15 يوليو 2014
السياسة المصرية .. سياسة زوجتك نفسي

محمود إبراهيم صدّيق (مصر)
علاقة مصر بأميركا علاقة زواج شرعي، وليست مجرد نزوه يوم. إذا كنت واقفاً على الساحل الشمالي، تمتد ببصرك إلى آخر بيت مصري في الجنوب، محاولا البحث عن رجل يقبل لبلاده كلمات إذعان دخولها في بيت الطاعة الأميركي، سواء كانت الكلمات مقصودة، أو فهمت خطأ، سواء كانت علاقة الزواج شرعية، أو لحظات عشق، استسلم فيها أصحاب القرار لرجولة الطرف الآخر. لا تستطيع أن تفصل المشهد من السياق العام الذي تعيشه الدولة، أو تجتزئ الكلمات من مجمل المشهد المصري وسلوك صناع القرار والمؤسسات الرمزية في مصر، والمنوط بها الحفاظ على سيادة الدولة ورفعتها.
الكلمات السابقة لم تكن من رجل بسيط يتابع قنوات الإعلام المصري، فقد عقله وبصيرته وبات يصدّق ما يتلى عليه، لكنها كلمات خرجت من قمة الهرم الدبلوماسي والسياسي في مصر.
السياسة الخارجية للدولة تمثل قيمتها السيادية الأساسية، من خلال علاقاتها الدولية، وترتكز في بنيتها على استقلال الدولة، وقرارها السياسي ومدى امتلاكها الإرادة الحرة التي تمكّنها من صناعه السياسة الخارجية، وتشكيل آلياتها وتحديد مساراتها وتوجهاتها، طبقا لأهداف الدولة، وأبعاد أمنها القومي. فالسياسة الخارجية ليست فن أن تخلع ملابسك حتى القطعة الأخيرة، ليرضى عنك الطرف الآخر، إنها علم وفن التعامل مع الإرادات السيادية المستقلة، والتفاعل مع الدول المتشاركة في منظومات، أو تحالفات سياسية، ومدى قدرتك على التأثير في المجتمع الدولي على نحو يحفظ السيادة الوطنية، ويحمي الحقوق القومية، ويعظم من قيمة الشعب أمام العالم، من خلال علاقات تبنى على الندية، والمصالح المتكافئة والاحترام المتبادل مع الأسرة الدولية، مع إمكانيه تعديل المسارات، طبقا لأجندة مصالحك الوطنية.
عليك أن تعظّم قيمة الشعب الذي تتحدث باسمه، وأنت على قمة الهرم الدبلوماسي في مصر، وأن تضع نصب عينيك أيدولوجياته، ومفاهيمه وثوابته وحقوقه، عليك كصانع قرار ألا تسمح لغيرك أن يضع يده على كتفك. فأنت لا تملك أن تضع كرامته في سلة المهملات أمام المجتمع الدولي بأحاديث غير مسؤولة، تعبر عن احتياجك فقط الطرف الآخر أكثر من أن تفكر بأن تستدعي قوة الشعب، للاصطفاف خلفك والوقوف بجانبك، لكنني لا أتوقف عن الموقف فقط، ولكن، أيضاً عند التعبيرات التي تعبر عن الحالة العامة التي يعيشها المصريون من فراغ قيمي وأخلاقي وفقدان الرموز المجتمعية في السجون، فلا تندهش كثيراً إن كان هذا هو المنتج النهائي للعمل السياسي في مصر.
نتفق، أو نختلف، مع الرئيس محمد مرسي، حتى ألتزم الحياد، عندما أتحدث عن جانب من صناعة القرار السياسي في مصر. نجح وباقتدار في إعادة تشكيل الخريطة السياسية الدولية في مصر، على اعتبار الندّية التي استمدها من قوه الشعب المصري. وكانت جولاته الخارجية تعبر عن فهم ووعي في مدى معرفة القوى والأوزان في المجتمع الدولي منذ زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية، وإجمالاً في الاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول البريكس. وما اتسمت به علاقته بالولايات المتحده بإطار من القوة، ولم يعتمد على سياسة رد الفعل، وإنما كان على الصعيد الخارجي دائماً على مستوى الأحداث، على الرغم من أن الوضع الداخلي لم يكن بالتماسك المطلوب الذي يحتاجه صانع القرار. شعر المواطن البسيط بأن مصر لا تدور في فلك أي قوى عظمى، وإنها في بداية مرحلة التأثير في المجتمع الدولي، ولو قدر الله لنا يومها الانضمام إلى مجموعة البريكس، كما كان يطمح، لتغيّرت طبيعة العلاقات الدولية والإقليمية كاملة. أضف إلى ذلك مدى تأثير رؤيته في التعامل مع الاختبار الأصعب، لحظه العدوان الصهيوني على غزة.
