السوريون يلجأون إلى الحطب مع تفاقم أزمة الوقود

السوريون يلجأون إلى الحطب مع تفاقم أزمة الوقود

07 نوفمبر 2015
انتشار تجارة الحطب في سورية (فرانس برس)
+ الخط -
مع الارتفاع المتواصل في أسعار المشتقات النفطية في سورية، لجأ أكثر المواطنين إلى قطع الأشجار للتدفئة على حطبها في فصل شتاء تُنذر بدايته ببرد قارس، فيما ينقطع التيار الكهربائي لنحو 20 ساعة يوميا في المناطق المحررة ونحو 12 ساعة في مناطق سيطرة نظام بشار الأسد.
ولم يبق أمام السوريين من طرائق لمواجهة الأمطار والبرد المبكر هذا العام سوى الاحتطاب، في ظل وصول سعر لتر المازوت بمناطق ريفي إدلب وحلب المحررة، بحسب الناشط الإغاثي حسين الآغا، لنحو 200 ليرة للمازوت النظامي و125 ليرة "لمازوت داعش"، وزيادة سعر لتر المازوت عن 500 ليرة بمناطق غوطة دمشق المحاصرة، كما تقول الإغاثية نور الخطيب لـ"العربي الجديد".
ويقول الإغاثي الآغا: لجأ السوريون في مناطق شمال سورية المحرر إلى تخزين الحطب منذ فصل الربيع، وقت بدأت عمليات "الشحالة" تقليم أشجار الزيتون واللوزيات، وظهرت مهنة تجارة الحطب بالشمال السوري، إذ يباع سعر كيلو الحطب بنحو 50 ليرة، ويرتفع السعر أيام البرد القارس لنحو 60 ليرة.
وقال الآغا لـ "العربي الجديد": "يتوفر مازوت داعش المكرر يدوياً وذو اللون الأحمر بسعر 125 ليرة لليتر وسعر أسطوانة الغاز المنزلي 5500 ليرة، ما دفع الناس حتى لقطع أشجار التين والزيتون المعمرة بغرض تدفئة أسرهم المحاصرة حتى من الحدود التركية التي أغلقت منذ أشهر وبات إدخال السلع والمنتجات شبه مستحيل".
بالمقابل، الوضع أشد وطأة، على مدن الغوطة الشرقية المحاصرة منذ نحو عامين، إلا من بعض المنافذ التي فتحتها أخيراً "جبهة النصرة"، كما أكدت الناشطة زين الخطيب.
وأشارت الخطيب إلى أن معظم الثروة الحرجية والأشجار المثمرة بغوطة دمشق، تعرضت للتعدي والقطع، بعد وصول سعر ليتر المازوت، إن توفر، لنحو 500 ليرة سورية، في ظل عدم وجود سيولة وعمل لمن تبقى بالغوطة التي عاد القصف على مدنها بشكل وحشي من الطائرات الروسية مؤخرا.
وطالبت الخطيب خلال حديثها لـ "العربي الجديد" أن تعاود الحملات الإغاثية الشعبية التي شهدتها "دوما وسقبا وحمورية وعربين، في الأعوام الماضية، نشاطها هذا العام، كحملة "دفيني" التي كانت تبيع الحطب للناس بأسعار رمزية لا يزيد سعر الكيلو عن 40 ليرة، وتوزع للمنازل على الأسرة الصغيرة نحو 80 كيلوغراماً وعلى الأسرة الكبيرة 150 كيلوغراماً.
وزاد إقبال السوريين على قطع الأشجار بعد الزيادات السعرية التي لحقت المشتقات النفطية خلال سنوات الثورة، كان آخرها في 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث رفعت وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك في سورية، سعر ليتر المازوت من 130 إلى 135 ليرة وسعر أسطوانة الغاز من 1500 إلى 1800 ليرة سورية.
وتقول مصادر رسمية إن الغابات والمحميات الحرجية بسورية تعرصت لقطع جائر، منها محمية البلعاس في محافظة حماة، التي تعرضت لقطع المئات من الأشجار الحرجية المعمرة، والتي يصل عمرها إلى مئة عام، إضافة إلى الغابات الحرجية الممتدة من منطقة تلكلخ وصولاً إلى محافظة طرطوس.

اقرأ أيضا: سورية: نفط "داعش" يغزو ريفي حلب ودمشق

المساهمون