السودان يتوعد منظمات دولية اخترقت مجاله الجوي

04 يونيو 2016
هدف المنظمات إيصال المساعدات (Getty)
+ الخط -
حذّر الجيش السوداني منظمات دولية لم يذكرها بالاسم من انتهاك القوانين والأعراف الدولية وعدم احترام السيادة الوطنية، بسبب إقدامها على اختراق المجال الجوي للبلاد وإيصال مساعدات دون إذن مسبق.

ويرى مراقبون أن هذا التحذير هو تمهيد لإجراءات صارمة ستعلنها الحكومة ضد المنظمات الدولية العاملة في السودان، من بينها عمليات طرد وتوقيف لبعضها بالنظر لتفاقم حدة التوتر بين الحكومة السودانية والمنظمات الأممية والدولية.

وقال الجيش السوداني في بيان الأسبوع الماضي، إنّ طائرات تابعة لمنظمات دولية اخترقت المجال الجوي للسودان يومي 17 و20 مايو/ أيار الشهر الماضي، مهدداً بالتعامل بكل حسم في حال تكرار الخطوة والعبور دون الحصول على إذن مسبق، ما يعني فتح الباب في التعامل مع تلك الطائرات عسكرياً عبر إسقاطها.

وأوضحت مصادر أن الاتهام الحكومي موجه لمنظمات تطوعية دولية لا علاقة لها بمنظمات الأمم المتحدة العاملة في السودان، ترى الحكومة أنها تجاوزتها في نقل مساعدات للمتضررين بمناطق سيطرة الحركة الشعبية التي تقاتل الحكومة في ولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، لاسيما أن تلك المنظمات تؤمن بأن الواجب الإنساني يحتم عليها إنقاذ المدنيين في ظل فشل الفرقاء السودانيين في الوصول إلى آلية لإيصال المساعدات، خاصة بعد التأكد من توفر الحماية اللازمة.

وذكرت أن هناك منظمات دولية اعتادت على الإقلاع من دول مجاورة للسودان لإيصال الإغاثة للمتضررين، وأضافت: "كل همّها إيصال المساعدات بغض النظر عن موافقة أي من الجهتين المتصارعتين، باعتبار أن تقديم العون للمحتاجين مبدأ ملزم لكل الأطراف العاملة في المجال الإنساني بما فيها المنظمات الأممية".




ويرى المحلل السياسي عبد المنعم يس، أنّ الإعلان الحكومي باختراق المجال الجوي يدخل في إطار الضغط الحكومي على المنظمات الدولية العاملة في البلاد، خاصة أنها لم تعلن عن اسم أية منظمة، واعتبرها مؤشراً لخطوات حكومية مقبلة من بينها طرد منظمات وتوقيف بعضها عن العمل، فضلاً عن تشديد الإجراءات على باقي المنظمات.

وأضاف أنّ "الحكومة غير راضية تماماً عن التقارير التي ترفعها المنظمات بشأن الأوضاع بالبلاد كما تتهمها بعدم الحياد".

وتعمل في السودان نحو 80 منظمة دولية، وتقلّص عددها خلال الفترة الأخيرة بسبب تراجع الدعم الدولي، بالإضافة إلى تأثرها بانفصال جنوب السودان وتكوين دولته المستقلة، إذ انتقل معظمها للعمل هناك.