أتوقف، أيضاً، عند متابعتي الدكتور حسن نافعة في البرنامج التلفزيوني "حوار خاص". وأندهش كثيراً في كيف نفصل النظرية التي نعلمها لطلابنا عن المواقف الميدانية في السياسة. لم أندهش من المفاهيم التي يراها أن ما حدث ثوره تصحيحية في عرف الثورات، كيف تعزل نظاماً سياسياً بالدبابة. كيف تقبل أن يحاكم نظام الرئيس مرسي على جرائم بديلاً عن نظام حسني مبارك، وأنت تعلم أن لكل نظام سياسي أخطاؤه السياسية، وأن أخطاء الأنظمة طبيعية في عامها الأول. لم أخرج إلا بنقطة محورية واحدة من حواره، وهي أخطاء "الإخوان"، ولا أدري كيف يتحدث الرجل عن نظام لم يستطع تشكيل حكومة حزبية، وإن كانت من حقه طالباُ من الجميع المشاركة.
لم أتفهم كيف يحلل الأحداث، وهو لم يتفهم أن مصر كانت في مرحلة انتقالية، وهي الأصعب في حياة الحكومات، وليراجع تاريخ أبراهام لنكولن، كيف أدار المرحلة الأصعب في تاريخ أميركا. لم أفهم كيف يرى نافعة أن الانتخابات المقبلة معبرة عن الشارع المصري، وأنه خيار طبيعي، ويرى أن الدستور السابق معبر عن الشعب، وأكبر كتلة صلبة في المجتمع في السجون، والتي حازت على خمس استحقاقات انتخابية. لا أدري أي المفاهيم السياسية التي تحدث فيها عن إمكانية عدالة انتقالية يقوم بها قائد الانقلاب حال فوزه، وهو جزء من جرائم ومجازر، ومطلوب للمحاكمة من الشعب. السياسيون لا يصعدون على مبادئهم، وعلى أخلاقهم، عندما يكون هناك أكثر من 23 ألف معتقل في مصر، فعلى السياسيين أن ينتبهوا إلى أن الرأي العام لا يحتمل لغطاً، أو عبثاً، فالشعور العام لدى الجماهير غير ما تشعر به أمام شاشات التلفاز، أو في حجرتك المكيفة.
الكلمات السابقة لم تكن من رجل بسيط يتابع قنوات الإعلام المصري، فقد عقله وبصيرته وبات يصدّق ما يتلى عليه، لكنها كلمات خرجت من قمة الهرم الدبلوماسي والسياسي في مصر.
السياسة الخارجية للدولة تمثل قيمتها السيادية الأساسية، من خلال علاقاتها الدولية، وترتكز في بنيتها على استقلال الدولة، وقرارها السياسي ومدى امتلاكها الإرادة الحرة التي تمكّنها من صناعه السياسة الخارجية، وتشكيل آلياتها وتحديد مساراتها وتوجهاتها، طبقا لأهداف الدولة، وأبعاد أمنها القومي. فالسياسة الخارجية ليست فن أن تخلع ملابسك حتى القطعة الأخيرة، ليرضى عنك الطرف الآخر، إنها علم وفن التعامل مع الإرادات السيادية المستقلة، والتفاعل مع الدول المتشاركة في منظومات، أو تحالفات سياسية، ومدى قدرتك على التأثير في المجتمع الدولي على نحو يحفظ السيادة الوطنية، ويحمي الحقوق القومية، ويعظم من قيمة الشعب أمام العالم، من خلال علاقات تبنى على الندية، والمصالح المتكافئة والاحترام المتبادل مع الأسرة الدولية، مع إمكانيه تعديل المسارات، طبقا لأجندة مصالحك الوطنية.
