هؤلاء الشباب للسفر من بلدانهم للإلتحاق بالتنظيم. ولكن، ماذا لو قرّروا ممارسة العراك من الداخل، ونقلوا المعركة إلينا؟ عندها سيَعلِن الولاء من كان عاجزا عن التصريح به، وستظهر عندها الخلايا النائمة.
الشجرة تُقتلَع من جذورها، ابحثوا عمن يبذرون بذرتها فى هولاء الشباب، وهم معروفون، واجتثوهم قبل فوات الأوان. كونوا قريبين من أبنائكم وربوهم على الوسطية والمنهج القويم الرشيد، حيث لا إفراط ولا تفريط، أفرغوا طاقات الشباب فيما ينفع بلادهم وأهلهم ومجتمعهم، حاوروهم وأشركوهم في الرأي، وافتحوا لهم صدوركم، وابذلوا لهم النصح والمشورة، وانتبهوا لدورهم في الحياة. لن يكون التغيير بين ليلة وضحاها. ولكن، فلنخطط لبناء مجتمعٍ معافى، يسوده الوئام واحترام الآخر وحقه في الحياة.
يجب أن لا نترك باب التساؤلات يزداد اتساعاً مع تعاقب الأيام، بل لا بدّ من أن نبحث عن أجوبةٍ تسد ما انفتح من أبواب، وتهدينا إلى سواء السبيل.
6397A895-D6E7-4F34-AF1B-0ED59CC60F53
6397A895-D6E7-4F34-AF1B-0ED59CC60F53
مصعب محجوب الماجدي (السودان)
مصعب محجوب الماجدي (السودان)