السودان: أسبوع ثالث من الحملات الانتخابية بلا منافسة

السودان: أسبوع ثالث من الحملات الانتخابية بلا منافسة

13 مارس 2015
يشارك 15 مرشحاً رئاسياً ضد البشير (أشرف الشاذلي/فرانس برس)
+ الخط -
تدخل الحملات الانتخابية الرئاسية والتشريعية في السودان أسبوعها الثالث، في غياب أي منافسة تُذكر للحزب الحاكم. وغابت عن شوارع العاصمة الخرطوم، الملصقات التي تحمل صور المرشحين، كما خفّت الندوات والخطابات، عكس ما جرى في انتخابات العام 2010، التي شارك فيها جميع الأحزاب، بما فيها المعارضة، التي انسحبت قبل بدء عملية الاقتراع، لتشكيكها بنزاهة العملية الانتخابية. وتبدأ عملية الاقتراع في الانتخابات الجديدة في 13 أبريل/نيسان، ويتنافس في الانتخابات الرئاسية 15 مرشحاً مستقلاً، لا ينتمون لأحزابٍ سياسية، بالإضافة إلى الرئيس عمر البشير.

ويقاطع عدد من الأحزاب المعارضة الانتخابات برمّتها، ومنها حزب "الأمة" بزعامة الصادق المهدي، و"المؤتمر الشعبي" بقيادة حسن الترابي، كما أن بعضها عمد إلى تشكيل حملات مضادة للبشير بعنوان "ارحل". وأطلق المرشحون الـ15 حملاتهم الانتخابية، وسط العاصمة، معتمدين على وسائل ترويجية عدة، إذ باشر بعضهم بتنظيم مواكب سيّارة، مرفقة بمكبّرات صوت تجوب الشوارع، وبدأ آخرون بعقد احتفاليات ارتجالية، توحي بأن المرشحين غير مرتكزين على أية قاعدة تُمكّنهم من الفوز في الانتخابات.

وسعى بعض المرشحين إلى رفع سقف الآمال من دون الدخول في التفاصيل، منتقدين سياسات الحكومة، ومؤكدين قدرتهم على "انتشال البلاد من أزماتها خلال عام فقط". وظهرت معاناة بعض المرشحين الماديّة، فيشير المرشح محمد عوض البارودي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أنه "دشن حملته الانتخابية في عربات تجوب الشوارع، لمخاطبة الجماهير في الهواء الطلق، لأنني لا أملك المال الذي يمكّنني من تنظيم حملة انتخابية". كما استأجر كراسي لتنظيم تجمّعٍ شعبي.

اقرأ أيضاً:  السودان: الحكومة تطوي صفحة هلال قبل الانتخابات

ومع ذلك، بدا البارودي واثقاً من قدرته على إقناع الشارع السوداني ببرنامجه، اذا ما أُفردت له مساحات مقبولة لطرحه ومناقشته. كما وجّه انتقادات لاذعة للحزب الحاكم، الذي رأى أنه يستأثر بالأجهزة الاعلامية الخاصة بالدولة، من دون أن يفرد لمنافسيه مساحات مماثلة.

وحددت "المفوضية القومية للانتخابات" 20 دقيقة لكل مرشح رئاسي في وسائل الاعلام الرسمية، من أجل تقديم أنفسهم للناخبين وشرح برامجهم. كما خصصت الوكالة الرسمية مساحات واسعة للمرشحين، مقابل 879 دولاراً لكل إطلالة.

ومنذ انطلاق الحملة الانتخابية في 24 فبراير/شباط الماضي، لم تشهد البلاد منافسة قوية بين المرشحين، ويعزو البعض ذلك إلى ضعف المنافسين، على الرغم من مشاركة "الحزب الوطني الاتحادي" بزعامة محمد عثمان الميرغني، غير أن الانقسامات الداخلية في موضوع المشاركة أضعفته.

وانتقد بعض المنافسين الحزب الحاكم، واتهموه باستغلال أجهزة الدولة في الحملات الانتخابية، حتى أن "المفوضية القومية للانتخابات"، رصدت استغلال بعض حكام الولايات والوزراء الاتحاديين، السيارات الحكومية، في أغراض الدعاية الانتخابية. الأمر الذي عدّته خرقاً للعملية الانتخابية، وطالبت رئاسة الجمهورية بإصدار توجيهات واضحة للحدّ من تلك الظاهرة.

ويقول المحلل السياسي عبد المنعم أبو ادريس، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن "مراقب الحملة، يرى أنها تقتصر حتى الآن على الحزب الحاكم، والرئيس البشير فقط". وأكد أنها "لم تعكس الأجواء الانتخابية حتى الآن".

وأوضح أنه "حتى الآن لا توجد ملصقات ضخمة للمرشحين في الشوارع، كما أن ندوات المرشحين المستقلين قليلة". ويضيف "يجد المتابع لخطابات البشير الأخيرة خلوها تماماً من روح التحدّي، التي تميّز بها في الانتخابات السابقة". وتابع "ربما يحصل ذلك لغياب المنافسين الحقيقيين، ومن شأن ذلك أن يؤثر في إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع".

في المقابل، أفاد أمين الدائرة العدلية في حزب "المؤتمر الوطني" الحاكم، الفاضل حاج سليمان، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن "كل حملة انتخابية تكون بداياتها خافتة، قبل أن تحتدم مع اقتراب بدء الاقتراع". ويؤكد حاج سليمان أن "من أسباب سخونة الحملة الانتخابية، حركة المسرح السياسي في الانتخابات وقوة المنافسة بين المرشحين". ويضيف "تختلف المنافسة في الانتخابات الحالية عن انتخابات 2010". وتوقّع أن تشهد الأيام المقبلة حركة انتخابية قوية، والمزيد من الندوات السياسية واللقاءات. ورفض وصف المرشحين المستقلين بـ"الضعفاء". وأضاف "لماذا يتمّ التقليل من أهمية الأحزاب المنافسة؟ صحيح أن المؤتمر الوطني حزب قوي، والأوفر حظاً، لكنه يواجه منافسة حقيقية من أحزاب مشاركة ولها وزنها".

اقرأ أيضاً:  السودان: حزب المؤتمر الوطني الحاكم يرحّب بـ"إعلان برلين"