السويد: بدء محاكمة منفذ اعتداء دهس استوكهولم

السويد: بدء محاكمة منفذ اعتداء دهس استوكهولم رحمات عكيلوف بتهم الإرهاب

13 فبراير 2018
إجراءات أمنية مشددة مع انطلاق المحاكمة (فرانس برس)
+ الخط -
انطلقت، اليوم، في العاصمة السويدية استوكهولم محاكمة رحمات عكيلوف، الأوزبكي الروسي، منفذ هجوم الدهس، نهار 7 إبريل/نيسان الماضي، بشاحنة متوسطة الحجم، أودت بحياة 5 أشخاص، وأدت إلى إصابة 15 آخرين، بعضهم يعالج حتى اليوم.

ولم تشهد مدينة استوكهولم، بحييها التاريخي والحديث، في السابق، مثل تلك الحصيلة الثقيلة لهجوم فردي استهدف مدنييها، ووضع السويديين في صدمة مستمرة حتى يومنا، وخصوصًا كونه صدر عن طالب لجوء مرفوض وعلى قوائم التسفير.

وليس من عادة السويديين الاهتمام بما تقوم به أجهزتهم الاستخباراتية تحت مسمى "تحصين الدستور والأمن المجتمعي"، بيد أن انطلاق محاكمة عكيلوف، اليوم الثلاثاء، في المحكمة الابتدائية في استوكهولم، قبل مرور عام على الهجوم، أعاد إلى الواجهة الجدل حول علاقة استقبال بلدهم لمئات آلاف اللاجئين، وبروز متشددين، كعكيلوف وغيره، ممن "فجأة يميلون نحو كراهية السويد"، كما خلصت التحقيقات بشأن هذا المهاجم، بعد استجواب 500 آخرين.

الاهتمام الشعبي بمحاكمة الرجل، في عقده الرابع، دفع معظم وسائل الإعلام السويدية للاهتمام بأدق تفاصيل "حياة وخارطة تفكير المهاجم ومحيطه". هذا بالإضافة إلى متابعة آلاف الأدلة الإلكترونية التي قام بها جهاز الاستخبارات السويدي بمتابعة وقراءة بلغات مختلفة، وترجمة أشرطة فيديو، صورها أو شاركها عكيلوف وبعض معارفه.

انطلاق المحاكمة في "القاعة المؤمنة"، وهي أكثر قاعات محاكم استوكهولم تأمينًا، وفيها تجرى المحاكمات الحساسة، مع انتشار أمني وكلاب تقفي أثر المتفجرات، يشير برأي متابعي المحاكمة، إلى مدى اهتمام السويديين بجلساتها، رغم أنها في جلسات الاستماع تبقى خلف أبواب مغلقة لحساسية التحقيق المستمر. ويأتي ذلك أيضًا تزامنًا مع الإبقاء على حالة من التأهب الأمني "لمنع أي هجوم جديد ولنشر الأمان بين السويديين"، بحسب بيانات الشرطة. وترافق ذلك مع تأكيد رئيس وزراء السويد، ستيفان لوفين، يوم الأحد، بأنه "سيجري تعزيز حراسة ومراقبة الحدود خلال الأيام العشرة القادمة".


وعلى الرغم من أن عكيلوف اعترف بمسؤوليته عن الهجوم، وقبل محاكمته تحت بند الإرهاب، فقد فاجئ المحكمة بأنه يرغب "بتكليف محام مسلم سني". وبعد جدل قانوني، وعدم وجود أسباب مقنعة، ذهبت المحكمة إلى تأكيد بقاء من وكلته للترافع عنه، وهو يوهان اريكسون.

وبحسب ما يتسرب اليوم، فإن عكيلوف "قدم الولاء لتنظيم (داعش)، وناقش بعض منتسبيه في الهجوم الذي خطط له لوقت طويل". هذا بالإضافة إلى كثير من الغموض حول شخصية الرجل "الذي كان أبعد ما يكون عن التدين، فحتى في السويد كان يعاقر الخمور ويعيش بشكل مختلف تمامًا عن أي مسلم، إلى أن حدث التغير بعد رفض طلب اللجوء والتخطيط لترحيله من السويد".


ومن غرائب ما خرج به جهاز الاستخبارات السويدي (سابو)، بعد تحقيقات مضنية، على لسان مديره، أن عكيلوف "كان قد وجد مبررات لاستهداف السويد، مع داعش، بحجة أن السويد تقدم مساندة للتحالف الدولي ضد التنظيم، وأراد أن يجبر البرلمان السويدي على إعلان عدم مساندة التحالف الدولي".

ومضى الجهاز الأمني إلى إخبار الجمهور بأن المهاجم "كان قد بحث عن بدائل كثيرة لهجوم الدهس في شارع المشاة، فقد تبين من حركته على الشبكة العنكبوتية أنه بحث عن أندية للمثليين جنسيًا لاستهدافهم وتبرير ذلك"، وهو أيضًا ما تشمله لائحة الاتهامات في محاكمة عكيلوف اليوم.

ويعترف جهاز الاستخبارات بأنه لم يكن يتوقع مثل هذا الهجوم، ولم يكن عكيلوف بالأصل مشتبهًا في "أنه قد يكون متطرفًا، أو على وشك ارتكاب هجوم إرهابي".



ومن بين الأدلة التي يقدمها الادعاء السويدي "شريط يقدم فيه عكيلوف الولاء لداعش ويقول فيه إن الوقت قد حان للقتل". وتكشف لائحة الاتهامات إعداد المهاجم لقنبلة بدائية الصنع "على أمل أن يفجر السيارة ويحدث ضررًا أكبر مما أحدثه بالمدنيين، وكان يأمل أن يموت في الشاحنة".

وبكل الأحوال، لا تزال السلطات الأمنية تعتقد جازمة بأن رحمات عكيلوف لم يتصرف منفردًا، وهي تأمل بعد بدء المحاكمة أن يجري التوصل إلى هؤلاء الأشخاص الذين يظن أنهم "قدموا مساعدة أو عرفوا بالهجوم وسكتوا عنه".​

المساهمون