السرطان يغتال الفقراء

السرطان يغتال الفقراء

17 فبراير 2014
+ الخط -

أكثر من 160 ألف طفل في العالم يصابون بالسرطان سنويا، يموت منهم تسعون ألفا، معظمهم في الدول النامية والفقيرة. وفي الوقت الذي قد تبلغ فيه فرص النجاة من سرطان الدم لدى الاطفال نحو 90% في الدول الغنية والمتقدمة، إلا أنها شبه منعدمة في الدول الفقيرة والنامية، والتي تفقد أطفالها بنسب عالية تصل الى 10% .
هذا التفاوت نوقش في ندوة حول "رعاية مرضى السرطان" التي عقدت قبل يومين في معهد "دانا فاربر" للسرطان في بوسطن، وبرعاية مشتركة من قبل جامعة هارفارد، ومؤسسة الأورام العالمية (GO جي أوو)، وطلاب من أجل المبادرة العالمية للأورام في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضحت الأبحاث التي ناقشتها الندوة أن هذا التفاوت يأتي نتيجة نقص الخدمات الصحية، وعدم توفر الرعاية الطبية المناسبة، والفجوة العلمية بين الدول الغنية والفقيرة. واقترح المشاركون العمل على تقليص هذه
الفجوة بمحاولة تبادل الخبرات العلمية والتقنية اللازمة في علاج سرطان الأطفال بين الدول المتقدمة والنامية، وتوفير العدالة الصحية للجميع.
ويشار إلى أن هذا النوع من الأمراض قد يحدث فجأة ومن دون أعراض مسبقة مما يزيد تفاقم المشكلة، وخاصة في العالم الفقير، وينجم عنه حدوث طفرات في المادة الوراثية "الحمض النووي الريبي - DNA"، مما يقود إلى تحول الخلية إلى خلية غير طبيعية تنقسم باستمرار ولا تموت، ثم تنتقل العدوى وتغزو المناطق المجاورة والبعيدة.
ووفقا للجمعية الأمريكية للسرطان، فإن سرطان الأطفال، شأنه في ذلك شأن سرطان الكبار، قد يصعب التعرف عليه مبكرا، وذلك لأن الأعراض المبكرة للمرض تتشابه مع أمراض أخرى شائعة مثل الالتهابات الفيروسية.

وتناولت الندوة عددا من أمراض أخرى أوصت بالاهتمام بمتابعتها، منها التهاب الكبد "بي"، وفيروس  HBV، الذي يسبب سرطان الكبد، وفيروس الورم الحليمي البشري HPV، الذي يسبب سرطان عنق الرحم، وكلاهما يمكن منعه باستخدام اللقاحات المضادة، وإخضاع المصاب لفحص دوري لدى الطبيب، ومراجعة الطبيب عند ظهور أعراض معينة وعدم زوالها، كشحوب غير مبرر، وفقدان الطاقة والحيوية، والعرج في المشية او الحركة، والتعرض للكدمات بسهولة، والحمى المتزايدة.
ويلعب التشخيص المبكر للعلاج وتلقي العلاج الملائم دورا كبيرا في زيادة احتمال الشفاء ومعدل النجاة، إلا أن التكلفة العالية للعلاج قد تجعل الشفاء أمرا صعبا، وخاصة لدى الطبقة الفقيرة، ولكن على الرغم من ذلك فإن اللقاح شبه المجاني، كما تشير الدراسة، قد خفف من حدة الوفيات، حيث شهدت السنوات الماضية قفزة كبيرة في علاج السرطان، ولكن يبقى ذلك أيضا محصورا في الدول المتقدمة، فيما لا تزال الدول النامية معرضة لارتفاع نسبة الوفيات بشكل كبير.
وتقول الدكتورة فيليسيا ماري كانوول، وهي أستاذة مشاركة في كلية الطب في جامعة هارفرد ومديرة مبادرة هارفرد للأسهم العالمية لمكافحة السرطان وإحدى المشاركات في الندوة: "لدينا مجال واسع لما يمكن فعله قبل أن نصل الى ما لا يمكن فعله" ، كما أضافت انه يمكن إنقاذ الكثير من الاطفال اذا عمل الجميع بشكل مشترك.
وتقول الدراسة التي تداولتها الندوة في بوسطن انه لا توجد علاقة قوية بين سرطان الأطفال من جهة، والعوامل البيئية ونمط الحياة من جهة أخرى، وذلك على عكس كثير من أنواع السرطان التي تصيب البالغين، والتي يلعب نمط الحياة والعوامل البيئية، كالتدخين مثلا والتلوث، دورا كبيرا فيها.
ومن خيارات علاج سرطانات الأطفال، شأنهم شأن البالغين، الجراحة والعلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي.
وفي الحديث عن بعض أنواع السرطان غير المعروفة في العالم المتقدم، مثل سرطان ساركوما وسرطان الغدد الليمفاوية المنتشرة في افريقيا، شبـّهها المشاركون في الندوة بمرض نقصان المناعة لغموض أعراضها وصعوبة علاجها، وحثت الندوة على التعاون والعمل المشترك لعلاجها ووقف انتشارها.

 

المساهمون