السعودية تدعو "أيَّ قادر مقتدر" إلى منح مصر المساعدة

السعودية تدعو "أيَّ قادر مقتدر" إلى منح مصر المساعدة

04 يونيو 2014
من الاحتفالات بفوز السيسي اليوم/محمود خالد/فرانس برس/getty
+ الخط -

سارعت السعودية إلى تقديم الدعم الاقتصادي لوزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي، الذي أعلن اليوم الثلاثاء، فوزه رسمياً بنسبة 97%،  في انتخابات رئاسية مثيرة للجدل، شهدت إقبالاً ضعيفاً، وانتهاكات جسيمة، حسب منظمات حقوقية، وطالبت السعودية بعقد مؤتمر دولي لمانحي مصر.

ودعا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، اليوم، إلى عقد مؤتمر للمانحين لمساعدة مصر في تجاوز أزمتها الاقتصادية، وقال: "من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر، فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات".

وأضاف العاهل السعودي في برقية تهنئة بعث بها إلى السيسي ونشرتها وكالة الأنباء السعودية الرسمية "نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم إن مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول".
دعم الخليج
وبذلك تنضم السعودية إلى الإمارات التي سبقتها السبت الماضي، بدعوة المجتمع الدولي، وعزمت على إلقاء طوق النجاة للاقتصاد المصري المتعثر، وأكدت الإمارات على لسان وزير خارجيتها، عبد الله بن زايد آل نهيان، أن الإمارات لديها خطة دعم مالي لمصر.

وقال وزير الخارجية الإماراتي إن الإمارات تريد شركاء دوليين لدعم جهودها لإصلاح الاقتصاد المصري المتعثر.

وأعلنت اليوم النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية المصرية المثيرة للجدل، التي أجريت الأسبوع الماضي، في ظل مقاطعة موسعة من التيار الإسلامي ومؤيدي شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي، الذي أطاح به انقلاب الجيش في 3 يوليو/تموز الماضي.

ورفضت اللجنة العليا للانتخابات طعناً تقدم به المرشح المنافس حمدين صباحي، بعد أن وجه اتهامات بعدم صحة الأرقام التي أعلنت، ووجود شبهات تزوير في العملية الانتخابية.
تردٍّ اقتصادي

وتعاني مصر تردِّياً في الوضع الاقتصادي، ازدادت حدته في أعقاب إطاحة الجيش بمرسي، فيما يقول محللون اقتصاديون إن المساعدات السخية، التي حصلت عليها مصر، لم تنعكس على مستوى معيشة المصريين، الذين يعاني أكثر من 26% منهم الفقر.

ولم يفلح ضخ مساعدات خليجية بلغت أكثر من 20 مليار دولار خلال 11 شهراً، حسب تصريحات للسيسي، في إنعاش الاقتصاد المصري المتأزم، وتراجعت جميع المؤشرات الاقتصادية، وانخفض الجنيه المصري مقابل الدولار الذي وصل إلى 7.18 جنيه في السوق الرسمية حالياً، مقارنة بنحو 6.85 جنيه تقريباً، في يوليو/تموز الماضي.

وعانى المصريون من أزمات معيشية طيلة الشهور العشرة الماضية، ومنها انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار وزيادة أعداد العاطلين، وأظهرت بيانات للجهاز المركزي المصري للإحصاء، ارتفاع معدل البطالة في مصر خلال الربع الأول من العام الحالي إلى 13.4%، مقابل 13.2% خلال الفترة نفسها من عام 2013، نتيجة استمرار تباطؤ الاقتصاد.

وكانت السعودية أقل حماساً خلال الأشهر الخمسة الماضية، إلا أنها عادت إلى مساندة مصر عقب الإعلان الرسمي عن فوز السيسي، في حين اختفت المساعدات الكويتية تماماً من خارطة المنح النفطية الخليجية التي وصلت مصر منذ بداية العام الحالي 2014، كما أحجمت البحرين التي أعلنت مساندتها الانقلاب في بدايته، عن تقديم مساعدات مادية ملموسة لنظام السيسي.
عدم الاستقرار

ورغم أن وزير المالية المصري، هاني قدري دميان، أكد أن اقتصاد بلاده لن يدار بالمعونات الخارجية، يوم الأحد الماضي، إلا أن الواقع يؤكد أن مصر ستواصل اعتمادها على منح الخليج خلال الفترة المقبلة، في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية، بسبب عدم الاستقرار السياسي والمظاهرات المتواصلة على مدار عام تقريباً، والتي أدت إلى تراجع عائدات السياحة وتحويلات العاملين في الخارج.

وقال دميان، إن موازنة مصر للعام المالي الجديد 2015/2014، التي تبدأ في يوليو/تموز المقبل، راعت مبادئ عدة، أولها أن "مصر لن تدار على أساس المعونات الاقتصادية الخارجية".

في حين دعا السيسي، أكثر من مرة عقب الانقلاب، إلى مساندة خليجية ودولية لاقتصاد مصر المتعثر.

وارتفعت الديون المصرية لأول مرة في تاريخها إلى أكثر من تريليوني جنيه، وأكد البنك المركزي، في تقريره الشهري الصادر أمس الإثنين، ارتفاع الديون الخارجية وحدها، بنسبة 5.8% خلال الأشهر الستة الأخيرة من العام 2013 التي تزامنت مع حصول مصر على مساعدات خليجية.

وأوضح المركزي أن الدين العام المستحق على الدولة سجل 2.035 تريليون جنيه (285 مليار دولار).

وبلغت الديون المحلية وحدها 1.70 تريليون جنيه (239.2 مليار دولار)، بنهاية مارس/آذار الماضي.

المساهمون