عليك أن تعظّم قيمة الشعب الذي تتحدث باسمه، وأنت على قمة الهرم الدبلوماسي في مصر، وأن تضع نصب عينيك أيدولوجياته، ومفاهيمه وثوابته وحقوقه، عليك كصانع قرار ألا تسمح لغيرك أن يضع يده على كتفك. فأنت لا تملك أن تضع كرامته في سلة المهملات أمام المجتمع الدولي بأحاديث غير مسؤولة، تعبر عن احتياجك فقط الطرف الآخر أكثر من أن تفكر بأن تستدعي قوة الشعب، للاصطفاف خلفك والوقوف بجانبك، لكنني لا أتوقف عن الموقف فقط، ولكن، أيضاً عند التعبيرات التي تعبر عن الحالة العامة التي يعيشها المصريون من فراغ قيمي وأخلاقي وفقدان الرموز المجتمعية في السجون، فلا تندهش كثيراً إن كان هذا هو المنتج النهائي للعمل السياسي في مصر.
نتفق، أو نختلف، مع الرئيس محمد مرسي، حتى ألتزم الحياد، عندما أتحدث عن جانب من صناعة القرار السياسي في مصر. نجح وباقتدار في إعادة تشكيل الخريطة السياسية الدولية في مصر، على اعتبار الندّية التي استمدها من قوه الشعب المصري. وكانت جولاته الخارجية تعبر عن فهم ووعي في مدى معرفة القوى والأوزان في المجتمع الدولي منذ زيارته الأولى للمملكة العربية السعودية، وإجمالاً في الاتحاد الأوروبي وألمانيا ودول البريكس. وما اتسمت به علاقته بالولايات المتحده بإطار من القوة، ولم يعتمد على سياسة رد الفعل، وإنما كان على الصعيد الخارجي دائماً على مستوى الأحداث، على الرغم من أن الوضع الداخلي لم يكن بالتماسك المطلوب الذي يحتاجه صانع القرار. شعر المواطن البسيط بأن مصر لا تدور في فلك أي قوى عظمى، وإنها في بداية مرحلة التأثير في المجتمع الدولي، ولو قدر الله لنا يومها الانضمام إلى مجموعة البريكس، كما كان يطمح، لتغيّرت طبيعة العلاقات الدولية والإقليمية كاملة. أضف إلى ذلك مدى تأثير رؤيته في التعامل مع الاختبار الأصعب، لحظه العدوان الصهيوني على غزة.
أتوقف، أيضاً، عند متابعتي الدكتور حسن نافعة في البرنامج التلفزيوني "حوار خاص". وأندهش كثيراً في كيف نفصل النظرية التي نعلمها لطلابنا عن المواقف الميدانية في السياسة. لم أندهش من المفاهيم التي يراها أن ما حدث ثوره تصحيحية في عرف الثورات، كيف تعزل نظاماً سياسياً بالدبابة. كيف تقبل أن يحاكم نظام الرئيس مرسي على جرائم بديلاً عن نظام حسني مبارك، وأنت تعلم أن لكل نظام سياسي أخطاؤه السياسية، وأن أخطاء الأنظمة طبيعية في عامها الأول. لم أخرج إلا بنقطة محورية واحدة من حواره، وهي أخطاء "الإخوان"، ولا أدري كيف يتحدث الرجل عن نظام لم يستطع تشكيل حكومة حزبية، وإن كانت من حقه طالباُ من الجميع المشاركة.
لم أتفهم كيف يحلل الأحداث، وهو لم يتفهم أن مصر كانت في مرحلة انتقالية، وهي الأصعب في حياة الحكومات، وليراجع تاريخ أبراهام لنكولن، كيف أدار المرحلة الأصعب في تاريخ أميركا. لم أفهم كيف يرى نافعة أن الانتخابات المقبلة معبرة عن الشارع المصري، وأنه خيار طبيعي، ويرى أن الدستور السابق معبر عن الشعب، وأكبر كتلة صلبة في المجتمع في السجون، والتي حازت على خمس استحقاقات انتخابية. لا أدري أي المفاهيم السياسية التي تحدث فيها عن إمكانية عدالة انتقالية يقوم بها قائد الانقلاب حال فوزه، وهو جزء من جرائم ومجازر، ومطلوب للمحاكمة من الشعب. السياسيون لا يصعدون على مبادئهم، وعلى أخلاقهم، عندما يكون هناك أكثر من 23 ألف معتقل في مصر، فعلى السياسيين أن ينتبهوا إلى أن الرأي العام لا يحتمل لغطاً، أو عبثاً، فالشعور العام لدى الجماهير غير ما تشعر به أمام شاشات التلفاز، أو في حجرتك المكيفة.
مقالات أخرى
01 يوليو 2014