تملك السويد تاريخاً جيداً في بطولات كأس العالم، وهي تحتل اليوم المركز الـ 23 في التصنيف العالمي الخاص بالاتحاد الدولي لكرة القدم. كان قريباً هذا المنتخب الأوروبي من حصد لقب المونديال لأول مرة في تاريخه، وذلك في النسخة التي أقيمت على أرضه وبين جماهيره في عام 1958، كما أنه قدم عروضاً كروية قوية في النسخات الأولى من بطولات كأس العالم (1930 حتى 1958).
التاريخ في المونديال
تُشارك السويد في بطولة كأس العالم للمرة الـ 12 في تاريخها من أصل 20 نسخة سابقة. بدأت السويد مشوارها في مونديال 1934 وبلغت آنذاك الدور ربع النهائي. ثم حققت المركز الرابع في نسخة عام 1938، وحلت ثالثة في مونديال البرازيل 1950، لتغيب بعد ذلك عن بطولة كأس العالم 1954.
وسجلت السويد أكبر إنجاز تاريخي لها في مونديال 1958 الذي استضافته على أرضها. تصدرت المجموعة الثالثة آنذاك برصيد خمس نقاط من انتصارين وتعادل متفوقة على منتخبات مثل ويلز والمجر والمكسيك. وفي الدور ربع النهائي تفوقت على الاتحاد السوفياتي في أول مفاجأة، ثم أطاحت بألمانيا في نصف النهائي وسجلت مفاجأة مُدوية ثانية. لكنها خسرت في المباراة النهائية أمام المنتخب البرازيلي المُدجج بالنجوم (5 – 2)، وفقدت فرصة التتويج بلقب كأس العالم لأول مرة في تاريخها الكروي.
غابت السويد بعد ذلك عن مونديالي 1962 و1966. ثم شاركت في 1970 وخرجت من دور المجموعات وودعت من الدور الثاني في مونديال 1974 وعادت وخرجت من دور المجموعات في 1978. فشلت في التأهل إلى نسختي 1982 و1986. لتعود في 1990 وتخرج من دور المجموعات، لكنها نجحت بعد ذلك في حصد المركز الثالث في مونديال أميركا 1994. وآخر مشاركتين للسويد كانت في مونديال 2002 و2006، حيثُ ودعت من دور المجموعات. وفي المجموع خاضت السويد 46 مباراة (16 فوزاً و13 تعادلا و17 خسارة)، سجلت 74 هدفاً وتلقت 69 هدفاً في شباكها.
التصفيات ونقاط القوة والضعف
تأهلت السويد إلى مونديال روسيا 2018 عبر التصفيات الأوروبية، حيثُ نافست في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات فرنسا، هولندا، بلغاريا، لوكسمبورغ وبيلاروسيا ونجحت في حصد الوصافة وخطف بطاقة العبور إلى الملحق. جمعت السويد 19 نقطة (ستة انتصارات وتعادل وثلاث خسارات) وسجلت 26 هدفا مقابل تسعة في مرماها. وفي الملحق الأوروبي أطاحت بالعملاق الإيطالي بعد أن تفوقت عليه ذهاباً بهدف ونظيف وتعادلت إياباً بدون أهداف.
أما بالنسبة لنقاط القوة فقد يبدو الأمر غريباً بعض الشيء، لكن السويد هي أفضل بدون زلاتان إبراهيموفيتش، وذلك لأنهم يلعبون كمجموعة واحدة اليوم ويملكون روحا قتالية عالية ظهرت أمام إيطاليا في الملحق الأوروبي. كل لاعب يلعب من أجل القميص أولاً ويُقاتل من أجل الفوز، ومن الخلف هناك مدرب خبير وذكي يعرف كيفية استخراج الأفضل من هذه المجموعة الشابة التي تلعب بانضباط وتنظيم عال.
ومن نقاط الضعف التي قد تواجه المنتخب السويدي، هي الخبرة القليلة التي قد لا تُساعد على الذهاب بعيداً في المونديال. وبعيداً عن النجم إميل فروسبرغ لا يوجد أسماء كبيرة أخرى قادرة على صناعة الفارق على أرض الملعب. كما أن النجم فيكتور لينديلوف عانى من كابوس في مانشستر يونايتد بسبب الأخطاء التي ارتكبها ولم يلعب كثيراً، في وقت لم يجد جون غويديتي نفسه في القمة هذا الموسم وسائر اللاعبين الآخرين لم يظهروا كثيراً وهذه مشكلة.
المجموعة والتشيكلة
تلعب السويد في المجموعة السادسة إلى جانب منتخبات ألمانيا، المكسيك وكوريا الجنوبية. تبدأ السويد مشوارها ضد كوريا الجنوبية في 18 حزيران / يونيو على ملعب "نيجني نوفغورود"، ثم تلعب المباراة الثانية ضد ألمانيا في 23 حزيران / يونيو على ملعب "فيشت الأولمبي"، وأخيراً تواجه المنتخب المكسيكي في 27 حزيران / يونيو على "الملعب "المركزي".
أما تشكيلة المنتخب السويدي فتضم كلا من روبن أولسن، كارل يوهان جنوسون، كريستوفير نوردفيلدت في حراسة المرمى. وفي خط الدفاع هناك فيكتور لينديلوف، أندرياس غرانكفيست، مارتين أولسون، لودويغ أوغوستينسون، فيليب هيلاندر، إميل كرافث، بونتوس يانسون.
وفي خط الوسط هناك سيبستيان لارسون، ألبين إكدال، إميل فروسبرغ، غوستاف سفينسون، أوسكار هيليمارك. وفي خط الهجوم هناك فيكتور كلايسون، ماركوس روهدن، جيمي دورماز، ماركوز بيرغ، جون غويديتي، أولا تويفونين، إساك كيسي ثيلين.
المدرب
يُحسب للمدرب جاني أنديرسون أنه أعاد منتخب السويد إلى بطولة كأس العالم 2018، وذلك بعد أن غابت عن نسختي 2010 و2014، وقدم منتخباً قوياً يضم عناصر شابة قادرة على صناعة المفاجأة في المونديال الروسي.
إقرأ أيضاً:
صلاح يكشف لأول مرة.. سرّ البكاء وعلاقته بزيدان ورونالدو
لا يملك المدرب خبرة مع أندية كبيرة فهو درب أندية سويدية منذ عام 1989 حتى 2016، وبعدها استلم تدريب المنتخب السويدي وما زال حتى اليوم. قاد أنديرسون المنتخب السويدي في 19 مباراة حتى الآن (تسعة انتصارات وأربعة تعادلات وست خسارات)، في وقت سجل المنتخب معه 34 هدفاً مقابل 17 هدفاً، ووصلت نسبة انتصاراته إلى حوالي 47% في جميع المباريات الدولية التي قادها منذ استلامه مهمة التدريب حتى اليوم.
وسيكون المدرب أنديرسون من بين المدربين الذي يملكون أسلوباً تكتيكياً مُميزاً وخصوصاً في خط الدفاع، الذي كان أحد الأسباب الرئيسية في عدم تأهل إيطاليا إلى بطولة كأس العالم، إثر تفوق السويد ذهاباً وإياباً في مباراتي الملحق الأوروبي (1 - صفر)، وفشلت إيطاليا آنذاك في تسجيل أي هدف بسبب القوة والصلابة التي يتمتع بها الدفاع السويدي.