السودان: إغلاق وسط الخرطوم يومين قبل مليونية 30 يونيو

السودان: إغلاق كامل لوسط الخرطوم قبل يومين على مليونية 30 يونيو

28 يونيو 2020
مخاوف من حدوث انفلات أمني (إبراهيم حميد/فرانس برس)
+ الخط -
 
 
 
 
تحول وسط العاصمة السودانية الخرطوم، في الساعات الأولى من فجر الأحد، إلى ثكنة شبه عسكرية، بعد الانتشار الكثيف والتمركز لقوات الجيش والشرطة في المدينة، وذلك قبل يومين على تظاهرة مليونية دعا إليها عدد من القوى السياسية الثلاثاء المقبل.

وأغلق الجيش بداية الجسور الرابطة بين مدن العاصمة الثلاث، الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، بينما أغلقت بواسطة الأسلاك الشائكة كل الطرق والممرات التي تؤدي إلى محيط قيادة الجيش التي شهدت في إبريل/ نيسان من العام الماضي أضخم اعتصام في تاريخ البلاد، نجح في إطاحة نظام الرئيس المعزول عمر البشير.

كذلك، منعت قوات الجيش السيارات من الدخول إلى وسط الخرطوم، وتمدد الانتشار الأمني إلى كل حدود المدينة ومعابرها، حيث مُنع الدخول إلا للحالات الطارئة، بينما تكفلت وحدات من الشرطة، مصحوبة بالكلاب البوليسية، بإجراء عملية تفتيش واسعة شملت حتى الشقق في وسط العاصمة، وأمرت بإجلاء مرافقي المرضى في المستشفيات من المنطقة، وطالبت أصحاب بعض المحلات التجارية بإغلاقها والمغادرة فوراً.

وأعلنت لجان المقاومة وأسر شهداء الثورة تنظيم المليونية في 30 يونيو/ حزيران، الذي يصادف أول ذكرى لموكب مماثل بعد أسابيع من فضّ الاعتصام العام الماضي، وهي المسيرات التي أجبرت المجلس العسكري الانتقالي على الاتفاق مع تحالف الحرية والتغيير، وتقديم تنازلات كبيرة للحكم المدني وسلطاته.

وتسود مخاوف لدى السلطات الأمنية، وفقاً لما أعلنه والي الخرطوم المكلف يوسف الضي، بعد معلومات تشير إلى وجود مخطط لجهات لم يسمِّها تعمل من داخل المسيرات لتنفيذ مخطط فوضى.

وأعلن والي الخرطوم، في تصريح له أمس، استعداد القوات الأمنية للتصدي لتلك المحاولات، من خلال إغلاق الجسور ومنع الدخول إلى العاصمة غداً الاثنين ويوم الثلاثاء، وتجهيز قوة أمنية كبيرة لحماية الموكب وإغلاق الجسور ونشر وكلاء النيابات إلى جانب القوات الأمنية للتعامل قانونياً مع أية حالة انفلات.

وكانت قوى سياسية من ضمن تحالف الحرية والتغيير نفسها قد دعمت الدعوة للموكب، وطالبت أنصارها بالمشاركة فيه، مثل تجمّع المهنيين السودانيين، والحزب الشيوعي، والتجمع الاتحادي، وقوى الإجماع الوطني. 

ومن أهم المطالب للمليونية، القصاص للشهداء، وتصحيح مسار الثورة، ومحاكمة رموز النظام السابق، واستكمال أجهزة الحكم بتعيين الولاة المدنيين، والمجلس التشريعي، والجدية في عملية السلام.

وبدأت وسائط التواصل الاجتماعي تتناقل أنباءً عن تحركات لأنصار نظام البشير للمشاركة في المليونية، وتحويل مسارها من الضغط على الحكومة لتنفيذ مطالب محددة إلى المطالبة بإسقاط حكومة عبد الله حمدوك، وتسليم السلطة للجيش، لكن حزب المؤتمر الوطني المحظور (حزب البشير) رفض تلك الاتهامات، ووجه أنصاره إلى عدم الخروج في المليونية، كذلك عبر حزب المؤتمر الشعبي المعارض عن خشيته من وقوع أعمال عنف خلال التظاهرة.

واستبق شركاء الحكم في السودان، مجلسا السيادة والوزراء، وتحالف الحرية والتغيير، المليونية بعقد اجتماع مساء أمس، أكدوا فيه وحدتهم وطمأنوا فيه الشارع إلى قدرتهم على حمايته.

وأشار الشركاء، في تصريحات صحافية، إلى أن الاجتماع خلص إلى "ضرورة سموّ الشركاء إلى مستوى الشعب الصابر"، وأعلنوا "تكوين غرفة مشتركة لمتابعة جميع النواحي السياسية والإعلامية من كل شركاء الحكومة يوم الثلاثين من يونيو". 

وقرر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك "مخاطبة الشعب وطمأنة المتظاهرين" بشأن سعيه إلى تحقيق مطالبهم، التي رفعت عبر المذكرات المهمة التي تقدمت بها قطاعات لجان المقاومة وأسر الشهداء وغيرهم.

من جهة أخرى، شجب الحزب الشيوعي السوداني قرارالسلطات الأمنية بإغلاق الجسور في وجه الثوار، مطالباً قوى الأمن والشرطة بحماية المواكب واتخاذ الخطوات والإجراءات اللازمة بشكل حازم وحاسم لردع قوى الثورة المضادة.

وأكد الحزب الشيوعي أن الموكب المليوني يهدف لتصحيح المسار وإحقاق العدالة لشهداء ديسمبر، خاصة شهداء فض الاعتصام، واستمرار العمل من أجل سلام عادل وشامل وديمقراطي وتوسيع المشاركة الشعبية بتعيين الولاة المدنيين وتكوين المجلس التشريعي وانتهاج سياسة اقتصادية تحل الضائقة المعيشية وترفض روشتات البنك وصندوق النقد الدوليين.

واتهم الحزب، في بيان له اليوم، من سماهم بقايا النظام والقوى المعادية للثورة بالتحرك لإيقاف المسيرة الثورية عبر فلول النظام من المدنيين والعسكريين والمليشيات والمرتزقة.

كما أصدر تجمع المهنيين السودانيين بياناً قال فيه إن مليونية 30 يونيو تأتي لاستكمال أهداف الثورة، وتصحيح مسارها، وإنهاء مظاهر التهاون والالتفاف على إرادة الشعب.

وأضاف التجمع الذي تصدر التظاهرات التي أسقطت نظام البشير أن المواكب تأتي لـ"تذكير من نسوا أن قوى شعبنا الثورية هي الجذوة المتقدة، تحت رماد التردد والبطء والمساومات".