السلع الصينية تنافس أوروبا على أسواق تونس

السلع الصينية تنافس أوروبا على أسواق تونس

23 اغسطس 2015
سوق لألعاب الأطفال في تونس (أرشيف/Getty)
+ الخط -

تشهد تونس منذ سنوات عدة غزواً كبيراً للسلع الصينية سواء عبر التوريد المنظم أو شبكات التجارة الموازية (غير الرسمية)، التي تسعى إلى إغراق السوق بالسلع الرخيصة، ما أثر سلباً على المنتجات المحلية.

وأكد مسؤول بارز في وزارة التجارة طلب عدم ذكر اسمه في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الصين تواصل منذ سنوات البحث عن موطئ قدم في اقتصاديات الدول الناشئة بما فيها تونس في إطار اكتساح أسواق جديدة على حساب خصومها الأوروبيين والأميركيين.

ولا يتوقع المسؤول أن يؤثر قرار الصين بخفض قيمة عملتها على حجم التبادل التجاري بين البلدين. وتعتبر الصين شريكاً تجارياً حديثاً لتونس، مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي (فرنسا وألمانيا وإيطاليا)، التي تستأثر بقرابة 75% من المعاملات التجارية التونسية مع الخارج.

لكن الخبير الاقتصادي، رضا شكندالي، يرى أن قرار الصين بتخفيض قيمة عملتها يأتي في إطار المنافسة الشرسة التي تدخلها الصين مع منافسيها تحت شعار الصادرات الصينية تغزو العالم، متوقعاً أن يؤدي هذا القرار إلى ربح الصين لحصص جديدة في الأسواق العالمية، منها تونس.

وأكد شكندالي في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن تخفيض العملة الصينية لن يكون في مصلحة المؤسسات التونسية المصدرة للصين، نظراً لكلفة التصدير وتراجع السعر.

وبلغ حجم المعاملات التجارية بين تونس والصين العام الماضي قرابة 1.5 مليار دولار، منها 1.23 مليار دولار واردات تونسية من هذا البلد، في حين لم تتجاوز قيمة الصادرات إلى الصين 212 مليون دولار، وفق البيانات التي أكدها "لي تشو" الملحق السياسي لسفارة الصين في تونس لـ"العربي الجديد".

وفسّر المسؤول في السفارة الصينية ضعف الصادرات التونسية نحو بلده بنقص التسويق للمنتجات التونسية في السوق الصينية ومحدودية إمكانيات عدد كبير من المصدرين.

اقرأ أيضاً: تباطؤ اقتصاد الصين يهدد العالم بأزمة مالية جديدة

وتقتصر الصادرات التونسية للصين على زيت الزيتون والصناعات التحويلية الغذائية، بالإضافة إلى التمور والمنتجات البحرية.

وتسعى الصين في السنوات الأخيرة، لاسيما بعد ثورة يناير/كانون الثاني 2011 في تونس، إلى التأسيس لمرحلة جديدة في العلاقات الثنائية عنوانها الأبرز إقامة شراكة استراتيجية ذات بعد سياسي واقتصادي وتجاري وثقافي وسياحي وعلمي.

وتعتبر الصين تونس بوابة الصين لأوروبا وأفريقيا ويجد هذا الطرح صدى لدى السلطات الصينية.

واعتبر تجار أن المستوردين الكبار سيكونون أكثر المستفيدين من تزايد حجم البضائع الصينية بينما لن يكون لذلك أثر كبير على صغار التجار والمستهلكين.

وتوقع ناصر همامي، تاجر إلكترونيات، أن يؤدي تخفيض سعر العملة الصينية إلى تدفق السلع في المدة القادمة أكثر من النسق العادي، مشيراً إلى أن تجار الجملة والمزودين سيستغلون هذا الظرف لإغراق السوق بالمنتجات الصينية، حتى لو كان ذلك على حساب المنتجات المحلية التي تكابد من أجل البقاء.

وأشار همامي في لقاء مع "العربي الجديد"، إلى أن استفادة التجار الصغار من تخفيض الصين لعملتها محدود جداً، مؤكداً أن كبار التجار والمزودين يحتكرون الأرباح.

وتوقع أن تشدد الحكومة في مراقبة المعابر التجارية البرية والبحرية لمنع التجار من إغراق السوق بالسلع الصينية في إطار مجهوداتها للحد من تأثير التجارة الموازية والتهريب على الاقتصاد المحلي والعائدات الجبائية للدولة.

وفي أبريل/نيسان الماضي، وقعت تونس وبكين اتفاقاً إطارياً للتعاون الاستراتيجي في منطقة التجارة الحرة بين البلدين.

ويوفر الاتفاق الإطاري أساساً لإنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين، كما سيفتح قناة للصين لدخول منطقة التجارة الحرة للاتحاد الأوروبي عبر تونس.


اقرأ أيضاً: الصين تكبّد 8 بورصات عربية 67 مليار دولار

المساهمون