السوريون.. منتجون لا متسولون

السوريون.. منتجون لا متسولون

28 اغسطس 2016
لاجئون سوريون في الأردن (Getty)
+ الخط -
ثمة توافق وشبه اتفاق، بمعظم البلاد التي لجأ إليها السوريون، بعد الحرب على ثورتهم وتهجيرهم، أن السوريين مجددون وأصحاب مواهب يؤثرون بمجتمعاتهم الجديدة أكثر مما يتأثرون، والأهم، أنهم شعب يعرف كيف يولد المال ولو من مشاريع عاقرة.

ولئلا يدخل الحديث بخانة النرجسية والتعميم، ربما لا بد من الأمثلة، دون تناسي أن التعميم قتّال، أي ثمة سوريون أساؤوا لجيناتهم الممتدة لخمسة ألاف عام، كما أكد سوادهم أنهم ينعشون بلاد مهاجرهم، وقلما يشمّون المشمّوم أو يقبلون الصدقة.

ولعل من تركيا، يأتي المثال الأقرب للواقع والواقعية، على اعتبار أنها الأقرب جغرافيا والأكثر والأول احتضاناً، إذ ناف عدد السوريين على أرضها عن 2.7 مليون، لا يزيد من قطنوا المخيمات ويعتمدون على المساعدات الدولية، عن 800 ألف .

قصارى القول: سنأتي على خبرين طازجين من تركيا، عدا خبر صدارة السوريين بتأسيس الشركات وللعام الثالث على التوالي.

الأول، قال رئيس غرفة تجارة ولاية غازي عنتاب التركية، أيوب برطيق، إنّ معظم رجال الأعمال السوريين القاطنين في الولايات التركية المختلفة، يساهمون في إغناء الخزانة التركية بالعملات الأجنبية من خلال دورهم الفعّال في التجارة الداخلية ومشاركتهم في التصدير.

وأضاف برطيق أمس، أنّ عدد الشركات وأماكن العمل العائدة للسوريين في ولايته فقط، بلغ 800 شركة، وأنّ ذلك يساهم في تضخيم الحركة التجارية بالولاية.

أما الخبر الثاني فأوردته أخيراً هيئة تنظيم ورقابة العمل المصرفي بتركيا، ومفاده باختصار، أن ودائع السوريين بالمصارف تضاعفت منذ عام 2012 لتزيد خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري، 1.199 مليار ليرة تركية، في حين لم تزد بعام 2012 عن 312 مليون ليرة، ما يدلل أن تطور رأسمال السوريين وبالتالي إيداعاتهم، إنما جاء جراء أعمال واستثمارات وتجارة، وبحسب شهادة المضيف التركي .

وأعتقد، ينسحب الحال، وإن بنسب وحجم أموال أقل، على مصر ولبنان والأردن، وربما ببعض الدول الأوروبية التي احتضنت السوريين، وفي مقدمتهم ألمانيا، التي بدأ الاستثمار السوري يظهر بأسواقها والنمط الاستهلاكي السوري يغزو أهليها .

نهاية القول: من أبشع الصور التي حاول كثيرون، بمن فيهم، من كان يدعي صداقة السوريين، تلك التي سوّقت اللاجئين على أنهم "عالة" بعد أن اختصر هؤلاء المروجون، قضية السوريين بالجوع والمخيمات.

وربما ما هو أبشع، ما قد يجري لاحقاً، أو ربما قريباً عن تسويق عجز السوريين في إعادة الحياة لمنشآتهم وبناهم، وتعهيد إعمار سورية للغرباء وشركاء الأسد بتهديمها، كما بدأ يشاع اليوم عن داريّا، من إعادة إعمارها لتوطين العراقيين الذين يقاتلون إلى جانب الأسد فيها، بعد تطهيرها العرقي قبل أيام، في حالة مفضوحة لتغيير ديموغرافي وبرعاية أممية.

المساهمون