السياحة في مهب الريح

السياحة في مهب الريح

29 مارس 2016
المصائب التي تتعرض لها السياحة المصرية كثيرة(GETTY)
+ الخط -


قديماً كانت هناك عبارة مشهورة تتردد على ألسنة صناع القرار في مصر، وهي أن السياحة في مصر لا تموت.. قد تتعرض لعثرات، وربما ضربات قاتلة، ثم ما تلبث أن تنهض وتنشط مستعيدة عافيتها.

كان هذا الكلام يتردد عقب كل حادثة إرهابية يتعرض لها هذا القطاع الذي يعد ثالث أكبر مصدر نقد أجنبي للبلاد بعد قطاعي الصادرات وتحويلات العاملين في الخارج، حدث ذلك عقب أحداث الأقصر وطابا وشرم الشيخ وعين شمس وغيرها.

الآن، لا أظن أن هذه العبارة صالحة للاستخدام في ظل الأوضاع السيئة التي يمر بها قطاع السياحة المصرية، ولا أظن كذلك أن حديث رئيس الوزراء الأخير، شريف إسماعيل، حول إعادة الحيوية لهذا القطاع الاقتصادي المهم في العام المالي الجديد الذي يبدأ في شهر يوليو القادم، قابل للتطبيق، والسبب المصائب المتواصلة وحالة "النحس" التي باتت تلاصق هذا القطاع الذي كان يجلب للبلاد موارد بالنقد الأجنبي تبلغ نحو 13 مليار دولار سنوياً. 

المصائب التي باتت السياحة المصرية تتعرض لها كثيرة، بداية من استمرار العمليات الإرهابية في سيناء، ونهاية بالمشهد الذى عاشته مصر اليوم والمتعلق بخطف طائرة مصر للطيران، وكانت قبرص وروسيا عنصرين فاعلين به، إضافة إلى عواصم عالمية أخرى، ومروراً بحادث مقتل الطالب الإيطالي، جوليو ريجينى، وقبله حادث مقتل السياح المكسيكيين بالصحراء المصرية، وسقوط الطائرة الروسية فوق جزيرة سيناء في نوفمبر الماضي. والأخطر من ذلك حالة عدم الاستقرار.

يوم الأحد الماضي، وقف رئيس الوزراء المصري أمام البرلمان متحدثاً عن خطة حكومته لتنشيط قطاع السياحة، وذلك ضمن برنامج حكومته للعام المالي الجديد 2016-2017، وكان من أبرز ملامح هذه الخطة "تحقيق نمو ملحوظ، لتكون مصر مقصداً سياحياً يحتل مرتبة متقدمة بين المقاصد السياحية العالمية، متميزاً بالأمن والأمان". 

بل وقدم إسماعيل أرقاماً تستهدف حكومته تحقيقها في قطاع السياحة، حيث قال "نستهدف استقبال نحو 9 ملايين سائح خلال العام المالي المقبل 2016-2017 و10 ملايين في العام الذي يليه"، بل وسرح الرجل بخياله، حينما قال، إن طموحات حكومته تستهدف جذب 15 مليون سائح في الأعوام التالية. 



السؤال المطروح هنا: هل لا يزال شريف إسماعيل عند رأيه عقب حادث اليوم والمتعلق بخطف الطائرة المصرية القادمة من مطار برج العرب إلى مطار القاهرة وتغيير مسارها إلى قبرص؟ وهل الرجل يستطيع جذب كل هذه الملايين من السياح مع إعلان الاتحاد الروسي للسياحة، الذي يمثل كبريات الشركات الروسية، أنه لن يستأنف الرحلات الجوية إلى مصر على خلفية اختطاف طائرة الركاب؟ 

السياحة المصرية باتت في مهب الريح، والخاسر الأكبر هو المواطن الذي سيفقد عمله في هذا القطاع الذي يستوعب عمالة مباشرة تقدر بنحو 3 ملايين شخص وغير مباشرة 10 ملايين، وسيتعرض هذا المواطن لأزمات طاحنة في لقمة عيشه، حيث أن مواصلة سعر صرف الدولار ارتفاعه أمام العملة المحلية، وتراجع إيرادات البلاد من النقد الأجنبي من السياحة وغيرها يؤدي لارتفاع في الأسعار.


اقرأ أيضاً: شركات السياحة الروسية تستبعد استئناف الرحلات لمصر

المساهمون