تظاهرات "بيغيدا" حرّكها السخط على السياسة الألمانيّة (فرانس برس)
السياسة في ألمانيا ليست من أولويات الشعب وهي لا تحتل مكانة مهمة في حياته. هذا ما خلصت إليه دراسات عدّة. ففي استطلاع للرأي أجرته القناة الثانية للتلفزيون الألماني أخيراً، تبيّن أن اهتمام المواطنين بالسياسة الخارجيّة يعود إلى عدم وجود مشكلات جديّة تقلقهم في الداخل، إذ إن أوضاعهم المعيشيّة في أفضل مستوى عرفوه منذ عقود. لكن العنف الذي يمارسه تنظيم "داعش" ووجود أكثر من 400 ألماني في العراق وسورية يحاربون في صفوف التنظيم يقلق الألمان. هم يخشون من أن يرتكب هؤلاء إن عادوا إلى ألمانيا، اعتداءات إرهابيّة.
إلى ذلك، بيّنت دراسة أعدّتها مؤسسة "برتلسمان" أن معظم الألمان بالكاد يلاحظون النقاشات وعمل البرلمان الألماني. وأقرّ 27% من المستطلعين بأنهم تابعوا المناقشات في البرلمان في الإذاعة والتلفزيون في الأشهر الأخيرة، و54% فقط بأنهم يعرفون ما هي أحزاب المعارضة في البرلمان، في حين أعطت نسبة 29% إجابة خاطئة وصرّح 17% بأنهم لا يعرفون.
وأكدت الدراسة ما كان يُشتبه به طويلاً، وهو أن الغالبية العظمى من الألمان باردة تماماً تجاه ما يحصل في البرلمان. فبعض القضايا المثيرة للجدال لم تعد تُطرح في أغلب البرامج الحواريّة. ولفتت إلى أن من علامات تنامي فقدان الاهتمام بالسياسة، التراجع الكبير في عضويّة الأحزاب السياسيّة والتراجع في إقبال الناخبين والشكوك حول قدرات حلّ مشكلة سياسيّة ما.
من جهة أخرى، ووفقاً لدراسة أجرتها جامعة دردسن التقنيّة، فإن الدافع الرئيسي للمشاركين في تظاهرات حركة "بيغيدا"، هو السخط على السياسة الألمانيّة. أما السبب فيعود بحسب 23% منهم إلى المسافة التي تفصل بين السياسيّين والشعب، وحمّل 20% المسؤولية للسياسات المتعلقة باللاجئين و18% للنظام السياسي الألماني و14% لسياسات الاندماج والهجرة المتعلقة بالأجانب و6% للسياسات الاقتصادية والاجتماعية و4% للسياسة الخارجية والأمنية، في حين أعرب 15% عن عدم رضاهم عن الواقع السياسي الألماني بشكل عام.
وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، 60% من الألمان يعتقدون أن على ألمانيا التراجع في سياستها الخارجيّة، ويرى 37% أن على ألمانيا أن تكون أكثر انخراطاً. ويظهر ذلك من خلال مسح أجرته مؤسسة "كوربر" بالتعاون مع وزارة الخارجيّة.
إلى ذلك، 85% من الألمان يريدون من دولتهم الانخراط خارجياً من خلال تقديم المساعدات الإنسانيّة والوساطة الدبلوماسيّة، في حين مال 13% فقط لصالح العمليات أو صادرات الأسلحة العسكريّة. لكن الأمر يتغيّر بسرعة في حال تهدّدت أوروبا، إذ أيّد 87% العمل العسكري.