الروس واللعب على الأكراد

الروس واللعب على الأكراد

24 يناير 2016
يحاول المسؤولون الروس تعطيل المفاوضات (كيريل كودريافتسيف/فرانس برس)
+ الخط -
تسعى روسيا جاهدة لإشراك حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، متمثلاً برئيسه صالح مسلم في مفاوضات جنيف، عبر طرحه كممثل للأكراد في المفاوضات. يطرح الروس حزب مسلم وجناحه العسكري، كقوة معارضة تسيطر على 16 في المائة من الأراضي السورية، بحسب ما يسوّق مسؤولو الحزب، وكأنهم الممثل الشرعي والوحيد للأكراد.

ويبدو أن روسيا، والتي تحاول تعطيل المفاوضات من خلال اللعب على وتر التمثيل الكردي، قد تناست أمرين هامين. أولهما أن المفاوضات هي عملية تفاوض بين النظام ومعارضيه وليست بين ممثلي قوميات أو طوائف مع النظام. والروس هم الأكثر معرفة بمدى الارتباط والتنسيق بين النظام وحزب صالح مسلم، وبالتالي فما معنى تفاوض حزب الاتحاد الديمقراطي مع نظام هو بالأساس ينسق معه ويتفق معه على الكثير من الأمور، وما معنى أن يتم إدخال مسلم ضمن وفد يعدّ بعض أعضائه "إرهابيين" بحسب التوصيف الروسي إلا إذا كان الهدف من إدخاله هو إفشال المفاوضات.

أما الأمر الآخر والمهم الذي أغفله الروس في دعواهم فهو تناسي أن الأكراد المعارضين للنظام هم ممثَلون ضمن الجهات التمثيلية للمعارضة وضمن الهيئة العليا للتفاوض وضمن الوفد المفاوض، وهم ممثلون بثلاثة عشر حزباً كردياً في مؤتمر الرياض، وهي في معظمها أحزاب عريقة تمارس نشاطها السياسي منذ خمسينيات القرن الماضي وتمثل معظم أطياف المكون الكردي. وبالتالي فإن ايحاءات روسيا بأنها خائفة على تمثيل الأكراد وأنها تريد تمثيل كافة مكونات المعارضة في المفاوضات ما هي إلا محاولات لتعطيل المفاوضات، وإكساب النظام المزيد من الوقت ريثما تتمكن روسيا من فرض انتداب على سورية، وإعادة انتاج نظام ولائه روسي تصدره للسوريين على أنه المخرج الوحيد للسوريين باتجاه حل سياسي.

ويبدو من خلال النشاط الروسي في المناطق ذات الأغلبية الكردية من شمال سورية أن الروس بهذه الخطوة يحاولون كسب فصيل كردي لديه قوة عسكرية على الأرض، يكون عميلاً لهم ضمن مخططهم للسيطرة على البلاد من خلال إعادة إنتاج نظام يتبع لروسيا ويأخذ شرعية دولية تحت غطاء الأمم المتحدة.

المساهمون