Skip to main content
السودان يرفع عدد قواته في حلايب.. ومصر تستوضح دبلوماسياً
أيمن المصري ــ القاهرة
تدهور العلاقات المصرية السودانية منذ انقلاب 3 يوليو (getty)

قررت الحكومة المصرية إرسال مبعوث دبلوماسي رفيع المستوى إلى الخرطوم، منتصف الأسبوع الجاري، لاستيضاح الأسباب التي دفعت الخرطوم إلى إعلان زيادة عدد قواتها الموجودة في منطقة حلايب المتنازع عليها بين البلدين.

وكان الخبر الذي نشرته وكالة الانباء السودانية، "سونا"، حول تسلّم قوة من الجيش السوداني موقعها في منطقة حلايب، المتنازع عليها بين مصر والسودان، "تحقيقاً لمبدأ سيادة السودان على أراضيه"، بحسب الوكالة، قد أثار جدلاً كبيراً داخل الأوساط السياسية المصرية، في ظل توتر العلاقات مع السودان عقب الانقلاب العسكري في القاهرة العام الماضي.

وفيما أكد خبراء مصريون أن الخطوة روتينية، وأن هذه التصريحات تأتي في إطار الدعاية السياسية التي يستخدمها الرئيس السوداني عمر البشير لمواجهة معارضيه، وصفت مصادر دبلوماسية مصرية الخطوة بـ"المفاجئة" هذه المرة. وأشارت إلى أن المفاجأة تكمن في دفع الحكومة السودانية بعدد أكبر من القوات بعدما كانت رمزية فقط.

وأوضحت مصادر "العربي الجديد" أن "القلق المصري زاد بسبب تصريحات القادة السودانيين بأن الخطوة تأتي في إطار فرض السودان سيطرته على أراضيه، فضلاً عن زيادة عدد القوات السودانية وزيادة نقاط تمركزها داخل حلايب. وكشفت المصادر عن إيفاد الحكومة المصرية لمبعوث دبلوماسي رفيع المستوى إلى السودان، منتصف الأسبوع الحالي، لمعرفة السبب وراء تلك الخطوة.

وكانت وكالة الأنباء السودانية قد ذكرت، في تقرير لها، أن "الفرقة 101 مشاة البحرية ـ بورسودان احتفلت بعودة القوات المرابطة في حلايب، بعدما تسلّمت القوات البديلة لها مواقعها في المنطقة بعد انقضاء فترة مرابطة القوات العائدة وفقاً لنظام القوات المسلحة في هذا المجال".

ونقلت "سونا" عن والي ولاية البحر الأحمر، محمد طاهر، قوله إن "الخطوة تأتي في إطار تحقيق مبدأ سيادة السودان على أراضيه"، معتبراً أن وجود القوات المسلحة في منطقة حلايب "تعبير عن السيادة السودانية في المنطقة".

ويرى الخبير في الشؤون الأفريقية في "مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية"، أيمن عبد الوهاب، أن العلاقة بين مصر والسودان تتّسم بالتصعيد عقب عزل الرئيس محمد مرسي. وأوضح أن هذا التصعيد انعكس على ملفين رئيسيين بين البلدين هما ملف سد النهضة، ومنطقة حلايب وشلاتين.

ووصف عبد الوهاب ما أوردته وكالة الأنباء السودانية، بأنه "خطاب دعائي يستخدمه البشير لمواجهة المعارضة السودانية"، مشيراً إلى أن مَن يذهب إلى منطقة حلايب "يدرك أن هناك سيطرة كاملة عليها من الجيش المصري".

من جهته، أوضح الخبير في الشؤون الأفريقية في "مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية"، هاني رسلان، أن الخبر إعلامي وسياسي أكثر ممّا هو حقيقي. ولفت إلى أنه لا يعدو كونه تبديل للقوات السودانية الموجودة في حلايب، وهي قوات رمزية، بغيرها من الفرقة 101 مشاة بحرية، كاشفاً عن أن وجود هذه القوات يعود الى العام 1958.

وحول ما إذا كانت العلاقة بين مصر والسودان تأثرت بتوتر العلاقات المصرية ـ الأفريقية، أجاب رسلان، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن العلاقة بين مصر والسودان تختلف تماماً عن علاقة مصر بأفريقيا. وتوقع أنه إذا استمر النظام السوداني في "تصرفاته الاستفزازية، فقد يواجه بقوة من الجيش المصري".